رواية رحلة سليماني الأخيرة من بيروت إلى بغداد

Avatar18007/01/2020
لأنه قاسم سليماني، المسؤول عن خرائط إيران من البحر الأبيض المتوسط حتى بحر قزوين وشمال المحيط الهندي، لن تنتهي الروايات السردية، لساعاته الأخيرة بين بيروت ودمشق وبغداد، قبل أن تغتاله طائرات أميركية قرب مطار العاصمة العراقية، ليل الخميس ـ الجمعة الماضي.

قدّم موقع “ميدل إيست آي” البريطاني بعض التفاصيل التي تروي آخر تحركات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وذلك نقلا عن ما أسماه الموقع قيادي في حزب الله، تحدث عن تعرض سليماني للمراقبة اللصيقة منذ لحظة وصوله إلى دمشق قادما من العاصمة الإيرانية في الثاني من كانون الثاني/ يناير، وحتى لحظة إغتياله منتصف ليل الخميس ـ الجمعة.
حسب التقرير المذكور، وصل سليماني إلى مطار دمشق، صباح الخميس الماضي، ولم يكن مرتبطأ بأية مواعيد رسمية في العاصمة السورية، بل انتقل من الطائرة إلى سيارة أقلته إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، حيث كان في إستقباله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وإستنادا إلى ما ذكره نصرالله في خطابه الرثائي: “يوم الاربعاء، وهو أول يوم في السنة الميلادية الجديدة أتى (سليماني) لزيارتي، هو ليس لديه عمل لكن قال لي ليس لدي شيء لكن اتيت لكي اراك واسلّم عليك ونتحدث، وانا قلت له هذه بداية عام جميل ان يبدأ عامي الميلادي بلقائك والجلوس معك والتشرف بالنظر الى وجهك الشريف، لكن قبلها بمدّة كان عندي قلت له حاج قاسم هناك تركيز كبير في اميركا، في الصحف والمجلات الاميركية عليك، يقومون بوضع صورك في الصفحات الاولى، وبدأ الكلام في اميركا “الجنرال الذي لا بديل له” هذا تمهيد اعلامي وسياسي لاغتيالك، طبعاً الحاج ضحك، وقال “يا ريت ادعي لي”.
أما رواية الموقع الإنكليزي، فتفيد أن هدف سليماني من لقائه بنصرالله هو “المساعدة في تنسيق عمل الفصائل الحليفة لإيران في المنطقة كي يتم تجهيزها لأي مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة”.

إمتد اللقاء بين الرجلين “بضع ساعات”، عاد بعده سليماني أدراجه إلى دمشق في ظل التدابير الأمنية نفسها التي رافقت رحلته نفسها من دمشق إلى بيروت. وتبين وفق معلومات خاصة أن سليماني لم يعزِ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري بوفاة والدته خلال ساعات تواجده في بيروت، بخلاف ما تردد بعد إغتياله، وذلك إستنادا إلى صورة قديمة لسليماني تجمعه بشري في إحدى المناسبات الإجتماعية في منزل الأخير في بيروت قبل سنوات قليلة.

وصل سليماني إلى مطار دمشق وإستقل طائرة “أجنحة الشام” في رحلتها المتجهة إلى بغداد، وذلك من ضمن الركاب العاديين، وكان من المفترض أن تنطلق الرحلة في تمام الساعة الثامنة والثلث مساء (الخميس)، لكنها تأخرت “لسبب مجهول”، حسب القيادي في حزب الله، حتى العاشرة والنصف، وذلك بحسب البيانات العامة لشركة الطيران السورية التي تملكها شركة خاصة.

يتخد أبو مهدي المهندس احتياطات أمنية مشددة، لكنه “على الأغلب لم يكن على دراية تامة أن الأميركيين تتبعوه طوال سنوات، وأنه لم يكن يخفى على أحد أنه لم يكن برفقة محمد رضا الجابر في السيارة سوى المهندس”، حسب الموقع البريطاني

في بغداد، كان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، قد تبلغ عبر قنوات خاصة أن سليماني في طريقه إلى بغداد، ولم تتضمن المعلومات سوى اسم شركة الطيران السورية وموعد الوصول الأصلي. وطلب المهندس، من المسؤول عن تشريفات الحشد الشعبي في المطار محمد رضا الجابر أن يرافقه بقيادة السيارة إلى بوابة المطار والاستعداد لوصول من أسماه “ضيف مهم”.

ووفق موقع “ميدل إيست آي”، فإن مطار العاصمة العراقية يخضع لتدابير أمنية مشددة منذ العام 2003، تاريخ الدخول الأميركي إلى العراق، حيث تدير الأمن فيه شركة (G4S) الإنكليزية، بإشراف من عدد من الأجهزة الأمنية العراقية، بينها جهاز المخابرات وجهاز أمن المطار وجهاز مكافحة الإرهاب…
وجرت العادة أن التدابير الأمنية تلزم الركاب العاديين بالمرور عبر حواجز أمنية عدة منتشرة على طريق بطول عشرة كيلومترات أثناء دخولهم وخروجهم، وهو طريق يمتد من ميدان عباس بن فرناس وحتى آخر نقطة يمكن للسيارات الشخصية بلوغها، حيث تقع صالات المغادرة والوصول. أما الشخصيات الدبلوماسية والضيوف الذين ترافقهم حاشية، فيسمح لهم بالعبور من ممر كبار الزوار، والذي لا يتطلب سوى إعلام الحاجز الأمني بهوية المسافرين وتفاصيل السيارة، ويبادر الحاجز إلى إطلاع أمن المطار والأمن القومي والمخابرات وشركة (G4S)  البريطانية على المعلومات نفسها.
وعلى جاري عادته، يتخد أبو مهدي المهندس احتياطات أمنية مشددة، لكنه “على الأغلب لم يكن على دراية تامة أن الأميركيين تتبعوه طوال سنوات، وأنه لم يكن يخفى على أحد أنه لم يكن برفقة محمد رضا الجابر في السيارة سوى المهندس”، حسب الموقع البريطاني. وتفيد إحدى الروايات أن المهندس لم يكن يتحرك بإتجاه مطار بغداد إلا لإستقبال سليماني فقط.

ينقل الموقع عن مصدر مصدر أميركي أن الأميركيين تلقوا معلومات تفيد بأن سليماني كان في طريقه إلى بغداد، وأن المهندس كان سيستقبله في المطار، وأنه سيصطحبه إلى منزله في المنطقة الخضراء المحصنة جيدا

وينقل الموقع عن مصدر مصدر أميركي أن الأميركيين تلقوا معلومات تفيد بأن سليماني كان في طريقه إلى بغداد، وأن المهندس كان سيستقبله في المطار، وأنه سيصطحبه إلى منزله في المنطقة الخضراء المحصنة جيدا.
هبطت طائرة قاسم سليماني حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة بتوقيت بغداد، وفقا لبيانات شركة “أجنحة الشام” للطيران، كما ذكر الموقع البريطاني، وتبين أن المهندس كان حريصا على عدم ترك سليماني ومرافقيه الاثنين، وأحدهما صهره، في الانتظار، بل حرص والوفد المرافق له على الانطلاق سريعا وعدم تعرضه للانكشاف، في حين تعامل مسؤولو الأمن الوطني مع وثائق السفر الخاصة بسليماني ومرافقيه وتولوا أمر الحقائب، ثم إنتقل موكب مؤلف من سيارتين كانتا مجهزتين لاصطحابه إلى منزل المهندس في المنطقة الخضراء في بغداد. والسيارتان هما “هيونداي ستاركز” و”تويوتا أفالون” لم تكونا قد ابتعدتا كثيرا قبل أن تهز ثلاثة انفجارات الطريق بمحاذاة مطار بغداد.

إقرأ على موقع 180  سُلطان عمان الجديد يغيّر في الداخل إقتصادياً وينأى ببلده إقليمياً

وأفادت تحقيقات أمنية أولية بأن ثلاثة صواريخ موجهة كانت قد استهدفت السيارتين، وقد استهدف الصاروخ الأول حافلة “هيونداي ستاركز” الصغيرة التي كانت بعيدة نحو 100 أو 120 مترا عن العربة الأخرى، في حين أخطأ صاروخ ثان سيارة الـ”تويوتا”، التي حاولت الإسراع بعيدا عن الحدث، لكن صاروخا ثالثا قصفها. وأشار الموقع البريطاني إلى أنه تم التعرف إلى هوية سليماني، من خلال الخاتم المميز الكبير ذي الحجر الأحمر الغامق الذي كان يضعه في يده اليسرى (نقلا عن مسؤولين أمنيين عراقيين).

وحسب الموقع البريطاني، فإن سليماني والمهندس لا يستخدمان عادة الهواتف الذكية، وهما يتنقلان بسيارات عادية مع أقل عدد ممكن من الناس، وكان من الصعب تعقبهما إجمالا، لكن مطاري دمشق وبغداد يعجان بالمصادر الاستخباراتية الموالية للولايات المتحدة، “ولهذا وقعا في المصيدة” حسب التقرير نفسه الذي نسب إلى مسؤولين عراقيين مطلعين على تحركات سليماني قولهم إنه “كان يستخدم نقاط دخول عدة إلى العراق، فقد كان يهبط أحياناً في مطار بغداد الدولي، كما حدث ليل – الخميس الجمعة، وكان في أحيان أخرى يصل جواً الى النجف حيث يؤدي الصلاة، ويتوجه الى بغداد، أو يجتاز معبر المنذرية الحدودي إلى محافظة ديالى قادما من إيران على بعد 120 كلم شرق بغداد، كما أنه إعتمد مؤخراً وبشكل متزايد على مطار السليمانية في كردستان في شمال العراق، وذلك قبل أن يرتحل بالسيارة جنوبا إلى بغداد.

يذكر أن مواقع غربية وعربية عدة تحدثت عن توقيفات في دمشق وبغداد ربطا بإستهداف سليماني والمهندس ورفاقهما.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  غارة المصنع.. ماذا لو خرق الإسرائيلي قواعد الإشتباك؟