الفضل شلق, Author at 180Post

think_about_it__trayko_popov.jpg

تخثر الوعي نتيجة تمكّن الاستبداد وانتشار الدين السياسي. صار لدى الناس حالة إنكار، وهي عدم تصديق ما يجري، وعدم اقتناع بأن أمة بهذا التاريخ العظيم يمكن أن تنحدر الى هذا الحضيض، وأن قادة ينزلون أفدح أنواع الظلم والاستبداد بشعوبهم، ويتبجحون بذلك، وأن المجتمع بعد ثورة 2011 قُمِع بما لم يسبق كي يحصل شلل للإرادة الشعبية، بحيث أن الواحد منا ما عاد يُصدّق ما يُقال، ويعتمد على ما هو أهون على المرء، أي الهروب من الواقع دون المشاركة فيه، بل أن ينكره ويمضي في عمله كأن شيئاً لم يكن.

134.jpg

بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد خروج العثمانيين، وقبل دخول الفرنسيين الى بلاد الشام، أنشأت النخب السياسية فيها مملكة دستورية، ونصّبت فيصل الأول ملكاً. الدستور الذي وضعته هذه النخب ـ بعد إخراج البريطانيين ـ كان أرقى من دستور الولايات المتحدة. دام الأمر عامين وأكثر بشهور، إلى أن دخل الفرنسيون الى دمشق، ومزّقوا الدستور وهزموا جيش أهل الشام (كان يشمل العراق وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان)، ومحوا الديموقراطية، وباشروا انتداباً كان استعماراً حقيقياً حرم الناس من أن يكون لهم صوتٌ في تقرير مستقبلهم.

8b8629e8c15b72a6ca1d50b8f91867c5.jpg

قرار الحرب والسلم يُثير الكثير من الضجيج في لبنان. لا تتسابق الأطراف على قرار الحرب أو السلم، لكن الشعار يعني بالدرجة الأولى السيطرة على البلد دونما حاجة الى الدولة. في الحقيقة، ليس قرار الحرب والسلم ما يعنيه في الظاهر بل يتعلق بوجود الدولة أو ما بقي منها، أو بالأحرى السيطرة على المجتمع، أو التخويف من أجل أهداف سياسية.

revolution.jpg

إذا كانت الدولة هي الإطار الناظم للمجتمع، فإن غيابها يعني تلاشيه. في الدولة الحديثة، توجد روابط بين الجماعات كأفراد، بل كمواطنين. ويشارك هؤلاء في الدولة وفي القرار، سواءً وهماً أو حقيقةً. اضطرار السلطة لتنمية هذا الوهم دليل على أهميته بالنسبة للناس الذين يحققونه ولو جزئياً عن طريق الانتخابات والنقاشات في المجال العام.

090909090909090.jpg

تستند الطائفة إلى الدين أو المذهب في تشكلها لكن يغلب عليها الطابع السياسي. لا يهم الطائفيين ممارسة الطقوس الدينية بقدر ما يهمهم حقوق الطائفة، بالأحرى حصة الطائفة في مغانهم السلطة، سواء كانت هذه مادية أو معنوية. تغلب على الجماعة الدينية ممارسة الشأن الديني على السياسي. الأولوية عندها للدين قبل السياسة، واستقامة ممارسة الدين على حنكة السياسة والسياسيين، لكن يمكن للجماعة الدينية أن تُشكّل ثقافة مغايرة.

سلايدر-1.jpg

يحدث فقدان السيادة في كل بلد ليست حكومته هي الوحيدة التي تُسيطر على الأرض وتشارك شعبها في السلطة. كل حكومة تستعين بقوى خارجية عسكرية أو ميليشياوية لتأكيد السلطة داخلياً، هي لا تملك السيادة، بينما البلد خالٍ من الاستقلال، وهذا الأخير مفقود. وإذا كان الاستقلال مطلباً كي يُقرّر الشعب أموره ويصنع مستقبله بنفسه، دون أن يُصنع له، فإن على الناس القتال من جديد من أجل الاستقلال. حروب تحرير وطنية جديدة؟