“صفقة القرن” بعيون الصحافة العبرية.. هواجس أردنية وفلسطينية

Avatar18028/01/2020
حفلت الصحافة الإسرائيلية بتحليلات كثيرة في الساعات الأخيرة حول توقيت "صفقة القرن"، أو ما تسمى "خطة السلام" التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو وخصمه في الإنتخابات المقبلة رئيس "حزب أزرق أبيض بيني غانتس. وتناولت التحليلات الأبعاد الأميركية والإسرائيلية والفلسطينية والأردنية للتسوية المزعومة بين الفلسطينيين والإسرائيليين!

باراك للأميركيين: لا لبيبي

في “هآرتس”، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مقالة بعنوان “نتنياهو معنيّ بإفشال صفقة القرن”، وجاء فيها:

“استناداً إلى التفصيلات المنشورة في وسائل الإعلام، تبدو صفقة القرن  التي وضعها دونالد ترامب أكثر موقف ملائم لإسرائيل اتّخذه رئيس أميركي بشأن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. المقصود تغيير مهم يولد فرصة مهمة. إسرائيل تحتفظ بـ 50% من الأوراق التي ستحسم مصير هذه الفرصة، الأمر الذي يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق زعمائها.

السؤال المطروح هو: إلى ماذا تحتاج إسرائيل؟. فبنيامين نتنياهو الذي أقام حلفاً مع اليمين المتطرف، بمَن فيهم كهانيون [نسبة إلى مئير كهانا] وعنصريون، والذي نجا من رعب محاكمته، معنيّ بإفشال الخطة، من خلال تحميل الطرف الثاني المسؤولية، والتوجه فوراً إلى اتخاذ خطوات ضم من طرف واحد بدعم من ترامب. أمّا بني غانتس فيمثل الموقف الصحيح بالنسبة إلى إسرائيل أي: التشديد على التنسيق، والتبادلية، وعلى تسوية إقليمية، ومشاركة الأردن، والحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، فضلاً عن خيار القيام بخطوات أحادية لاحقاً إذا لم تنجح التجربة.

الجميع متفق على أن نهر الأردن يجب أن يكون الحدود الأمنية في الشرق، واقتراح نتنياهو ضم غور الأردن فوراً يعكس هستيريا شخصية تشبه سلوك مجرم نجا من الملاحقة، وفقدان القدرة على الحكم، كي لا نقول فوضى أمنية. إن أي ضم فوري لغور الأردن سيقضي على أي فرصة لتحقيق  صفقة القرن،  ويضر بقدرة إسرائيل العملانية على مواجهة إيران (التي هي العدو الأساس حتى الآن)، وأيضاً بالعلاقات مع الأردن التي تمنح إسرائيل عمقاً استراتيجياً، وسيشجع أولئك الذين يريدون إرسال زعماء إسرائيل إلى لاهاي.

ليس لضم غور الأردن حالياً أي قيمة مباشرة لأن إسرائيل ليست عرضة اليوم لأي خطر من هذا الاتجاه. ولن يحدث شيئ لو بدأت الحكومة المقبلة في معالجة هذه المشكلة، فترامب سيظل في السلطة، بل ربما نتنياهو لن يبقى.

من الواضح أن الفلسطينيين سيرفضون الصفقة، على الأرجح في البداية، لكن ترامب يأمل بأن تقوم السعودية والإمارات ومصر بتطويع السلطة الفلسطينية كي توافق على تبنّيها. سننتظر ونرى

الخطة بحد ذاتها تتناول حاجات إسرائيل الأمنية كلها، كما أن الموقف من قضايا لها علاقة بالمستوطنات، والحدود، ومسألة اللاجئين والقدس، قريب جداً من الموقف الإسرائيلي. من الواضح أن الفلسطينيين سيرفضون الصفقة، على الأرجح في البداية، لكن ترامب يأمل بأن تقوم السعودية والإمارات ومصر بتطويع السلطة الفلسطينية كي توافق على تبنّيها. سننتظر ونرى.

إلى المقريبن من ترامب أكرر ما أقوله منذ عامين: مع حكومة غير تلك الموجودة حالياً في إسرائيل، فإن صفقة القرن تملك حظوظاً أكبر كثيراً لشقّ طريق سياسي، أو على الأقل للتوصل إلى تحقيق إنجازات قابلة للعيش بالنسبة إلى المصلحة الأمنية الإسرائيلية، والمصلحة الأميركية في المنطقة.

من الشائع القول إن الانتخابات (الإسرائيلية) تتمحور حول الاختيار بين: قولوا لا لبيبي، وبيبي ملك إسرائيل، لكن هذا ليس صحيحاً. الانتخابات لا تتعلق بنتنياهو، بل تتعلق بنا أنفسنا، وبالأسئلة التالية: ماذا يفرض علينا موقفنا وقيمنا وهويتنا؟ هل نحن إسرائيليو الانفصال عن الفلسطينيين ورؤية الدولتين؟ أم إسرائيليو الدولة الواحدة مع أغلبية إسلامية ستشكل نهاية الحلم الصهيوني؟ إسرائيليو الأمن فوق كل شيء؟ أم دعاة رؤية مسيانية عنصرية تأتي قبل الأمن؟ هل نحن صهيونيو إعلان الاستقلال؟ أم صهيونيو قانون القومية؟ صهيونيو الدولة وحقوق الفرد؟ أم الفساد وطغيان الأغلبية؟ هذه هي الأمور المطروحة التي يجب أن نصوّت عليها كلنا”.

الأردن ينتظر بقلق فخ ترامب

وفي “هآرتس”، كتب المحلل تسفي برئيل التقرير الآتي:

“لا تزال الحكومة الأردنية غارقة في الظلام، ولا تعرف رسمياً ما سيكون مصيرها. تستند التخمينات والتقديرات إلى تسريبات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وإلى التخوف الشديد من تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين. “ماذا يعني ضم غور الأردن بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعطائها الإذن بضم هضبة الجولان، واعترافه بشرعية قسم من المستوطنات؟” يستغرب أحد كبار المحللين الأردنيين في حديث مع “هآرتس”. ويتابع قائلاً: “كل هذا  معناه أن الأردن لم يعد مكوناً جوهرياً في عملية السلام. أكثر من ذلك، صفقة القرن تلغي حل الدولتين، وهي تقوّض المبادرة العربية العائدة إلى سنة 2002، والتي كانت دائماً حجر الزاوية في كل اقتراح حل، وترفض حق العودة للفلسطينيين، وتطلب من الأردن استيعاب مئات الآلاف الإضافيين من اللاجئين وربما الملايين”.

يواجه الأردن حالياً ثلاثة تهديدات يعتبرها وجودية:

التهديد الأول، يتعلق بالضغوط التي من المتوقع أن يتعرض لها من جانب الإدارة الأميركية كي يوافق على تبنّي صفقة القرن. وهذه قد تشمل تقليص المساعدة الاقتصادية والدعم العسكري، وإفشال جهود الملك عبد الله في جمع المال من مؤسسات تمويل دولية، وحتى الدفع قدماً بطلب السعودية بـأن تكون هي المسؤولة عن الأماكن المقدسة في القدس.

التهديد الثاني الأكثر خطراً، سيصل إذا قرر الجمهور الأردني الخروج في تظاهرات ضد الصفقة، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وحتى إلغاء معاهدة السلام معها.

التهديد الثالث، سيصل إذا كانت إسرائيل ستتبنى فعلاً صفقة القرن، وستضم غور الأردن والمستوطنات الموافق عليها، وبذلك تفصل الضفة عن الأردن. الخيارات الأردنية لمعارضة صفقة القرن محدودة.

من الصعب معرفة كيف سيرد الأردن على نشوب أعمال عنف جارفة من جماهير كبيرة في المملكة، سترى في نشر الصفقة فرصة للدخول في مواجهة مع النظام، أيضاً لأسباب لا علاقة لها بالصفقة

ليس للأردن بديل من حلف مع الولايات المتحدة ومع السعودية. على الرغم من محاولات التقرب من روسيا، من خلال التصالح مع سوريا، فإن روسيا ليست بديلاً سياسياً أو اقتصادياً من الدعم الأميركي. علاقات الأردن مع السعودية متوترة وليس من اليوم، بين أمور أُخرى على خلفية معارضة الأردن استخدام أراضيه كقاعدة للهجوم على سوريا قبل أربع سنوات، وفيما بعد بسبب إعراب السعودية عن رغبتها بأن تكون قيّمة على الأماكن المقدسة في القدس.

لكن السعودية والإمارات لا تزالان ركيزة اقتصادية حيوية، فقد منحت هاتان الدولتان الأردن نحو 2.5 مليار دولار في سنة 2018، لمساعدة المملكة على ترميم اقتصادها وتهدئة التظاهرات العنيفة التي حدثت في بداية تلك السنة. في الوقت عينه، تُعتبر السعودية واتحاد الإمارات ركنين أساسيين في صفقة القرن، والدولتان استكملتا تقريباً تطبيع العلاقات مع إسرائيل. المواجهة معهما على خلفية تأييدهما صفقة القرن هي خطوة خطرة.

السؤال المثير للقلق هو هل إلغاء اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن يمكن أن يُستخدم كرافعة تهديد أو ضغط أردني ضد صفقة القرن؟ المنطق السياسي الأردني يقول إن إلغاء اتفاق السلام لن يلغي التهديدات التي تطرحها الصفقة على الأردن. وهو لن يردع إسرائيل عن ضم الغور، لأن هذا الضم لا يتعلق فقط بالأهمية الاستراتيجية للغور فحسب، بل بالنضال السياسي في إسرائيل الذي يتغلب إجمالاً على الأهميات الاستراتيجية، ولهذا السبب أيضاً هو لن يمنع ضم المستوطنات.

إلغاء اتفاق السلام سيبعد الأردن نهائياً عن التأثير ورعاية الأماكن المقدسة في القدس، وفي المقابل، سيحول الأردن إلى جزء مما سُمّي سابقاً “الجبهة الشرقية”، تعبير ملطف يُطلق على الدول العدوة. في نقاشات دارت في الأردن قبل أكثر من سنة، حول التداعيات المحتملة لإلغاء اتفاق تأجير المناطق في غور الأردن ووادي عربه، وشارك فيها عسكريون ومسؤولون مدنيون كبار، بمشاركة الجيش والحكومة الأردنيين، طُرح أيضاً سؤال عن مدى هشاشة اتفاق السلام.

بحسب مصادر أردنية، الاستنتاج القاطع كان أن خيار إلغاء اتفاق السلام غير مطروح وممنوع أن يكون مطروحاً، لأنه سيخدم إسرائيل أكثر مما سيساعد الأردن؟ لكن الآن من الممكن أن تتغير الظروف، على الرغم من تبنّي اتفاق السلام كمكوّن جوهري، وربما وجودي بالنسبة إلى الأردن، فإنه من الصعب معرفة كيف سيرد الأردن على نشوب أعمال عنف جارفة من جماهير كبيرة في المملكة، سترى في نشر الصفقة فرصة للدخول في مواجهة مع النظام، أيضاً لأسباب لا علاقة لها بالصفقة”.

إنتفاضة ثالثة بقيادة أبو مازن!

وتحت عنوان “هل يقود محمود عباس إنتفاضة ثالثة”، كتب المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم مقالة جاء فيها:

“يطلق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نمر العنف من زنزانته ويريد أن يركبها للسيطرة على مستوى النيران التي أشعلها واستخدم العنف كأداة للاحتجاج والأسلحة ضد تنفيذ خطة السلام الأميركية، ولا سيما الضم المباشر لأجزاء من الضفة الغربية. ينكر مسؤولو فتح أن هذا قرار استراتيجي لإطلاق انتفاضة ثالثة، لكن على المرء أن ينتظر وينظر إلى مدى استجابة المنطقة (الضفة) لدعوتها إلى الخروج ومواجهة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي عند نقاط التفتيش، والجو في الوقت الحالي هو أن معظم سكان الضفة الغربية غير مهتمين بالانتفاضة الثالثة ضد إسرائيل بسبب المستوى المعيشي الجيد الذي اعتادوا عليها ولأن القيادة الفلسطينية فاسدة ولا يرغبون في الدفع مالياً لها”.

إقرأ على موقع 180  تشاك شومير للإسرائيليين: إن فقدتموني، فأنتم فقدتم بايدن!

الركض إلى اللامكان

وكتب المحلل سيفر بلوتسكر في “يديعوت” الآتي:

“من الواضح للجميع ان رؤية ترامب للسلام مرفوضة ولن تكون مقبولة من أي قيادة فلسطينية، معتدلة كانت ام متطرفة (…)، لكن وبرغم تصريحاته في الماضي، ليس لترامب أية رغبة في  حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. المهم ان ينشأ احساس بالحركة والركض. الركض الى اللامكان؟ من ناحيته، ويحتمل أيضا من ناحية القيادة الفلسطينية الحالية والحكومة الانتقالية الاسرائيلية، فان الركض الى اللامكان هو افضل من التقدم الحقيقي نحو اهداف سياسية – قومية لا تزال موضع خلاف عميق للشعبين، اليهودي والفلسطيني”.

قنبلة بولتون

وفي “هآرتس”، كتب  المحلل حيمي شليف التقرير الآتي:

​”في شهر كانون الثاني/يناير، قبل21  سنة، قام نتنياهو بزيارة في واشنطن، واثناء هذه الزيارة تفجرت قضية مونيكا لوينسكي التي انقذته من ضغط الرئيس بيل كلينتون الذي لا يعتبر من مشجعيه. أمس مرة اخرى وقف الى جانب رئيس اميركي في يوم تورطه في احدى مشكلاته، ولكن في هذه المرة الحديث يدور عن دونالد ترامب الذي ينوي أن يقدم لاسرائيل، بهذا القدر أو ذاك، نفس المناطق التي طلب كلينتون من نتنياهو اخلاءها.

​الاختلاف في الموقفين برز في الفجوة الواضحة بين الوجه المضغوط والقلق لنتنياهو في بداية لقائه الاول مع كلينتون في 1998 وبين الابتسامة العريضة والسعادة الكبيرة التي ملأت وجهه في بداية لقائه مع ترامب أمس في البيت الابيض. إن تفجر قضية لوينسكي في الليلة بين اللقاء الاول واللقاء الثاني كان بمثابة الخلاص بالنسبة لنتنياهو. النبأ الذي نشرته أمس  نيويورك تايمز، والذي بحسبه، قدم مستشار الامن القومي السابق جون بولتون ورقة الدليل القاطع للديمقراطيين للمطالبة بعزل ترامب في مجلس الشيوخ، يزيد من خطورة وضع ترامب. ولكن بالنسبة لنتنياهو فان الامر يتعلق بالحد الاقصى بازعاج، وربما ايضا هذا الازعاج غير موجود.(…)

حسب نيويورك تايمز، شهد بولتون بأنه سمع ترامب بأذنه وهو يشترط مواصلة تقديم المساعدات العسكرية لاوكرانيا بالاعلان عن فتح تحقيق ضد جو بايدن

​​وخلافا للآمال العبثية التي بثها ترامب أمس، لا يوجد أي توقع في العالم بأن يوافق الفلسطينيون على الخطة، حتى لو قامت دول الخليج بالتصفيق للرئيس. ربما يكون ترامب جاهلا بما فيه الكفاية ومتغطرسا ويهتم بنفسه من اجل تصديق الهراءات التي قالها. ولكن مشكوك فيه اذا كان مستشاروه يشاركونه التفاؤل(…). ​نتنياهو يعطي معظم اهتمامه للنضال على الحصانة في الكنيست، ولسيناريو الكابوس لبدء محاكمته والجهد لقلب الامور عن طريق انتصار حاسم في الانتخابات. ولكن بتفكير على المدى البعيد، يجب ايضا أن يكون قلقا من القنبلة التي القاها بولتون. حسب نيويورك تايمز، بولتون شهد بأنه سمع ترامب بأذنه وهو يشترط مواصلة تقديم المساعدات العسكرية لاوكرانيا بالاعلان عن فتح تحقيق ضد جو بايدن. وفي زمن آخر، مثلما كتب أمس في نيويورك تايمز،  كان يكفي لشهادة كهذه بأن تحطم دفاع الرئيس وتقريبه من الخيار الذي وجد أمام ريتشارد نكسون، إما العزل أو تقديم استقالته(…).”

أين العروس، أين الفلسطينيين؟

وكتب إيال زيسر في “اسرائيل اليوم”:

“ليست هذه هي المرة الاولى التي ينشر فيها الاميركيون خطة سلام في محاولة لانهاء النزاع. ولكن هذه المرة ستكون مختلفة. أولا، لانه بخلاف خطط سابقة، فان خطة القرن تتعاطى مع الواقع على الارض ولا تستند الى اضغاث احلام. ثانيا، لان ادارة ترامب تتمتع بمكانة اقليمية لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها لسنوات طويلة. واخيرا، لان خطة القرن منسقة على الارجح مع اسرائيل. صحيح أن نشر الخطة والخطوات الكفيلة بان تتخذها اسرائيل في اعقابها لا بد ستثير جوقة تنديدات في أرجاء العالم، ولكن كل هذه عديمة المعنى في ضوء وقوف ادارة ترامب الى جانب اسرائيل. هذه الادارة منسقة ايضا مع بعض الدول العربية، وهذه كفيلة بان تتجند كي تساعدها في دفع خطتها الى الامام، ​وبالتالي فان الخطوة الأميركية كفيلة بان تمنح اسرائيل القدرة، لاول مرة في تاريخها، لان تملي لنفسها حدودها وفقا لاعتبارات الامن ووفقا للمصالح الاسرائيلية. ومع ذلك، يقف في مركز الغرفة مثل فيل ضخم السؤال الكبير – او المجهول الكبير: اين العروس؟ أين الفلسطينيين؟(..) ومهما يكن من أمر، فان قرارا فلسطينيا برفض خطة القرن مثله كمثل مسمار آخر في نعش فكرة الدولة الفلسطينية. اما دولة اسرائيل فملزمة بان تستعد بقوة اكبر لمثل هذه الامكانية”.

ما هو البديل.. استمرار الستاتيكو؟

وتميزت “إسرائيل اليوم” عن باقي الصحف والمواقع الإسرائيلية بمقالة مشتركة وقّعها كل جايسون غرينبلات، الموفد الأميركي السابق الخاص لإدارة ترامب إلى الشرق الأوسط؛ وبشارة بحبح، العضو السابق في الوفد الفلسطيني لمفاوضات السلام المتعددة الأطراف، وتضمنت الآتي:

(…) “نأمل بأن يفهم الفلسطينيون أن عليهم أن يعدّوا إلى العشرة قبل أن يعطوا جوابهم بصورة رسمية، ونحن نقترح ستة أسباب يتعين على القيادة الفلسطينية من أجلها أن تفحص الخطة وتدرسها، ثم أن تقدم تعديلات واقعية ويمكن تحقيقها. الخطة هي بمثابة دعوة إلى نقاش جدي من جانب الطرفين.

أولاً، البناء على مكونات إيجابية:

ففي اللحظة التي يوافق الفلسطينيون على فرصة فحص خطة السلام، سيكون في إمكانهم أن يبنوا على المكونات الإيجابية فيها، وأن يقدموا تحفظاتهم على بنود لا يوافقون عليها، وأن يقترحوا اقتراحات واقعية ويمكن تحقيقها، وعندها، وبواسطة المثابرة والدبلوماسية، يمكن تحقيق تقدم حقيقي.

ثانياً، التعلّم من التاريخ:

إن الوقت والتهرب كانا حتى الآن أسوأ عدوين للفلسطينيين، فإسرائيل نمت وازدهرت، بينما الفلسطينيون بقوا متأخرين. يستطيع الفلسطينيون الاستمرار في انتظار اتفاق أفضل، لكن جميع الفرص التي ينتظرونها ستذهب هباء. حان الوقت لإجراء مفاوضات بنيّة حسنة من أجل منح الجيل المقبل من الفلسطينيين مستقبلاً واعداً، ويتعين على القيادة الفلسطينية أن تكون براغماتية.

إذا كانت القيادة الفلسطينية تأمل بأن هذه السنة هي السنة الأخيرة لترامب في منصبه، فإن أملها على ما يبدو سيخيب كثيراً

ثالثاً، عدم المراهنة على أن الرئيس ترامب لن يُنتخب مجدداً:

إذا كانت القيادة الفلسطينية تأمل بأن هذه السنة هي السنة الأخيرة لترامب في منصبه، فإن أملها على ما يبدو سيخيب كثيراً. وإذا واصلت القيادة الفلسطينية عدم التعامل مع إدارة ترامب، فإنها خلال الأعوام الخمسة المقبلة لن تحقق أي تقدم أو القليل فقط. هل هذا ما يتمنونه لأولادهم؟

رابعاً، حل الدولتين:

 بغضّ النظر عن تحديد الكيان الفلسطيني الذي سينشأ، أكان منزوعاً من السلاح أم لا، فإنه ليس هناك ظل من الشك في أن خطة تمنح الفلسطينيين والإسرائيليين راحة البال والأمن والطمأنينة هي مهمة جداً للطرفين.

خامساً، مشكلات ومخاوف:

بعد مجيء الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، يستطيعون عرض مخاوفهم بصراحة، إذ ليس هناك ما يمنعهم من القيام بذلك. وهل في الإمكان تحقيق ما يطالبون به؟ هذا سؤال آخر. لكن إذا لم يأتوا إلى طاولة المفاوضات فإنهم سيضيعون فرصة اكتشاف ما يمكن تحقيقه. لقد حان الوقت لتحقيق الحلم، وليس تحطيمه.

سادساً، ازدهار اقتصادي:

أحد الاعتراضات المركزية للسلطة على المؤتمر الاقتصادي في البحرين تعلّق بتقديم الجزء الاقتصادي للخطة قبل الجزء السياسي. لكن الآن بعد نشر الجزء السياسي، فإن في إمكان الفلسطينيين أن يفهموا المزايا الضخمة التي ينطوي عليها اتفاق موقّع بالنسبة إليهم، وخلال عقد من الزمن يستطيعون أن يتحولوا إلى قصة نجاح أمام العالم كله.

إذا كانت هذه الأسباب غير كافية لإقناع القيادة الفلسطينية بالمشاركة في خطة السلام، فما هو البديل: الستاتيكو الحالي، وربما ازدياد وضع الفلسطينيين سوءاً. هل هذا حقاً ما يريدونه؟ أمامهم الكثير ليخسروه إذا رفضوا الخطة المقترحة”. (المصادر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، موقع عرب 48، مركز الناطور).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
free online course
إقرأ على موقع 180  بوتين بين سوريا وتركيا.. مايسترو التوازن الاستراتيجي