بدأت المواجهة الروسية الأمريكية، حسب موسوعة المعرفة، في أوكرانيا وسوريا في آذار- مارس 2001 حين تيقنت أمريكا من ضخامة مخزون الغاز في شرق المتوسط، فقررت استخدامه منافساً للغاز الروسي، حتى تحرم روسيا من نصف إجمالي دخلها القومي. وفي 2003، تم تعديل الحدود البحرية لمصر حتى يصبح الحقل الأكبر في إقليم شرق المتوسط الغازي، لفياثان، واقعاً في المياه الإسرائيلية. ثم بدأ التخطيط في سبل نقل هذا الغاز إلى أوروبا. وكان السبيل الوحيد الممكن هندسياً واقتصادياً هو عبر أنبوب بري يمر من إسرائيل عبر سوريا إلى تركيا ثم أوروبا. وهو غالباً ما أشعل الحرب السورية في العام 2011.
إذا دققنا بالجداول، نجد أن الخلافات الحدودية لا تستثني أحداً، إلا إذا كان هناك من يريد أن يتعامى أو يتنازل بأمر عمليات أميركي. لذلك، ندر أن يمر أسبوع إلا ويكون هناك موفد أميركي في أحد دول حوض المتوسط، لمناقشة ملف الغاز، تلزيما وحفرا وأنابيب ومصاف إلخ… حتى أن تدشين منتدى الغاز المتوسطي، لا يخرج عن الرؤية الأميركية لمحاصرة الغاز الروسي.
يتناول هذا الملف هذه الإشكاليات من خلال سلسلة تقارير من باريس وواشنطن موسكو والقاهرة وبيروت وليبيا وتركيا وقبرص وسوريا وجداول ومقابلة مع الدكتور نائل الشافعي.