SlideShow Archives - 180Post

750-13.jpg

عندما سُئل يوسف شبرينتساك أول رئيس للكنيست: كيف تسنى لكم الوقت للاسهاب بالكلام - نظراً للمحاضر المتراكمة في مكتبه – فأجاب: هذا لأننا التزمنا الصمت ألفي عام. وعندما طَلَبَ بنحاس روزين أول وزير عدل من بن غوريون تعيين الحدود لأنها أمر قانوني، أجابه بن غوريون: القانون أمر من الأمور التي يضعها البشر، أما تعيين الحدود فأمر لا نهاية له، ففي التوراة كل مواصفات حدود الدولة، وكذلك في تاريخنا، وفي الواقع لا نهاية لهذا الأمر (من كتاب "الإسرائيليون الأوائل 1949" للمؤلف توم سيغف عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1986).

800-23.jpg

برغم محاولة "إسرائيل" نفي صفة العنصرية والأبارتهايد عنها، ورغم أن وثيقة الاستقلال التي تلاها بن غوريون يوم إعلان قيام الدولة الإسرائيلية تقرّ مبدأ المساواة وترفض أي تمييز على أساس الدين، أو القومية، أو الجنس، أو العرق، إلا أن "إسرائيل" قامت كي تكون دولة لليهود دون غيرهم.

909090909090.jpg

الركون إلى "الصديق الأميركي" كضامن وحيد للأمن الخليجي تحوّل إلى وهم نفسي تجاوزه الزمن. واشنطن التي عُرضت طويلاً كحارس الاستقرار تنظر إلى المنطقة بميزان مصالحها الفورية، وتضع كل ما يُسمّى "القيم المشتركة" في سلة السياسة الواقعية حين تتعارض مع مركز ثقلها المالي والعسكري. التحالف مع إسرائيل يمثل انعكاس غياب البدائل الاستراتيجية الخليجية آنذاك، وتجسيد ذات خليجية انشغلت بطلب الحماية الخارجية أكثر مما انشغلت ببناء قوتها الداخلية.

751.jpg

لا يمكن اعتبار القمّة العربية الإسلامية في الدوحة التي انعقدت أمس (الإثنين) كغيرها من القمم العربية السابقة، فالحدث هذه المرّة هو الخليج نفسه وأمنه، ذلك أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر عبر الاعتداء على قطر، اعتقادا منها بأنها ببساطة تستطيع فعل ذلك، بسبب إفلاتها من العقاب أو المحاسبة على ما ترتكبه من إبادة جماعية في غزة ومن توسيع للاستيطان في الضفة واعتداءات مستمرّة على سوريا ولبنان.

1000233639.jpg

في أعقاب "طوفان الأقصى" في خريف العام 2023، لم تعد إسرائيل تكتفي بمراجعة إستراتيجيّتها الأمنيّة؛ بل شرعت في عملية إعادة بناء هندسةٍ كاملةٍ لدولتها من الدّاخل، بما في ذلك عقيدتها العسكرية، وذلك في خدمة رؤيةٍ أمنيّةٍ جديدةٍ متطرّفةٍ لا مكان فيها للخطوط الحمر التقليديّة التي كانت راسخة قبل السابع من أكتوبر.

750-11.jpg

هزَّت أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر إسرائيل حتى النُخاع، ما جعل قادتها يتبنون نهجاً أمنياً جديداً، وفق مبدأ "انهض واقتل أولاً"(*)، بحيث لا مكان في هذا النهج لأي خطوط حمراء، ولا اعتبار لأي طرف بما في ذلك أقرب الحلفاء. وحدها القوة المُفرطة الاستباقية سيدة الموقف أينما دعت الحاجة لذلك. إن ما تسعى إليه إسرائيل اليوم هو صياغة نظام إقليمي جديد يحمي مصالحها أولاً وآخراً، حتى لو تطلب ذلك منها فتح جبهات مُتعددة ولمدى غير منظور، بحسب تقرير نشره مسؤولان كبيران في معهد "مسغاف" للأمن القومي الإسرائيلي في مجلة "فورين أفيرز" .

750-12.jpg

دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تكرار، أن الحرب التي يشنها على غزة منذ نحو عامين، لن تنتهي في غزة، وإنما ستنتهي فقط "بتغيير الشرق الأوسط" بكامله. وهذا بحسب زعمه، السبيل الوحيد لمنع تعرض إسرائيل مجدداً لهجوم مماثل لهجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

680.jpg

"السياسة اللغوية، الورقة المقلَّصة"، إعداد لجنة السياسة اللغوية، في المركز التربوي للبحوث والإنماء، الصادرة في ٢٥/ ٣/ ٢٠٢٥، هي، كما تقول البروفسورة هيام إسحق، رئيسة المركز التربوي، إحدى "الأوراق الأساسية المساندة للإطار الوطني اللبناني، لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، التي لا بدَّ من وضعها كمنارة هداية لكل من سيعمل، في كتابة المناهج، وتأليف الكتب المدرسية، فيما بعد" (ص ٣).

800-15.jpg

ما يزال النقاش مفتوحاً حول أزمة المشروع التحرري العربي؛ هذه الأزمة التي تجسدت بكل بشاعتها خلال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والجرائم الصهيونية في لبنان والعراق وسوريا واليمن وأخيراً قطر. لم ترتق النخب العربية بمؤسساتها وأطرها العريقة لمستوى المرحلة. ليظهر سؤال الجذر التحليلي هنا: هل نحن أمام أزمة مشروع عربي، أم أزمة نخب عربية؟

750-10.jpg

أشرت مراراً إلى أنّ مشروع "بناء الدّولة"، أي دولة المواطَنة العصريّة وذات السّيادة، بات أمراً ضروريّاً في هذا الزّمان، خصوصاً بعد تمدّد وتمكّن - وربّما تجذّر - بعض المفاهيم اللّيبراليّة المعاصرة الكبرى، وعلى رأسها "الشّعور الفرديّ" كما فصّلنا الشّرح وبرّرنا التّسمية في ما سبق. ولكن، وخصوصاً في لبنان وفي مشرقنا العربيّ حاليّاً، نحن أمام خطر استخدام القوى الاستعماريّة الكبرى - المتجدِّدة - لهذا المفهوم، أي "بناء الدّولة" (مع التّبسيط)، كما جرت العادة منذ بداية العصور الأوروبيّة الحديثة تقريباً.. استخدامه، إذن، لمجرّد تحقيق المصالح والأهداف الاستغلاليّة والاحتلاليّة والاستعماريّة.