SlideShow Archives - 180Post

750-12.jpg

لطالما فرضت الأحداث في الشرق الأوسط، تعديلاً في أولويات السياسة الخارجية للإدارات الأميركية ومن بينها إدارة الرئيس دونالد ترامب. المثال الأسطع على ذلك، الهجوم الذي نسب إلى تنظيم "داعش" في تدمر بالبادية السورية في 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وما تلاه من ضربات "انتقامية" واسعة ضد معاقل للتنظيم في عدد من المحافظات السورية.  

800-47.jpg

السّلطة التّنفيذيّة الحاليّة في لبنان، والسّلطة الانتقاليّة الحاليّة في سوريا: كلاهما اليوم أمام "لحظة حقيقة" بكلّ ما للكلمة من معنى، إن كان بالنّسبة إليهما وإلى أهمّ أركانهما وداعميهما الاقليميّين والدّوليّين، أو بالنّسبة إلى الشّعبَين اللّبنانيّ والسّوريّ، أو حتّى بالنّسبة إلى مستقبل شعوب ودول المنطقة ككلّ. هل سيُثبت خيارهما التّفاوضيّ أنّه الأنسب والأنجح بالنّسبة إلى أحوالنا مع هذا الكِيان الاسرائيليّ.. كلبنانيّين وكسوريّين، بل كمشرقيّين أجمَعين؟ إنّها لحظة حقيقة سياسيّة ولكن أيضاً ثقافيّة وأخلاقيّة.

801-1.jpg

تتّسم لغة المتخاصمين في السياسة اللبنانية الداخلية راهناً/سابقاً بالحدّية. طرفان هما على النقيض تماماً، وكلّ حدثٍ يحصل يتمّ إسقاطه على سرديةٍ مكتملة هنا أو هناك تُفسَّر الوقائع من خلالها، وتحاك تباعاً عندها التحليلات. ولأنَّ طرفاً شهد هزيمةً في مشروعه وآخر العكس، فإن هذه الحدية تغدو من بنات الربح والخسارة نفسها، القديمة ـ الجديدة على المشهد اللبناني، والحائلة دون خلق - أو الناتجة من انعدام - هوية مشتركة يشعر فيها الجميع بالهم الوطنيّ الجامع.

NEW-SOURIA-..jpg

بعيدًا عن عنوان احتفالية السنة الأولى: "عام على التحرير"، فإنّ الأهم هو محاولة استشراف المستقبل السوري، من خلال قراءة أداء رئيس المرحلة الانتقالية على مدى السنة المنقضية. فقد بدا أنّ لسوريا اليوم رئيسًا يُخاطب الخارج اسمه أحمد الشرع، ورئيسًا للداخل اسمه "أبو محمد الجولاني"، والفارق بينهما أنّ الأول يلبس بدلة رسمية وربطة عنق، ويتوسّل الاعتراف الدولي والإقليمي به، فيما الثاني ما يزال يرتدي البذّة العسكرية ويعتمدها لغة لتعامله مع مكوّنات المجتمع السوري.

800-42.jpg
18018018/12/2025

يصدر حديثاً عن دار نوفل/هاشيت أنطوان كتاب "شجرة الفستق: إيران والعرب في قرن (1941 – 2013)"، للمحلل السياسي المصري الراحل الزميل الدكتور مصطفى اللبّاد، وفيه يعرض لمئة عام من العلاقات الإيرانية العربية، في بعدها الجيوسياسي. وخلص فيها الى أن حسابات طهران، بغضّ النظر عن أيديولوجيّة نظامها– تستند باستمرار إلى عاملين أساسيّين: الطموح المستمرّ في الزعامة الإقليميّة، ورؤية التناقضات القائمة في المنطقة بما في ذلك القضيّة الفلسطينيّة، ضمن منظورٍ يتجاوز التناقضات والقضايا في حدّ ذاتها، ليصل إلى محوريّتها في صياغة التوازنات والحراكات في المنطقة وكيفيّة استعمالها لمصلحة نفوذ إيران الإقليمي.

Picture1.jpg

"يستطيع ابن جلّون أن يتهجّى الزمان الجديد/ وأن يتجلّى لنا في الزمان الآخر/ يتذكّر عمر خارطةً للوطن العربي/ مرصّعةً باللؤلؤ والياقوت/ مزيّنةً بالأعلام العشرين/ مطعّمةً بالفضة والذهب/ تتفجّر فيها واحات خضر/ يتهادى فيها الطاووس/ ويرعى فيها البقر الوحشي عناقيد العنب/ وأرى عمر الآن يمزّق تلك الخارطة الوهم/ ويبكي من غضب/ أعلامٌ هي أم خِرَقٌ من عار/ خنتم كلمات المهدي/ ودنّستم نسبي" (من مرثية الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي للشهيد المغربي عمر بن جلّون)

arza.jpg

أعادت حادثة «بيت جِن» الأخيرة، والاشتباك المسلّح الذي وقع فيها بين مجموعات مسلّحة سورية والقوات الإسرائيلية المتوغّلة في محيط جبل الشيخ (كما في درعا والقنيطرة مؤخراً)، طرح سؤال بالغ الحساسية: هل ما يجري مجرّد حوادث أمنية موضعية، أم أنّه حلقة جديدة في مشروع إسرائيلي – أميركي قديم متجدّد يستهدف جبل الشيخ والجنوب السوري والجنوب اللبناني معًا؟

800-39.jpg

يبلغ الدين العام الأمريكي اليوم نحو 38 تريليون دولار، ومع عجز سنوي يقترب من تريليوني دولار حتى في أوقات السلم. لم تعد الأزمة المالية مسألة دورية أو ظرفية، بل تحوّلت إلى خلل بنيوي عميق. في هذا السياق، لم يعد مستغربًا أن تتجه الإدارة الأمريكية إلى الاستحواذ على حصص في شركات خاصة، مع تلميحات واضحة إلى توسيع هذا النهج مستقبلًا. للوهلة الأولى يبدو الأمر متناقضًا: لماذا تحتاج دولة قادرة على طباعة الدولار إلى امتلاك أصول إنتاجية في شركات؟

800-35.jpg

لم يعتد "الثنائي الشيعي" الجلوس في صفوف المعارضة أو ممارسة جزء منها وهو في قلب الحكومة العتيدة. لطالما كان مقرراً أو معطلاً، لا سيما إذا كان الأمر يتصل بالمقاومة وسلاحها. هل هذا الإستنتاج في محله أو يحتمل شيئاً من المبالغة؟

800-31.jpg

برغم تراجع القوة العسكرية لـ"محور المقاومة" بفعل الضربات الإسرائيلية والأميركية في غزة ولبنان وسوريا، تظلُّ الهوية الشيعية عاملاً محورياً في مستقبل الشرق الأوسط. فالاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإدماج المجتمعات الشيعية سياسياً واجتماعياً، وتوفير فرص اقتصادية لها، إلى جانب دعم جهود التطبيع بين إيران والدول العربية، بحسب ولي نصر وماريا فانتابي في "فورين أفيرز" (*).