
مرةً أخرى نقع في خطأ الخلط بين النتيجة والسبب. نقع واعين، غير آسفين ولا معتذرين، حجتُنا أن المرحلة محل البحث أو الرأي لا تتحمل ضغطاً آخرَ ولو كان عاطفياً أو إنسانياً.
مرةً أخرى نقع في خطأ الخلط بين النتيجة والسبب. نقع واعين، غير آسفين ولا معتذرين، حجتُنا أن المرحلة محل البحث أو الرأي لا تتحمل ضغطاً آخرَ ولو كان عاطفياً أو إنسانياً.
في أعقاب التطورات الدراماتيكية الحاصلة على الجبهة السوفيتية الألمانية، في أيار/مايو 1945، وصولاً إلى انتحار أدولف هتلر في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الأخير، كانت اليابان قد اتخذت قراراً يقضي بموافقتها على وقف إطلاق للنار بالشروط التي وضعتها قوات "الحلفاء".
حربُ الإثني عشر يوماً.. هكذا سيسجّلها التّاريخ ربّما، ثمّ يُلحِقُها بما سيتبعها من أحداث. لكنّها، لمن تابعها وعايشها، فيصلٌ لا يشبه الحروب التّقليدية وإن قاربها، وواقعٌ معقّد لم تُكتب نهايتُه بعد، وإن رُسِمت له شبه خاتمة، على شكل إخراجٍ دراميٍّ سينمائي بعض الشيء.
قبل الكلام عن "المنتصر" و"المهزوم" في نهاية الحرب "الإسرائيلية"- الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، لا بد للقارىء بموضوعية أن يُحدّد من هم أطراف هذه الحرب ولمن الكلمة الأخيرة فيها كي يستطيع الوصول إلى الاستنتاج الموضوعي، وعليه بالامكان استشراف المرحلة المقبلة من الصراع في المنطقة وفي أي منحى تتجه.
الخطأ الاستراتيجي الأساسي الذي يقترفه أنصار إيران وخصومها على حد سواء، هو الانغماس في جدل لاهب وحاد حول من انتصر ومن انهزم في العدوان الإسرائيلي- الأميركي على الشقيقة إيران.
فوكوياما أعلن نهايةً مفترضة للتاريخ، دون أن يرى أن الركام الأيديولوجي يُفرز أشكالًا جديدة من الاشتباك الرمزي. افترض اكتمال النموذج الليبرالي في لحظة كانت فيها الذات السياسية تغرق في تشظي التمثيل، والتاريخ يتحوّل إلى ملحق زمني تُديره خوارزميات التوزيع الرأسمالي. الخيال السياسي لم ينقرض، لكنه انسحب من المؤسسات وتحوّل إلى تيار تحت-سردي، يُعيد تشكيل نفسه خارج قواعد "الممكن".
في عمق الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، تتموضع الجمهورية الإسلامية في إيران كدولة مركزية تُشكّل واحدة من أهم عناصر التوازن الإقليمي، سواء من خلال قوتها العسكرية، مشروعها النووي، أو شبكة حلفائها الممتدة في كل من العراق ولبنان واليمن وفلسطين.. وسوريا قبل أن يسقط نظامها.
اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن وقف لاطلاق النار بين "اسرائيل " وإيران فجر اليوم (الثلاثاء)، ما فتح باباً عريضاً للاجتهاد في تفسير هذا الاتفاق، وما زاد في اشكالية التفسير هو اغتيال "إسرائيل" لعالم نووي ايراني بغارة جوية على طهران، الأمر الذي أعقبته رشقة صاروخية إيرانية طالت منطقة بئر السبع. وبمعزل عن أي تفسير، فإن "إسرائيل" لا تستطيع أن تلعب بوقف إطلاق النار مع ايران كما تفعل مع لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
يسود مناخٌ من الإحباط شعوب المنطقة نتيجة الحرب التى أطلقتها إسرائيل أصلا، والولايات المتحدة لاحقاً، على إيران. إحباطٌ يطالُ حتّى لدى أولئك الذين كرهوا «نظام الملالى» وحلفاءه سواء لما كان لإيران من نفوذٍ خارج حدودها أو لانخراط إيران فى الصراعات الإقليميّة أو فقط نتيجة التجييش الطائفى بين المسلمين السنّة والشيعة.
لو لم يقع العُدوانُ الإسرائيلي – الأميركي على إيران، لكانَ الأمرُ مفاجِئاً فعلاً ، أمَّا وقد وقعَ فلا مفاجأةَ أبداً. ما كان يتسرَّب من أروقة المفاوضات الأميركية – الإيرانية في مسقط وفي روما، كان يشير إلى ذلك، وكان يُؤكِّدُ ثلاثةَ أمور: