
تبدّد الكثير من زخم التفاؤل، الذي صاحب انعقاد قمة آلاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 15 آب/أغسطس الجاري، وكذلك القمة التي عقدت بعد يومين في البيت الأبيض بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.
تبدّد الكثير من زخم التفاؤل، الذي صاحب انعقاد قمة آلاسكا بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 15 آب/أغسطس الجاري، وكذلك القمة التي عقدت بعد يومين في البيت الأبيض بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.
خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكرانى وقادة الدول الأوروبية الكبرى، وقادة الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو فى البيت الأبيض، كرّر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ادعاء النجاح فى وقف ست حروب منذ وصوله للحكم للمرة الثانية قبل ستة أشهر.
إذا صحّ أنّ قمة آلاسكا أرست تفاهمات أبعد من أوكرانيا، فإن الشرق الأوسط يصبح ساحة الاختبار الحاسمة لمدى صلابة أي “تقاسم نفوذ مرّن” مُرتقب بين واشنطن وموسكو. جوهر المشهد أنّ القوى الإقليمية الأربع الأكثر تأثيراً (إيران، تركيا، إسرائيل، ومنظومة الخليج) لن تتلقّى الخرائط الجديدة بصورة سلبية، بل ستسعى إلى إعادة التموضع على خطوط تماس الطاقة والأمن والممرات البحرية، مع أكبر قدرٍ ممكن من المكاسب، وبأقل قدر ممكن من الاصطدام المباشر مع الرعاة الدوليين.
إذا قرأت عناوين الصحف الأميركية والأوروبية، ستستنتج أن قمة آلاسكا قد فشلت. لكن القمة لم تفشل. واشنطن غيّرت موقفها، وتخلَّت عن دعمها لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، فقط. فالهدف الذي تسعى إليه هو التوصل إلى تسوية شاملة، لأن الخيار الآخر سيكون الإنغماس فعلياً في الحرب، وهذا سيتطلب- أقله- إرسال قوات إلى أرض المعركة، ما يعني إنهيار رئاسة دونالد ترامب، لاسيما مع الرفض الروسي القاطع لأقل من اتفاق سلام مُستدام، بحسب ستيفن براين نائب وكيل وزارة الدفاع الأميركية السابق.
يقول المؤرخ الأميركي بول كينيدي في كتابه "نشوء وسقوط القوى العظمى"، إن المؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل الذي عاش في القرن التاسع عشر، اعتبر أن "إراداة السماء قد اختارت روسيا والولايات المتحدة، ليتحكما بمصائر نصف العالم".
خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قمة آلاسكا "فائزاً"، بينما خرج منها نظيره الأميركي دونالد ترامب "حزيناً ومتعباً إلى حدّ الملل".. وأفضل ما يُمكن قوله إن نتائج القمة كان يُمكن أن تكون أسوأ. وبرغم أن طرفاً واحداً فقط نال ما أراده في البداية، فإن ما سيحدث في الأيام المقبلة سيكون أكثر أهمية، بحسب أكثر من تعليق في الصحافة الأميركية.
يعقد الرئيسان، الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بعد ساعات قليلة (منتصف ليل الجمعة السبت)، في ألاسكا، قمة، وُصفت بـ"التاريخية"، لأن من المفترض أن تحسم مستقبل الحرب في أوكرانيا وقضايا ثُنائية أخرى. لكن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بالقلق من أن ينجح "بوتين- ضابط المخابرات السوفيتية السابق" مرة أخرى في ممارسة "سحره" على ترامب، وتحويل الرواية بعيداً عن أوكرانيا، عبر إغوائه وإقناعه بأن روسيا تسعى إلى السلام، وأن أوكرانيا مسألة وجودية، بحسب "الواشنطن بوست"(*)
في الميثولوجيا الإغريقية كان "يانوس" هو "إله البوابات". حارس المفترقات الكبرى. ينظر إلى الماضي والمستقبل معًا من دون أن ينتمي إلى أي منهما. لم يكن إلهاً للحرب أو للسلام لكنه لم يكن غريباً عن الإثنين معاً. كان صاحب الكلمة الفصل عند التحول من عهد إلى عهد، ومن نظام إلى آخر. وكما يقول الكاتب السوري عماد فوزي شعيبي "لمنطقتنا بوابة شبيهة بيانوس اسمها بلاد الشام".
ترنو الأنظار إلى القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بآلاسكا في 15 آب/أغسطس الجاري. ومعيار النجاح أو الفشل في هذه القمة سينعكس على مسار الحرب الروسية-الأوكرانية التي مضى عليها ثلاثة أعوام ونصف العام. أتكون القمة بداية لخفض التصعيد وصولاً إلى وقف للنار، أم تسلك الأحداث مساراً أكثر حدة؟
تشهد المفاوضات الأمريكية الإيرانية التى توقفت بعد لقاءات خمسة حالة جمود متوتر ومفتوح على احتمالات تصعيد كبير حامل لسيناريوهات مختلفة.