
تشهد المفاوضات الأمريكية الإيرانية التى توقفت بعد لقاءات خمسة حالة جمود متوتر ومفتوح على احتمالات تصعيد كبير حامل لسيناريوهات مختلفة.
تشهد المفاوضات الأمريكية الإيرانية التى توقفت بعد لقاءات خمسة حالة جمود متوتر ومفتوح على احتمالات تصعيد كبير حامل لسيناريوهات مختلفة.
الصراع بين إسرائيل وإيران ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو صراع أعمق من ذلك بكثير، وفي ضوء نتائجه، يُمكن أن تتضح قواعد الإستقرار واللااستقرار في المنطقة وتوازنات القوى التي لم تعد تقتصر على القوة العسكرية (الصلبة)، بل تشمل القوة الناعمة (كالدبلوماسية والثقافة) والقوة الذكية (التكنولوجيا).
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه هدّد خلال مكالمتين منفصلتين كلًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، بأن الرد الأميركي سيتمثل بقصف موسكو إن استمرت الحرب في أوكرانيا، وبقصف بكين إذا أقدمت الصين على مهاجمة تايوان. لكن لا داعي للذعر؛ تلك التصريحات، كما يَظهر جليًا، لا تجد صدى حقيقيًا في سياسات البيت الأبيض.
كان من أبرز معالم الحرب غير المنتهية في الشرق الأوسط هو انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر فيها. الآن، وقبل انقشاع غبار هذه الحرب، ومع التطورات التي حصلت مؤخراً، لا بدَّ من قراءة هادئة لأهداف هذه الحرب، ليس فقط في بُعدها التكتيكي، بل وأيضاً في بُعدها الاستراتيجي. لكن، قبل الدخول في هذا العمق لا بدَّ من توصيف الأدوار التي يلعبها الأطراف المحليون كي يصبح بالإمكان تكوين صورة شاملة.
منذ أن انتهى قصف أمريكا وإسرائيل لمفاعلات إيران النووية لم يتوقف سيل التساؤلات. أعرض فيما يلي لبعض أهم التساؤلات التي تردّدت في أجهزة الإعلام الأجنبية والعربية وفي دوائر صنع القرار ومواقع العصف الفكري، وتساؤلات من عندي.
كان فجرًا مفصليًّا، أطلّت شمسهُ كطلقةٍ خرجت من البندقية، ولم يعد ممكنًا إعادتها إلى بيت النار. في لحظةٍ كانت إيران تنتظر فيها عرضًا أميركيًّا جديدًا لحلِّ أزمة ملفها النوويّ، استفاقت عاصمتها على ضربةٍ إسرائيليّة غزيرة ودقيقة، حصدت أرواح الطبقة الأعلى من قيادة قواتها المسلحة، ومجموعةٍ من علمائها النوويّين.
أثار وقوف روسيا على الحياد تقريباً، إثر تعرض إيران لحرب إسرائيلية وضربات أميركية، طوال 12 يوماً، دهشة الكثيرين، ممن كانوا يتوقعون موقفاً أكثر حزماً لموسكو، ولو على الصعيد الديبلوماسي، وعدم الاكتفاء بالتنديد اللفظي العابر، في وقت كان النظام الإيراني يتعرض لأشد اختبار منذ عام 1979.
انتهت الجولة الأولى من الحرب التي شنّتها إسرائيل ضد إيران بشراكة أميركية كاملة. الجميع أعلن انتصاره في هذه المعركة، من جهة، الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا عن تحقيق أهدافهما المشتركة. بالمقابل، أعلنت إيران أنها ربحت بمجرد وقف العدوان وإخفاق الطرف المقابل في تحقيق أهدافه.
من يعتقد أن دونالد ترامب يخوض المعركة الأهم على المسرح العالمي، قد يغفل عن حقيقة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يقود حرباً اقتصادية أكثر دهاءً وخطورة عنوانها "إزاحة الدولار"، والأهم أنه اختار ملعبها في ملعب تهيمن عليه واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لا تخلو أى تصريحات أو بيانات للمسئولين السياسيين أو الدبلوماسيين المحترفين على مدار العقود الأخيرة من ترديد عبارة «ضرورة ضبط النفس» عند التعليق على أى أزمة خطيرة أو مناوشات أو اشتباكات عسكرية أو عند بروز بوادر أزمة بين دولتين أو أكثر. فى الوقت ذاته، دلت خبرة الأشهر الخمسة الأولى من فترة حكم الرئيس دونالد ترامب الثانية، على عدم اكتراثه أو اقتناعه بهذه العبارة، بل احتقرها فى أحسن الأحوال.