عادةً ما يعمل المجرم على إخفاء معالم جريمته، خوفاً من العقاب والوصم الاجتماعي، بدءاً من المجرم الجنائي الذي يقتل بهدف السرقة أو الانتقام الشخصي، وانتهاءً بالإجرام الذي تتميز به الأنظمة القمعية الشمولية.
توغّلت القوّات الإسرائيليّة في بلدة نوى في حوران بسفح جبل الشيخ، واشتبك الأهالي معها بالسلاح ودافعوا عن بلدتهم وكرامتها وكرامة أهلها والسوريين. واستُشهد تسعة منهم. هذا في بلدٍ تمّ حلّ جيشه وتقوم إسرائيل يوميّاً بقصف وتدمير منشآته وتُهدّد بأنّها ستضع عاصمته دمشق تحت هيمنتها وصولاً إلى الفرات.
مسألةُ السلاح قديمةٌ في لبنان. لا مجال هنا للعودة بعيداً إلى الوراء. نكتفي بالمحطةِ الفارقةِ عند اتفاق الطائف في العام 1989. نصَّ الاتفاقُ المذكور على أنْ تمتلكَ الدولةُ وحدَها السلاح. جاء النصُّ ضمن سياقٍ تسوويّ ٍ. لم يتبنَّ نظريةَ النزْعِ بالقوةِ التي تلوِّحُ بها بعضُ القُوى في لبنان، ولا سيّما في الوقت الراهن.
بعد حرب الإبادة المستمرة على غزّة، وبعد عدوان الـ٦٦ يوماً المتجدّد على لبنان، وبعد الانقلاب التّركيّ-السّلفيّ-الاخوانيّ المسنود أميركيّاً في سوريّا (في سياق غير منفصل عن الطّوفان الفلسطينيّ، أغضبنا ذلك أم لم يُغضبنا، أحزننا أم لم يُحزنّا).. بعد هذه الأحداث، يَعتبر البعض ويُعبّر، اليوم، أنّ وقت "تسليم" أو "نزع سلاح" الجماعات المُقاوِمة بالتّحديد قد حان.. في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً.
فى خطاب تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني 2025، تحدث ترامب عن القومية الأمريكية الجريحة، وتحدث عن الخيانة، وتحدث عن رؤية أكثر راديكالية، وكرس ترامب جزءاً من خطابه الافتتاحى لفكرة «المصير الواضح»، وأن «التوسع الأمريكى هو حقنا الإلهى».
دأب الإعلام فى مصر وفى العالم العربى على الإشارة إلى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعت فى آذار/مارس 1979 على أنها «اتفاقية كامب ديفيد»، مع أن التفاوض حولها لم يتم فى كامب ديفيد لكن تم فى قصر الضيافة المواجه للبيت الأبيض والمعروف باسم «بلير هاوس».
الكوارث تتلاحق. القتال جنون متماد. الخوف شائع وسط هذا العراء الهمجي. يعيش العالم كوارثه. الحرب أقوى من الآلهة والأديان والأخلاق؛ وعليه، فإن العالم اليوم، وبالأمس القريب، وبالأزمنة البعيدة، مصاب بمرض الإبادات. الوسائل مختصرة بكلمة: الحرب.
في ظل اشتداد التوترات والتجاذبات الإقليمية والدولية وتحوّل ساحات النزاع إلى أدوات لرسم خرائط جديدة للنفوذ، تبرز إسرائيل كلاعب يسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية تتخطى حدود الصراع التقليدي مع الشعب الفلسطيني.
فى ١٣ من هذا الشهر، يكون قد مرّ نصف قرن من الزمن على الحرب اللبنانية، الحرب التى استمرت حوالى ١٥ عامًا، والتى انتهت مع التوصل إلى اتفاق الطائف والذى شكل مع التغييرات الدستورية التى كان وراءها ولادة الجمهورية الثانية بعد الجمهورية الأولى التى ولدت مع الاستقلال.