أي حظ عاثر جعل سعد الحريري ينوجد وسط جغرافيا تختلط فيها حدود النيران والدماء والإرهاب وإستقطابات الجيوش والميليشيات وقوى الإرهاب. معادلات لا تتحملها دول، فكيف بالأفراد؟
أي حظ عاثر جعل سعد الحريري ينوجد وسط جغرافيا تختلط فيها حدود النيران والدماء والإرهاب وإستقطابات الجيوش والميليشيات وقوى الإرهاب. معادلات لا تتحملها دول، فكيف بالأفراد؟
حين تعيد السعودية بعد الامارات ودول عربية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، سيجد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري نفسه في موقف حرج ما لم يحصل تواصل مباشر بينه وبين سوريا. فلا التاريخ ولا الجغرافيا ولا مصالح سوريا ولبنان، ولا المصلحة الشخصية للحريري، تبرر منطق القطيعة. هي مسألة وقت وإخراج لا مسألة رفض يخالف المنطق.
تولي الشركات الروسية اهتماماً كبيراً بالاستثمار في قطاعي النفط والغاز المكتشف بمخزونات ضخمة في دول شرق المتوسط. أهداف هذه الشركات تتفاوت بين مواجهة تحديات مع منافسين جدد في السوق الأوروبية، وبين الظفر بحصة في السوق الناشئة. وبالتزامن، تدير موسكو بذكاء لعبة تثبيت انتاج النفط مع دول "أوبك" بما يتوافق مع مصالحها.
وسط التغيرات السياسية الكبيرة التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية، تبدل موقعها من استثمارات الغاز الطبيعي عدة مرات، بدءاً من اكتشافات قديمة جعلت مصر قادرة على تصدير الغاز إلى الأردن وإسرائيل بأسعار زهيدة، وصولاً إلى تعطل الموقع التصديري إثر أكثر من 20 تفجيرا استهدف خطوط نقل الغاز إبان خلع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في شباط العام 2011. مرت بضع سنوات على مأزق مصر المتجلي في عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها التجارية مع أطراف دولية، ثم عادت لتتحدث عن احتياطات ضخمة، ومشاريع إقليمية، وتحالفات دولية.. فما الذي حدث؟
تسعى إسرائيل من خلال الاستشكافات الغازية إلى تسخير الفورة المرتقبة لصالح سياساتها العامة، ولا سيما تلك المتصلة بموقف الدول الأوروبية من الصراع العربي – الإسرائيلي. وإذ تسعى إسرائيل، في ظل الاندفاعة الغازيّة المرتقبة، للتحوّل إلى لاعب إقليمي في مجال الطاقة، إلا أن طموحها الاستراتيجي يبقى التحول إلى لاعب دولي، وهي في ذلك تتقاطع مع الجهود الأميركية بمحاصرة روسيا، ما ينذر بجعل حقول شرق المتوسط ميداناً لصراع عالمي.
بدأت رحلة البحث عن النفط في لبنان في السنوات الأولى للانتداب الفرنسي عندما أصدر المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنيل قراراً يجيز فيه أعمال التنقيب عن مناجم النفط والمعادن واستخراجها واستثمارها.
كل بلد يواجه إستحقاق البترول والغاز، يجد نفسه أمام سؤال حتمي: هل تتحول هذه الثروة إلى نعمة أم إلى نقمة؟ مخاطر الفساد التي كثيراً ما ترافق صناعة البترول والغاز في البلدان النامية، أطلت في النموذج اللبناني قبل التأكد من وجود البترول والغاز بحراً، بدليل إقدام هيئة إدارة قطاع البترول على قبول تأهيل شركات وهمية لا وجود لها إلا على الورق للقيام بعمليات التنقيب والإنتاج في مناطق بحرية تتراوح أعماقها حوالي الكيلومترين، فضلا عن عدم إعتماد الشفافية في كل المسار الممتد من إقرار القانون البترولي في العام 2010 حتى يومنا هذا.
في كانون الأول / ديسمبر العام 2012، ومع بدء الحديث عن فورة الغاز المرتقبة في شرق المتوسط، نظّمت صحيفة "السفير" سيمينار داخلياً، للبحث في آفاق المرحلة الجديدة، مع دخول الطاقة عنصراً أساسياً في الديناميات السياسية والاقتصادية في منطقتنا. الباحث الراحل مصطفى اللباد، الذي فارقنا بالأمس، قدّم يومها مقاربة شاملة لأحداث المنطقة وعلاقتها بالنفط والغاز، وفي الآتي ننشر أهم نقاطها.
لو خرجنا من المعادلة الساذجة حول الحرب السورية المتعلقة بمن كان على حق، السُلطة أم المعارضة قبل الحرب وخلالها، سنجد أن عوامل أكبر من الطرفين ساهمت باذكاء نار واحدة من أسوا حروب القرن الحالي على الاطلاق.
لنترك "عقلية المؤامرة" جانباً، ونستعرض بعض المعطيات والإتجاهات حول مستقبل وإعتماد أوروبا "العنيد" على طاقة "المتوسط" وأفريقيا، فضلاً عن روسيا؛ وسعي الولايات المتحدة المستمر للسيطرة على مصادر وطرق إمداد النفط والغاز، برغم إمكانية تحوّلها في المدى المنظور إلى مصدِّرٍ صافٍ للطاقة الأحفورية.