
في 18 مايو/أيار 2025، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًّا بدء عملية برية واسعة في شمالي قطاع غزة وجنوبيه، ضمن ما أطلق عليه اسم "عربات جدعون"، بإسناد مكثف من سلاح الجو.
في 18 مايو/أيار 2025، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًّا بدء عملية برية واسعة في شمالي قطاع غزة وجنوبيه، ضمن ما أطلق عليه اسم "عربات جدعون"، بإسناد مكثف من سلاح الجو.
مرة جديدة وليست أخيرة، أتطرق إلى موضوع الخلافات بين أمريكا وإسرائيل، لا سيما مع تطلع الكثير إلى أنباء سارة، وإن كنت أعتبرها وهمية، حول ما يعتبرونه بداية النهاية للعلاقات الخاصة والمعقدة والعميقة التى تجمع الولايات المتحدة بإسرائيل.
لماذا كل هذه الجلبة التي رافقت نشر محضر صوتي للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بينما كان مجتمعاً بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الرابع من آب/أغسطس عام 1970؟ أي قبل أقل من شهرين على رحيل الأول.
الصخب في كل مكان. قرقعة القنابل في غزة مختلطة بصراخ وعويل الأمهات. طبول تحث الفتيات على هز شعورهن ترحيبا بالضيف الكبير. أصوات مئات الصحفيين والمصورين تحاول جذب الانتباه. صفارات الإنذار تدوي في مدن وسط إسرائيل مختلطة بفرقعات صواريخ ترتطم ببعضها، اليمن الحوثية تحاول تسجيل حضورها.
قبل قدومه إلى المثلث الخليجي، أعطى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أكثر من إشارة تذمر من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سرعان ما ترّجمها تجاهلاً له في أكثر من ملف، بدءاً من ترجيحه الخيار التفاوضي مع إيران إلى التفاوض مع حركة "حماس" بشأن إطلاق سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي ألكسندر عيدان، مروراً بالاتفاق على وقف النار مع الحوثيين، وصولاً إلى عقد صفقات تريليونية مع دول الخليج بمعزل عن شرط التطبيع السعودي مع إسرائيل.
جولةُ جمْعِِ الجِزيةِ والإتاوة. تلك هي حقيقةُ ما سُمِّيَ بـِ"القمةِ الخليجيةِ الأميركية". أيُّ قِمَّةٍ؟ هذه اللفظةُ مُصابةٌ بمرضِ الانفصامِ البِنيويّ والمعنويّ والدَلاليّ. اِسمٌ بغير مُسمَّى، ووصْفٌ بِلا موصوفٍ. القِمة تكونُ بين أندادٍ لا بين سيِّدٍ وعبيد. يستدعي السيّدُ عبيدَهُ، فيأتونَ لِيدفعُوا الجِزَى والإتاواتِ والضرائب عن بقائهم في خَراجِ المُلْكِ والعرش. المَلِكُ الأميركيُّ ترامب تحصَّل على تريليون دولار. طَأطَأ حكَّامُ الخليجِ رؤوسَهم ودفعُوا.
أيها الغزيون أمامكم اختيارات ثلاثة يمكنكم الاختيار بينهم.. إما البقاء فى القطاع وتعرضكم للموت قتلا بالقنابل أو جوعا بالحصار، أو تختارون الهجرة من القطاع بكل حرية وتنعمون بحياة كريمة فى بلد آخر مع قيام إسرائيل أو دولة الاحتلال –كما تقولون– بعمل كل الترتيبات اللازمة بالتعاون مع إدارة الرئيس ترامب – صاحب اقتراح التهجير الأصلى– لتنفيذ هذا "المشروع الإنسانى الكبير".. وسيشرف جيش الدفاع الإسرائيلى.. وهو أكثر جيوش العالم إنسانية كما تعلمون بالإشراف على تنفيذ الخطة.
خلال زيارته التي أعطاها طابعاً تاريخياً إلى كل من السعودية وقطر ودولة الإمارات هذا الأسبوع، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة عبارة "نحن نؤمن بالسلام عبر القوة". العبارة نفسها قالها مراراً قبيل وصوله إلى البيت الأبيض، في معرض تأكيده على حسم ملفي حرب غزة وحرب أوكرانيا وإبرام تسوية مع إيران، مُطالباً بمَنحه جائزة نوبل للسلام!
لم يحدث أن جرت تطورات سريعة وعاصفة في العلاقات الدولية على نحو ما يجري اليوم وفي ظلّ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لا سيّما بصعود الأوليغارشية الجديدة، فما أن وصل مجددًا إلى دست الحكم، باشر بطائفة من الإجراءات الداخلية والخارجية التي من شأنها إحداث تغيير جوهري في العلاقات الدولية وقواعد السلوك الدولي.
أما وأن الحكم السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع قد نال بركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس مصافحة وحسب على أرض المملكة العربية السعودية، بل قراراً برفع العقوبات التي أدت على مدى عقد ونصف من الزمن إلى تجويع الشعب السوري، فإن المرحلة السورية المقبلة ستكون مرصودة دولياً وإقليمياً ولا سيما في ضوء الممارسات التي حصلت في الساحل السوري ثم في ضواحي العاصمة السورية.