مع قرب مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته «دونالد ترامب» مكتبه في البيت الأبيض، تصاعدت أحاديث الحرب في الأفق الإقليمي المأزوم، كأن انفجاراً مدوياً يوشك أن يحدث.
بإحساس فنان يستشرف ما هو غامض في الأفق لم يكن المخرج الراحل «يوسف شاهين» مقتنعا فى حزيران/يونيو (2005) قبل انفجار عواصف ما أطلق عليه «الربيع العربى» أننا سوف نصل إلى عام (2011) على الطريقة التى يفكرون بها ويخططون على أساسها لنقل السلطة بالتوريث من الأب إلى النجل الأصغر.
يكاد المنطق أن ينتحر باسم «سلام مراوغ» ومقايضات مسمومة فى الهرولة العربية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. بإغواء المقايضة دخلت دولتان عربيتان جديدتان، السودان والمغرب، إلى الحلبة المفتوحة للتطبيع على حساب ما كانت توصف لسبعة عقود بـ«قضية العرب المركزية».
عند مطلع القرن الجديد لم يخطر ببال وزير الخارجية المصري «عمرو موسى»، وهو ينتقل إلى الجامعة العربية أمينا عاما جديدا، إنه على موعد مع أزمات وحروب تشبه الأعاصير والبراكين.
كان ذلك مفاجئاً بتوقيته ونصه ورسالته إلى المستقبل المنظور. بدت الكلمة، التي ألقاها الأمير السعودي «تركي الفيصل» في «حوار المنامة» (2020)، كما لو أنها تنتمي إلى عصر آخر ومكان آخر.
«إن هو لم يسدد ستموت الأرجنتين من البكاء، وإن هو لم يصوب سترفع الأرجنتين نصبا لعارها في الفوكلاند. سيتوقف الشعور القومي عن الرقص، وستربح إنجلترا المغرورة الحرب مرتين».
كأننا أمام مشاهد مقتطعة من مسرح اللا معقول. مصالح وتحالفات واستراتيجيات تتقاطع باسم التطبيع والسلام وأعمال عنف واغتيال وتصعيد على الحافة كحرب محتملة.
لم يكن الرئيس الأمريكى الجديد «باراك أوباما»، وهو يطل على المنطقة من القاهرة فى حزيران/يونيو (2009)، معنيا بمستقبل نظام الحكم فى مصر بقدر ما كان يسعى لفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامى.