أخيراً.. استقرت وديعته فى مكتبة الإسكندرية، أوراقه ووثائقه، مراسلاته ومقتنياته.
أخيراً.. استقرت وديعته فى مكتبة الإسكندرية، أوراقه ووثائقه، مراسلاته ومقتنياته.
تكتسب قضية حقوق الإنسان زخمها وإلهامها من المعاناة الإنسانية نفسها، الحروب والثورات، المشانق والاعتقالات، الفقر والحرمان الاجتماعى، وقهر الشعوب المغلوبة على أمرها تحت سطوة الاحتلالات الأجنبية.
تحتاج مصر إلى نظرة جديدة لسياستها الخارجية، فلسفتها وأولوياتها، تجدد حيويتها وقدرتها على المبادرة فى أوقات عصيبة تومئ بتحولات عاصفة فى العلاقات الدولية والإقليمية على السواء.
بقدر وضوح مواقفه اكتسبت سيرته السياسية استقطابا حادا، معه أو ضده، بلا مساحات رمادية، وبقدر رحابة صفاته اكتسبت سيرته الإنسانية ما يكاد يشبه الإجماع على محبته بين كل من عرفه، اقترب منه، أو عمل معه.
غلبت أوضاع وأحوال تشبه الخريف بأجوائه قرب نهايات عصر «حسنى مبارك». بحقائق الزمن، دقت الأجراس فى المكان منذرة بتغييرات تقترب فى رئاسة الدولة والأزهر الشريف والكنيسة القبطية والأحزاب السياسية المدنية ومكتب إرشاد «الإخوان المسلمين» نفسه.
كانت «انتفاضة الخبز»، التى انفجرت فى أرجاء مصر على غير موعد وتوقع يومى (18) و(19) يناير/كانون الثاني (1977)، حدثا مزلزلا بوقائعه وتداعياته فى التاريخ الحديث.
بدا نظام «حسنى مبارك» عند عام (2005) كأنه استنزف طاقته على البقاء. أوحت مشاهد الانتخابات الرئاسية أننا قرب النهاية، لكن عمر النظام امتد لنحو خمس سنوات أخرى بفضل اتساع هامش حريات التعبير.
فى أعقاب حرب أكتوبر (١٩٧٣) بدا أنه قد حان الوقت وتهيأت الظروف للإعلان عن توجهات جديدة وبناء نظام آخر على أنقاض إرث «جمال عبد الناصر»، توجهاته وسياساته.
أسوأ قراءة ممكنة لثورة (25) يناير/كانون الثاني (2011) عزلها عن سياق الحركة الوطنية المصرية، ودفع أجيالها الجديدة إلى أوضاع تصادم مع تاريخ بلدهم باصطناع التناقض بين ثوراته وأجياله.
عندما يهل يناير/كانون الثاني (2022) يكون قد انقضى نصف قرن على ميلاد واحد من أهم الأجيال السياسية فى التاريخ المصرى الحديث.