تعرّف على وحدة تطوير المسيرّات الإسرائيلية المفخخة

تعمل وحدة "سيغما" في الجيش الإسرائيلي على تطوير برامج الذكاء الصناعي ومن ثم وضعها في خدمة العمليات العسكرية بكل أنواعها ولا سيما الطائرات المسيرة.

إسرائيل واحدة من 7 دول رائدة في تطوير الذكاء الصناعي. لا تخلو منتجات “غوغل”، “فايسبوك”، “مايكروسوفت”، “امازون” وغيرهم من عمالقة التكنولوجيا من ابتكارات وحلول توفرها شركات القطاع الخاص في إسرائيل التي تخصص 4.5 في المئة من ميزانيتها السنوية للبحث العلمي؛ وهذه نسبة مضاعفة عن المعدل العالمي.

ويتركز ثلث ميزانية الأبحاث والتطوير في اسرائيل على “المنتجات” العسكرية. وتتولى “نوريت كوهين أينغر” قيادة الوحدة “سيغما” التابعة لمديرية الاتصال والتحكم C4i في الجيش الإسرائيلي.

وتمرّ نشاطات الذكاء الإصطناعي ضمن ثلاث مراحل ضرورية:

  • برامج وتطبيقات محوسبة “تفهم” و”تصنف” المعلومات والسياق المحيط بالموضوع محل المعالجة.
  • البرامج والتطبيقات “تتنبأ” بمعلومات إضافية بناءً على ما جمعته سابقا.
  • البرامج والتطبيقات تنفذ بشكل آلي عمليات محددة بناءً على المرحلتين السابقتين.

تضم وحدة “سيغما” مئات المبرمجين الذين يتم تعزيزهم سنويا عبر مجموعة مؤتمرات “هاكاثون” ويتم خلالها اختيار أفضل العقول من الشباب داخل إسرائيل.

تمتلك “سيغما” خوادم حاسوبية ضخمة ونوعية تعالج كافة البيانات الصادرة عن وحدات الجيش وعناصره على مدار الساعة.

تُعرف هذه الخوادم باسم “أغامز”؛ وهو مصطلح يرتبط عادة بالحديث عن “الرب” ويعني “غير منظور” أو “غير ملموس”.

بمقدور جندي المشاة الحصول في اللحظة نفسها على الصور التي تلتقطها طائرات الاستطلاع؛ والتحكم بمسار هذه الطائرات، ومشاركتها مع قائد الدبابة الذي بإمكانه أيضًا التحكم بالطائرات والطلب إلى البحرية المساندة في وقت قياسي.

في السنوات الماضية، أدخلت هذه الوحدة تقنيات غير مسبوقة إلى أذرع الجيش الإسرائيلي. وفي طليعة هذه التقنيات، ربط كافة الجنود والآليات بقاعدة بيانات موحدة بهدف تحديد التهديدات في ساحة الميدان. شكلت هذه الخطوة نواة الانتقال من “تشابك الأذرع” إلى “الجندي المتصل”، فبات على سبيل المثال، بمقدور جندي إسرائيلي في المشاة الحصول في اللحظة نفسها على الصور التي تلتقطها طائرات الإستطلاع والتحكم بمسار هذه الطائرات، ومشاركتها مع قائد الدبابة الذي بإمكانه أيضا التحكم بالطائرات والطلب إلى البحرية المساندة في وقت قياسي.

لكن العامين الأخيرين شهدا تحولًا نوعيًا في عمل “سيغما”، حيث ركزت الوحدة جهودها على المرحلة الثالثة من مراحل تطوير الذكاء الصناعي؛ أي جعل التطبيقات والبرمجيات (وبالتي الآليات والأجهزة العسكرية) تتخذ قرارات بشكل “ذاتي”، بعد جمعها المعلومات اللازمة وتشخيصها “الهدف”.

من ضمن نشاطات الوحدة، تطوير تقنية التعرف على الأوجه بهامش خطأ لا يتعدى 2.5 في المئة. باتت هذه التقنية معتمدة في الكثير من مقرات الجيش الإسرائيلي والجيوش الحليفة له.

في العام 2018، عملت “سيغما” على تطوير نظام رصد قادرة على استخدام عدد كبير من الكاميرات بهدف التقاط صور ومقاطع فيديو من مكان محدد ومقارنتها مع بيانات الخوادم الأصلية بهدف اتخاذ قرار فوري بشأن “شخص مطلوب”.

يتم تزويد الطائرات المسيرّة في الجيش الإسرائيلي بأحدث الابتكارات التي تتوصل إليها “سيغما”؛ ومنها على سبيل المثال “الطائرات الانتحارية” طراز “هاربي” ومثيلاتها والتي يتم تجهيزها بتقنية “التحليق بالذخيرة”؛ وهي تقنية تعني القدرة على حمل متفجرات وقطع مسافات طويلة بها والتحليق فوق منطقة محددة بناءً على بيانات مخزنة ثم البحث عن هدف وتشخيصه قبل اتخاذ القرار باستهدافه. كل ذلك يتم بشكل آلي ومن دون الحاجة لأي تدخل بشري.

وتشمل قدرات الذكاء الصناعي التي عملت عليها وحدة “سيغما” في مجال تطوير الطائرات المسيرّة في الجيش الإسرائيلي، الآتي:

  • برمجيات مدمجة في الطائرات المسيرّة تتيح لها الطيران لمسافات بعيدة في مناطق “خطرة” لتنفيذ عمليات عن بُعد.
  • تحليل الصور التي تلتقطها الطائرات المسيرّة طوال فترة التحليق وتصنيفها في وقت قياسي (ومرة أخرى من دون الحاجة لتدخل بشري).
  • تشخيص الأعطال التي تصيب آليات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في عمق أراضي العدو.
  • حمل ونقل متفجرات عند الحاجة للقوات في الجبهات المتقدمة.
  • المساهمة في عمليات مكافحة الحريق الذي قد يشب في أي آلية عسكرية عند الحاجة.
  • تصحيح الرمي لسلاح المدفعية وبقية الوحدات الصاروخية في الجيش الإسرائيلي عبر تزويدهم بالإحداثيات والبيانات الضرورية عن الهدف.

وتعكف وحدة “سيغما” حاليًا على تطوير أسلحة وآليات تعتمد بشكل كامل على القيادة الذاتية كون التقليل من حجم الخسائر البشرية هدف رئيسي بالنسبة لاسرائيل.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  المالكي و«حلم» رئاسة الحكومة.. لا مانع من "حلّ الحشد الشعبي"!
Avatar

كاتب في مسائل التكنولوجيا

Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  بايدن على أرض الدماء.. أنا صهيوني!