
الصورة أصدق إنباءً من كل التحليلات. ما حدث في محيط غزة وجرى توثيقه لحظة بلحظة من قبل حركة "حماس" كان بلا شك أكبر عملية إذلال علنية تتعرض لها قوّة عسكرية مسلحة بأفخر وأدق وأقوى أنواع الأسلحة، فضلا عن كونها القوة النووية المسلحة الوحيدة في محيطها.
الصورة أصدق إنباءً من كل التحليلات. ما حدث في محيط غزة وجرى توثيقه لحظة بلحظة من قبل حركة "حماس" كان بلا شك أكبر عملية إذلال علنية تتعرض لها قوّة عسكرية مسلحة بأفخر وأدق وأقوى أنواع الأسلحة، فضلا عن كونها القوة النووية المسلحة الوحيدة في محيطها.
كنت في السادسة عشرة من عمري عندما قرأت لطلال سلمان نصاً كتبته عن مجزرة قانا الأولى بعنوان "إيه قانا". سحب من يدي الورقة مبتسماً، وقال لي: "ستكون أول مقالة ننشرها لك في بريد القراء في السفير". ولم تكن الأخيرة.
كما المعارك بين الحروب، تأخذ صفقة الدوحة بين أميركا وإيران مكانها الطبيعي كخرق منفصل وسط مفاوضات متعثرة لإحياء الإتفاق النووي.
المسافة بين طهران والرياض قصيرة جغرافياً. لكنها في حسابات الخصومة سفرُ عقودٍ من الصراع الذي يتعدى الدرب من مياه الخليج إلى بكين ذهاباً وإياباً. لذا، كان لا بد من بكين، أو أي قوة بحجمها، لتثبيت نتائج لقاءات بغداد الخمسة، وجلسات مسقط.
لا يجرؤ أحد في العالم على إعلان نهاية الاتفاق النووي بشكل رسمي، المسألة مرتبطة بشكل كبير في إبقاء حد أدنى من الرقابة الدولية على برنامج إيران النووي الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه شهد تخصيباً بنسبة 83.7 بالمئة، أي أقل بقليل من النسبة المطلوبة للتخصيب عسكرياً (90%).
قريباً من الكرملين، يستقر مبنى متوسط الحجم أبيض اللون بالكاد يلفت انتباه المارة، لكنه يختزل خمسة قرون من تاريخ علاقة شائكة بين روسيا وبريطانيا وإيران.
كان عاماً مليئاً في إيران وبها، تقاطعت فيه أحداث وتداعيات جعلت منه سنة ستمتد سنوات. يشبه إلى حد كبير محطة القطارات الكبرى جنوبي طهران، حيث تنتهي رحلات وتبدأ أخرى. لكن رحلات ايران القادمة تبدو وكأنها مفتوحة الوجهات، بعضها لم تمد سككها بعد، لكن القطار يجري وأحياناً بجنون كما في حالة الحرب الروسية في أوكرانيا والتي وجدت إيران نفسها في قلبها مرتين.
في ربيع 1858 ميلادية، كان قد مرّ على انتهاء الحرب الإيرانية - البريطانية عامٌ بالتمام والكمال. خسر الشاه ناصر الدين القجاري خلال تلك الحرب المزيد من الجغرافيا التي خرجت من الخارطة الإيرانية. هرات، الواقعة اليوم في أفغانستان، كانت حتى عشية الحرب أرضًا إيرانية، لكنها لم تعد. كان الشاه الشاب يبحث عن أي انجاز يغطّي به تقهقراً تحوّل سمة لعصره!
يتوقف قطار الأنفاق عند محطة كييفسكايا. لا أفهم اللغة الروسية، لكن كلمة كييف بارزة جداً في اعلان الوقوف عند المحطة. قبل أن أخرج من القطار وجدت نفسي أمام معرض لوحات مرسومة بدقّة واضحة، تحت أقواس مصممة بإتقان من الحقبة السوفياتية. فجأة، وجدت نفسي أيضاً في ثقب أسود ينقلني بين حاضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحرب بلاده في أوكرانيا، وبين أمس نيكيتا خروشوف الذي أمر ببناء محطة كييفسكايا، وهو الزعيم السوفياتي الذي أهدى إلى الشعب الأوكراني شبه جزيرة القرم في العام 1954 وهو ذات عام بناء المحطة.
عشرات آلاف الوجوه تشخص نحو أحد عشر لاعبًا إيرانيا في ستاد أحمد بن علي بالدوحة، وهم يستعدون لمباراتهم الثانية في كأس العالم. في مباراتهم الأولى امتنع هؤلاء عن ترديد نشيد بلادهم الوطني في خطوة كان صعبًا اعتبارها غير لحظة احتجاج سلبي عالمية من لاعبي "تيم ملي" على أداء النظام داخليا، وتضامنا مع حركة الشارع التي دخلت شهرها الثالث منذ وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني.