يشهد لبنان تحوّلاً رقميّاً قسريّاً، حيث تتسارع وتيرة تبنّي تقنيّات البيانات الضّخمة (Big Data) والخوارزميّات والذّكاء الاصطناعيّ (AI) في القطاع الخاص، وفي المشهد الاجتماعيّ-السّياسيّ، بالتّوازي مع انهيارٍ اقتصاديٍّ وبنيويٍّ غير مسبوقٍ.
يشهد لبنان تحوّلاً رقميّاً قسريّاً، حيث تتسارع وتيرة تبنّي تقنيّات البيانات الضّخمة (Big Data) والخوارزميّات والذّكاء الاصطناعيّ (AI) في القطاع الخاص، وفي المشهد الاجتماعيّ-السّياسيّ، بالتّوازي مع انهيارٍ اقتصاديٍّ وبنيويٍّ غير مسبوقٍ.
شهدت الحقبة الممتدة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى يومنا هذا أحداثاً جساماً في المشرق العربي ومحيطه الإسلامي. شنّت أميركا- عبر الكيان الصهيوني- حرب إبادة على قطاع غزّة. توسّعت الحرب إلى كامل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة وإلى لبنان واليمن وإيران وبعض العراق، وأخذت بُعداً عالميّاً على الصعيدين السياسي والأخلاقي، وغيّرت الكثير من توجّهات الرأي العام العالمي.
لم تعد الدولة الحديثة تقف على أعمدة القانون والمؤسسات، بل على خيوط رقمية غير مرئية، تمتد من خوادم في وادي السيليكون إلى أقبية وزارات الداخلية. الرقمنة، بهذا المعنى لحظة انقلاب في بنية السلطة نفسها. إنها الحدث الذي يُعرّي الدولة من جلدها القديم (البيروقراطية، السيادة، السيطرة الفيزيائية) ليكشف عن جسد جديد، هجين، خوارزمي، يتنفس بالبيانات ويرى عبر كاميرات المراقبة.
لا يخلو نقاش بين معارض للمقاومة وآخر مؤيد لها، من تبنّي الأول لنظرية حصرية السلاح بيد الجيش وقرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للدفاع عن لبنان، فيما يعتبر الثاني أن التجربة بيّنت أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحقيق الردع مع إسرائيل.
الكثيرون شبّهوا الانتصارات السيبرانية - الأمنية الإسرائيلية في لبنان بنكسات حرب 1967 التي حسمت فيها تل أبيب مصير الحرب ضد ثلاثة جيوش وأنظمة عربية خلال ستة أيام (أيضاً عبر الحرب الاستخبارية - الأمنية أساساً) وغيّرت وجه الصراع (آنذاك) في إقليم المشرق المتوسطي.
لم يعد الكلام للقانون، إذ ثَبُتَ فشله في المحافظة على الانتظام العالمي وحماية المدنيين. وليس عبثاً أن تتزامن محاولة منقوصة تجري في لبنان لمحاكمة الحاكم السابق لمصرف لبنان المركزي رياض سلامة (مع ما يشمله هذا الاسم من رمزية لنظام متكامل متداخل) عن مجزرة اقتصادية اجتماعية أرتكبت بحق المواطنين اللبنانيين، مع محاولات عرجاء تجري في المحاكم الدولية لضبط التوحش الإسرائيلي، والإنحراف المُستجد نحو استخدام تقنيات جديدة في المجازر المرتبطة بالحروب. لطالما قلنا بضرورة شمول الجرائم الاقتصادية ضمن نصوص الجرائم ضد الإنسانية، أما الآن فنحن أمام تحدي العالم الرقمي كأحد أهم الوسائل التي تشكل خطراً على المدنيين.
"برافو إسرائيل". فهي بتصنيعها وتفجيرها أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان، دشّنت للمرة الأولى في التاريخ تطوير "مهنة" الاغتيالات، من كونها نشاطات تستهدف أفراداً بعينهم، إلى إغتيالات جماعية تطال مئات وآلاف الأشخاص.
لم تكن قد مضت أيام قليلة على معركة "طوفان الأقصى"، عندما فتحت "فايسبوك" صفحاتها أمام حملة إسرائيلية منظّمة لترويج كذبة قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء وقتل كبار السن في مستوطنات غلاف غزة.
أتفهم الظرف الذي جعل حكومة مصر تطلب الآن أو تقبل الانضمام إلى مجموعة "البريكس" بينما لم تطلب وفي الغالب رفضت عرض الانضمام لها قبل أكثر من عشرة أعوام.