أسعد حيدر هو صحافي بالفطرة. زادت الدراسة رصيده وعمقت الخبرة تجربته. إقتحم ملفات كبيرة في المنطقة. جال في عواصم كثيرة، لكن العواصم الأحب إلى قلبه هي بيروت وباريس وطهران. راكم في الملف الإيراني، قراءة وعلاقات سياسية وإجتماعية، فصار مع الوقت "خبيرا محلفا". ميزته أنه يتحرك في ثلاث دوائر في آن واحد: العربي أولا، اللبناني أولا، الإيراني أولا. تتشابك دائرة مع أخرى، لكن "لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم". العبارة التي قالها له الإمام الخميني، قبيل توجهه من نوفل لوشاتو في ضاحية باريس بإتجاه طهران. يتعصب أسعد حيدر للبنانيته وعروبته وفي صلبها فلسطينيته، لكن إيران حاضرة في معظم كتاباته التي يغلب عليها الطابع النقدي. يقول شارحاً "أنا أنتقد بصفتي إيراني الهوية". هذه "الإيرانية" جعلت البعض ينظرون إليه بصفته "جاسوساً إيرانياً مزروعا عند رفيق الحريري وتيار المستقبل، بينما كان ينظر إليه الإيرانيون بتوجس بإعتباره أيضا جاسوسا حريريا. يقول أسعد حيدر إن من يجتمع ضده إتهام من هنا وإتهام من هناك إنما يسير في الطريق القويم مستنداً إلى ضميره فقط.. كسله المتأصل والمتشابك مع إحباط أكثر تأصلاً جعله يتأخر في إصدار مولوده الأول: "أيام مع الإمام الخميني وبدايات الثورة". كتاب أسعد حيدر أبصر النور عن دار الفارابي في بيروت (295 صفحة) وسيكون في متناول الجمهور مع حفل التوقيع الذي ستشهده نقابة الصحافة في بيروت الجمعة في 7 شباط/فبراير 2020، من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة مساء. في ما يلي الفصل الأول من الكتاب بعنوان "اللقاء الأول".