مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ومن ثم تكليف القاضي نوّاف سلام بمهمة تأليف الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد، تنبري ملفات هي بحكم المتصلة والمنفصلة، ولعل أبرزها ما يتعلق بالبطريركية المارونية اللبنانية.
مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ومن ثم تكليف القاضي نوّاف سلام بمهمة تأليف الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد، تنبري ملفات هي بحكم المتصلة والمنفصلة، ولعل أبرزها ما يتعلق بالبطريركية المارونية اللبنانية.
ساعتان من فجر يوم الإثنين في الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 2025 غيّرتا مجرى الاستشارات النيابية المُلزمة التي أجراها الرئيس اللبناني جوزاف عون لتكليف رئيس جديد لأولى حكومات عهده، وكانتا كفيلتين بنقل التكليف من نجيب ميقاتي إلى نوّاف سلام.. وإطلاق شرارة أزمة حكم وحكومة منذ الأسبوع الأول للعهد.
بينما كان أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) يطأ أدراج قلعة حلب للمرة الأولى في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، كان "رجل روسيا" في سوريا أحمد العودة يتحين فرصة التحرك من الجنوب السوري خاصرة دمشق الرخوة نحو الشمال.
لطالما كانت العلاقة التركية السورية متوترة حتى منذ ما قبل استقلال البلدين. علاقات أخذت فيها القوانين والإتفاقيات الثنائية، كما جنازير الدبابات، دوراً في تشكيلها. في الجزء الأول، استعدنا تاريخ هذه العلاقة منذ اتفاقية أنقرة 1921 حتى عملية درع الفرات 2016.. في الجزء الثاني والأخير نستكمل إستعادة ما تبقى من فصول هذه العلاقة المعقدة حتى يومنا هذا.
أثار تعيين ماهر الشرع، شقيق أحمد الشرع المعروف بلقب "أبي محمد الجولاني" سابقاً، في منصب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال استياءً لدى الأوساط السورية المراقبة التي وجدت في هذه الخطوة تطابقاً مع أداء النظام السابق الذي حوّل الدولة إلى مزرعة عائلية لشدة اعتماده على أبناء العائلة في المفاصل الأمنية والعسكرية والحيوية.
في 18 كانون الأول/ديسمبر 2024، شهدت العاصمة التركية أنقرة لقاءً لافتاً للانتباه بمضمونه وتوقيته بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي. هذا اللقاء الذي اتسم بالتركيز على قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، يعكس عمق العلاقة بين البلدين والرجلين، ويرسم ملامح شراكة استراتيجية تنمو وسط التحديات السياسية والأمنية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
"يقول الكاتب الفرنسي الشهير François de la Rochefoucauld: الشمس والموت لا يمكن التحديق بهما! وربّما كان كاتبنا يعني بالشمس، الملك لويس الرابع عشر الملقَّب بـ"ملك الشمس" (والذي عاصره Rochefoucauld). أستذكر قوله اليوم، لأنّني أرى أنّه ينطبق كثيراً على حال الصحافيّين الاستقصائيّين الذين يُصرّون على التحديق في الشمس، عندما يقارعون السلطة. وعلى التحديق في الموت، عندما يَلِجون الأخطار".
إذا ما قُيّضَ لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أن ينجح، ويلتزم الطرفان بمندرجاته طبقاً لقرار مجلس الامن 1701، بصورة تُحقّق الحد الأدنى من الهدوء على جانبي الحدود، هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد. كيف؟ ولماذا؟
عندما أعلن الأدميرال الأمريكي ألفريد ماهان في العام 1902، أن "البحر الأبيض المتوسط سيكون ملكًا لسيد واحد، وسيقع تحت هيمنة قوة مهيمنة ستدفع بمزاياها في جميع الاتجاهات، أو سيكون مسرحًا لصراع دائم"، لم يكن يطلق نبوءة، بل إشارة إلى أهمية البحر المتوسط كمسرح للتنافس والصراع على النفوذ.
مع بدء العد العكسي لدخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل، إلى البيت الأبيض، من المنتظر أن يعود مصطلح الاتفاقات الابراهيمية إلى التداول السياسي والإعلامي، ربطاً بمسار سياسي إبراهيمي دشّنه ترامب في ولايته الأولى، وتحديداً في صيف العام 2020.