هل أنا إنسان؟ ألست بشرياً مثل باقي البشر؟ متى ستخجل البشرية من نكرانها؟ مساراتها معيبة، بل مجرمة. "أنا الفلسطيني مختلف جداً؟ لماذا؟ لا أحد أصيب بما أصبت به". ألم يحن الوقت كي يُضم إلى "البشرية"؟
هل أنا إنسان؟ ألست بشرياً مثل باقي البشر؟ متى ستخجل البشرية من نكرانها؟ مساراتها معيبة، بل مجرمة. "أنا الفلسطيني مختلف جداً؟ لماذا؟ لا أحد أصيب بما أصبت به". ألم يحن الوقت كي يُضم إلى "البشرية"؟
نُكمل في هذا الجزء حديثنا السّابق عن أنّ البُعد الصّوفي-العرفاني للدّين هو البُعد الأهمّ والأرقى، مركّزين فيما يلي، وبشكل خاص، على مسألة: السّعادة. فكما يشدّد فيلسوف الأديان والطّرق الرّوحيّة المعاصر، الكاتب الفرنسي فريديريك لونوار[1]، إنّ السّعادة الصّوفيّة هي أقرب إلى التذوّق منه إلى التفكّر (بل ذهب الشّيخ الأكبر ابن عربي، إلى أنّ التفكّر لا يعوّل عليه في مسائل كهذه، وكما رأينا في الجزء الأوّل).
إنّ الفكرة الأساسيّة لهذا المقال تقوم على نقاط ثلاثة رئيسيّة. الأولى، وهي أنّ البُعد الصّوفي-العِرفاني (بالفرنسيّة: La Dimension Mystique) - النّظري والعملي - للإسلام وللأديان والمدارس الرّوحيّة كلّها: كان ولم يزل البُعدَ الأهمّ والأرقى لهذه الأديان والمدارس (بما فيها الإسلام طبعاً)، والحجرَ الأساسَ لما تقدّمه للإنسان-الفرد وللبشريّة من أجوبة ومن طُرُق.