نصري الصايغ, Author at 180Post

arsa.jpg

يفتتح الدكتور نواف سلام، رئيس الحكومة راهناً، كتابه "لبنان بين الأمس واليوم"، بآيات لأنطونيو غرامشي، من "دفاتر السجن"، تنص على الآتي: "تكمن الأزمة تحديداً في أن القديم يحتضر بينما الجديد لا يستطيع أن يولد بعد. وفي فترة الالتباس هذه بين العتمة والنور، تظهر شتى أنواع الأمراض".

opinion__ndez.jpg

إلى أين؟ الزمن العربي توقف من أزمنة. لا تبحث عن الأسباب. تذكر فقط كيف تمزق شعار الوحدة. قمْ بإحصاء حروب "الأخوة" الأعداء. قرن من فصول العداء. دماء كثيرة أنفقت. الوحدة، كشعار، لم ترَ النور. كيانات، كلما تقدمت بالعمر، كلما تخلَّفت وتقلصت، وارتحلت من خندق إلى كارثة.

f.jpg

من هم البرابرة؟ هل تعرفت على الإرهابيين؟ هل أحصيت الدم المسفوك؟ الشعوب ممنوعة من الوجود والحرية. كي تكون لائقاً بعصر الإبادات، عليك أن تمشي على جبهتك. أن تتلو في سرّك: "إنّا إليه راجعون". اعتقل قدميك كي لا تصل إلى الهاوية.

Bibi_War-Crimes-Tour_-_Del_Rosso.jpg

الكوارث تتلاحق. القتال جنون متماد. الخوف شائع وسط هذا العراء الهمجي. يعيش العالم كوارثه. الحرب أقوى من الآلهة والأديان والأخلاق؛ وعليه، فإن العالم اليوم، وبالأمس القريب، وبالأزمنة البعيدة، مصاب بمرض الإبادات. الوسائل مختصرة بكلمة: الحرب.

DEMOCRACY_0.jpg

كأن الهزائم اختصاص. الانتصارات؟ ملأنا القرن أقوالاً وصراخاً وتهديداً. غريب! لم يُحاسب أحدٌ بعد. عُوقبت الشعوب العربية بالصمت. لم يتجرأ أحد على ابتكار الأسئلة. هذا ممنوع.. استطاعت قيادات الميادين أن تُعدِّل وجهة معاركها.. انتصرت على شعوبها. حوَّلت بلادها إلى سجون. عمّمت ثقافة الصمت، واستعانت بديموقراطية: "تبلّغوا وبلِّغوا". وقد تبلغنا على مدى عقود، كيف فازت القيادات العربية على شعوبها، بالصمت المبرم.

naji.jpg

لم ندخل التاريخ كمنتصرين. قرن كامل من الهزائم والادعاءات. أنتجنا حكايات وملاحم كرتونية. العالم الذي عرفناه قبل "طوفان الأقصى" انتهى. هناك نص جديد يتم إملاؤه على العالم، وعلى الآخرين إجادة الطاعة، وإلا.. فلنعترف، لقد أتممنا مسلسل الخسائر.. الإمرة لتل أبيب والسجود مفروض!

4809644_n.jpg

لا ينالكَ زمنٌ.. تجرأتَ على المستحيل، حتى فزتَ بالشهادة.. وكان ما كان وما هو باقٍ لغدٍ لا عمرَ له. بلغت ذروة الأزمنة يا سيد؛ فمن مثلك؟ لا أحد، من زمان، إلى آخر الأزمنة. لكنك تركتنا باكراً. إنما، أنت باقٍ. مثلك فقط المعجزات.

480253232_1174573007369273_5396713876012652391_n.jpg

حصتنا من الحروب: الهزائم. ليست المرة الأولى. الأمل في أن تكون الأخيرة. من عادات الحروب أن الخاسر يدفع الثمن.. دفعنا أثماناً طوال قرن من الزمن. خسرنا برغم الشعارات المحقة، ولكن غير المُحصنة بالقوة. ملأنا عقود قرن مضى بالخسائر، في الداخل والخارج.