دراسة Archives - 180Post

749.jpg

بعد أن تناولنا في القسم الأول مسار الصراع والتعايش بين الجماعات السُنّية والدرزية في الإطار الإقليميّ، منذ نشأة الطائفة الدرزية في ظل الدولة الفاطمية وحتى التحولات الكبرى في العصر العثماني وما تلاه، نعرض في الجزء الثاني والأخير لآليات تكيّف الجماعات المحلية مع السلطة المركزية، وتحليل أنماط الاستقرار والصراع ضمن بيئة تتسم بعدم الاستقرار. وانطلاقًا من هذا السياق، يستعرض النص نفسه تطورات العلاقة السُنيّة-الدرزية في ظل المتغيرات الإقليمية الراهنة.

750-2.jpg

تعدّ العلاقات بين الجماعات السُنّية والدرزية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في بلاد الشام، ظاهرة اجتماعية وثقافية معقّدة ومتشابكة، بأبعاد تاريخية، دينية، سياسية واجتماعية عميقة. لذا، يتطلب تحليلها، من منظور أنثروبولوجي، فهمًا دقيقًا للديناميكيات الداخلية والخارجية التي شكلت مساراتها عبر الزمن، متراوحة بين فترات طويلة من التعايش السلمي والتحالفات البراغماتية، وأخرى متّسمة بالتوتر والصراع. كما يتطلب استقراء جذورها التاريخية، التي أسهمت في بناء الفهم المتبادل، وفي صياغة الأنماط السلوكية والتفاعلات السياسية والاجتماعية بين هاتين المجموعتين المؤثرتين في المشهد الإقليمي.

800-26.jpg

يميل ذهننا البشريّ بطبيعته إلى العمليّات القائمة على "التّحليل" وعلى البحث عن "حلول" لمشكلة أو لمشاكل معيّنة. مع التّبسيط: البحث عن "الحلّ" - غالباً من خلال عمليّة التّحليل (Ana-lyse) الذّهنيّة - يتضمّن تصوّراً مُسبقاً مفاده أنّ هناك مشكلة - أو عقدة - ما، ويُمكن "حلّها" أي - عمليّاً - تفتيتها أو تفكيكها أو تقسيمها (إلخ)؛ والأقرب في الحقيقة هو أن يُقال تذويبها (Solution)، كما تُذوّب قطعة السّكّر من خلال خلطها بالماء السَّائلِ المُبين. وكما رأينا أيضاً، فلطالما يكون البحث عن "حلّ" في هذه الحياة وهماً وسراباً، لا سيّما في بعض المواضيع التي يُبيّن لنا وعينا الانسانيّ - الكلّيّ وليس فقط الذّهنيّ - عند حدّ زمنيّ معيّن في الغالب: أنّه لا حلّ لها ولا فيها.

first.jpg

تسهم التحديات القضائية الناتجة عن التحولات التقنية والاقتصادية والاجتماعية، تسهم في طرح النقاش حول السلطة القانونية التي أصبحت تشكل إحدى أهم سمات الدور القضائي المعاصر، والتي لا يمكن تحقيقها بعيداً عن استقلالية القضاء. لذلك، كان لا بد من توضيح التحول الذي طرأ على دور القاضي على وقع كل هذه المتغيرات في ظل حكم القانون. هذه المتغيرات أدت إلى اعتبار القاضي رقيب القانون لناحية تقييم شرعية القوانين أو مدى احترام مضمونها لمصالح المجتمع، وإلى اعتباره باعث القانون أو محفّزه لناحية تقييم القواعد الفاعلة في المجتمع والسوق وإدخالها في الجسم القانوني.

800-3.jpg

كانت الجامعات الإيرانية، التي يُفترض أنها صروح للعلم، مسرحًا لاشتعال شرارة ثورة عارمة ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي. لم تكن قاعاتها مجرد أماكن للتحصيل العلمي، بل تحولت إلى معاقل حقيقية للمعارضة، متحديةً قبضة الشاه الحديدية.

1111111111.jpg

كانت الجامعات الإيرانية، التي يُفترض أنها صروح للعلم، مسرحًا لاشتعال شرارة ثورة عارمة ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي. لم تكن قاعاتها مجرد أماكن للتحصيل العلمي، بل تحولت إلى معاقل حقيقية للمعارضة، متحديةً قبضة الشاه الحديدية.

cdda68453658fdb43c2a642505d36546.jpg

تصاعد الجدال حول تصويت المغتربين اللبنانيين بين من يُصر على ابقائه على حاله كما في الدورتين الماضيتين (2018 و2022)، أي تصويت المغترب في الدائرة المسجل فيها مثل أي مواطن مقيم، وبين من يصر على تطبيق قانون الانتخابات المقرّ في العام 2017 والذي خصّص 6 مقاعد للمغتربين.

nawaf.jpg

تحوّل اقتراع المغتربين اللبنانيين إلى مادة استقطاب سياسي حاد بين معسكرين نيابين، الأول، يُنادي باعتماد الصيغة التي اعتمدت في العام 2022، أي تصويت المغتربين في الخارج لـ128 نائباً، والثاني، يُنادي باعتماد ما نصّ عليه القانون في العام 2017، بتخصيص ستة مقاعد للاغتراب اللبناني، يرتفع معها عدد النواب إلى 134 نائباً، على أن يُصار في انتخابات العام 2030 إلى الغاء ستة مقاعد نيابية من غير الاغتراب، لكي يعود عدد النواب إلى 128 نائباً.

111111.jpg

في الجزء الأوّل، ذكّرنا بالأطر الفلسفيّة والمفاهيميّة الأساسيّة للطّرح المنهجيّ المنشود إذن، انطلاقاً من دراسة مُعمّقة للطّرح المعرفيّ الجوهريّ لدى الفيلسوف الألمانيّ – وربّما الغربيّ - الأكبر عمانوئيل كانط (ت. ١٨٠٤ م) بشكل خاصّ. أمّا في هذا الجزء الثّاني، فالهدف هو محاولة تقريب وتسهيل فهم هذا الطّرح، الذي نعتقد، فعلاً: أنّه مُجدّد ومُجدٍ، من خلال أمثلة بحثيّة تقريبيّة وتصويريّة.

kant.jpg

يعتبر عددٌ من الفلاسفة والمفكّرين والمؤرّخين أنّ عمانوئيل كانط هو "أعظم فلاسفة العصر الحديث" على حدّ تعبير عبد الرّحمن بدوي.. وقد يذهب البعض منهم إلى أنّه أعظم الفلاسفة على الاطلاق. لماذا أودّ العودة إلى مناقشة أهميّة فلسفة كانط؟ ليس للتّكرار أبداً، وإنّما لإعادة التّشديد على أهميّة أن تقوم "ثورة كانطيّة أو شبه كانطيّة" ضمن ما نسميّه عادة بالعقل الاسلاميّ؛ وكذلك، لمحاولة تعميق ما يُمكن تسميته بالجسر المعرفيّ-المنهجيّ بين الطّروحات الكانطيّة - المعرفيّة تحديداً - وبين منهجيّة البحث ضمن العلوم الاسلاميّة أو الأبحاث الاسلاميّة/الدّينيّة الموضوع و/أو المعطيات.