مالك أبو حمدان, Author at 180Post

kant.jpg

يعتبر عددٌ من الفلاسفة والمفكّرين والمؤرّخين أنّ عمانوئيل كانط هو "أعظم فلاسفة العصر الحديث" على حدّ تعبير عبد الرّحمن بدوي.. وقد يذهب البعض منهم إلى أنّه أعظم الفلاسفة على الاطلاق. لماذا أودّ العودة إلى مناقشة أهميّة فلسفة كانط؟ ليس للتّكرار أبداً، وإنّما لإعادة التّشديد على أهميّة أن تقوم "ثورة كانطيّة أو شبه كانطيّة" ضمن ما نسميّه عادة بالعقل الاسلاميّ؛ وكذلك، لمحاولة تعميق ما يُمكن تسميته بالجسر المعرفيّ-المنهجيّ بين الطّروحات الكانطيّة - المعرفيّة تحديداً - وبين منهجيّة البحث ضمن العلوم الاسلاميّة أو الأبحاث الاسلاميّة/الدّينيّة الموضوع و/أو المعطيات.

8.jpg

في أحيان كثيرة، تكون الأمثلة خير افتتاحيّة وخير مقدّمة.. وربّما خير تفسير لجوهر بعض المفاهيم الأساسيّة. قبل أيّ شيء، لنضع أنفسنا سويّاً في موضع الباحث الرّصين، والموضوعيّ إلى أقصى حدّ، وذي العقل الهادئ، ولنترك الأحكام المسبقة والقِيميّة إلى حين.. ولنتأمّل في هذا المثال، الذي سوف يوصلنا، لاحقاً، إلى النّقاش المفاهيميّ البحت إن صحّ التّعبير. كما يُمكن للقارئ العزيز أن يتخيّل بسهولة: اختيار المثال، وطريقة عرضه وشرحه، قد تمّت دراستهما بالشّكل المناسب قدر الامكان بهدف بدء الوصول إلى المفاهيم والنّظريّات المُحتملة المقصودة.

0000000.jpg

ليست الحرب مجرّد صواريخ وقذائف ورصاص ولهب ومسيّرات، ومجرّد دكٍّ وتفجيرٍ لمعسكرات العدوّ ومراكزه الجليّة والخفيّة كما نشاهد اليوم على الشّاشات. أبداً. قبل أيّ شيء آخر، الحرب هي مسألة خيارات روحيّة وعقائديّة وقِيميّة وأخلاقيّة.

2006.jpg

في ما يعني موضوع "حصريّة السّلاح"، إنّ أغلب الجدل القائم اليوم في البلد يعتمد، للأسف، على مقاربة هي في الغالب: إمّا عاطفيّة/كيديّة في أحيان كثيرة؛ أو دوغمائيّة وربّما غير علميّة ولا موضوعيّة من أساسها ومن جذورها.

ercle.jpg

جالسين كنّا على طاولة عشاء عمل، داخل مطعم يقع في مدينة أوروبيّة مركزيّة بالنّسبة إلى العمل الماليّ والأسواق الماليّة؛ هذا النّوع من العمل، كما تعلم عزيزي القارئ على الأرجح، يُشكّل مجالي المهنيّ الأساسيّ بل الوحيد. ليس هوايتي الوحيدة، ولكنّه مهنتي الوحيدة؛ نعم.

one-1.jpg

ليس ذا نبوءة مادّيّة-تاريخيّة ماركسيّة أو ما شابه ذلك أبداً، ولا هو منظّرٌ إلحاديّ، ولا حتّى علمانيّ متطرّف، ولا من تلامذة البروفسور خزعل الماجديّ ونظراء هؤلاء العلماء المعاصرين (على سبيل المثال لا الحصر بالطّبع). بل هو سالكٌ "صوفيٌّ" (Mystique) كما يُقدّم نفسه، مغربيُّ الأصل، وعربيُّ الثّقافة بشكل أساسيّ، واسلاميّ البُعد الحضاريّ إلى حدّ ما.

Syria-Malek-1280x694.jpg

دخلنا في مرحلة جادّة جداً، بل في مرحلة دقيقة وخطيرة جداً، لا سيّما من البوّابة السّوريّة في المنطقة. "ذهبت السّكرة وجاءت الفكرة"، على ما يبدو، في ما يخصّ الملفّ السّوريّ، لا سيّما بعد تكاثر الأخطاء الاستراتيجيّة والتّكتيكيّة من قبل السّلطات المؤقّتة؛ وبعد تجلّي نقص خطير في وضوح الرّؤية لدى هذه الأخيرة.

EditorialCartoon_KamikaziTrump_5_2_25_.jpg

لستُ مع الرّأي القائل بعدم وجود "حضارة أميركيّة" مُحترَمة اليوم، وذات شأن في جوانب انسانيّة وثقافيّة واجتماعيّة وعلميّة - بل وفلسفيّة وروحيّة - متعدّدة. للعامل الأميركيّ في عالمنا اسهاماتٌ حضاريّة، عالميّة الطّابع، سابقة وحاليّة، وفي أكثر المجالات الانسانيّة واقعاً: من التّكنولوجيا البشريّة ومن الذّكاء الاصطناعيّ، مروراً بالعلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة.. وصولاً حتّى إلى فهم وتأويل بعض الظّواهر الرّوحانيّة واثبات وجود "الإله" من خلال أدوات العلوم الحديثة كما رأينا في مقالات سابقة. ليس نفيُ وجود الاسهام الحضاريّ الأميركيّ بالذّات، هو الحلّ المناسب لشعوبنا المقهورة من قبل السّياسات الخارجيّة للإدارات الأميركيّة المتعاقبة.

jamous-bombed-28-march.jpg

يتصرّف البعض في لبنان وكأنّ قضيّة سلاح المقاومة هي قضيّة حزبٍ بِعَينه أو منظّمةٍ بِعَينها، مع الاحترام كلّه لتضحيات كلّ أحزاب المقاومَتَين اللّبنانيّة والفلسطينيّة طبعاً، أو يتصّرف هذا البعض وكأنّ قضيّة السّلاح هذه هي قضيّة دولة اقليميّة؛ أو قضيّة رجل سياسيّ أو مَوقع سياسيّ معيّن؛ أو قضيّة قائد حزبيّ بذاته، أو قضيّة طائفة تُريد بعض نخبها "التّشبيح" على الآخرين، وتلك مقاربات بعيدة عن جوهر القضيّة يقيناً. لماذا؟

55.jpg

لنبتعدْ قليلاً عن بعض الخطاب الدّيماغوجيّ الخاصّ ببعض قوى وشخصيّات الإسلام الحركيّ (أو السّياسيّ) المعاصر. ولنبتعدْ أيضاً عن بعض الخطاب السّطحيّ و/أو الاستهزائيّ لبعض القوى والشّخصيّات المناوئة للإسلام الحركيّ بشكل عامّ. ولنسألْ بجدّيّة وبموضوعيّة وبأمانة فكريّة صارمة: هل يُمكن استقراء وبناء مفهوم جدّيّ لـ"اقتصاد اسلاميّ" (أو "اقتصاد ماليّ اسلاميّ").. من خلال كُتُب وقواعد وأحكام وآراء التّراث النّقليّ الاسلاميّ، وعلى رأسه، التّراث الفقهيّ الاسلاميّ؟