مالك أبو حمدان, Author at 180Post

EditorialCartoon_KamikaziTrump_5_2_25_.jpg

لستُ مع الرّأي القائل بعدم وجود "حضارة أميركيّة" مُحترَمة اليوم، وذات شأن في جوانب انسانيّة وثقافيّة واجتماعيّة وعلميّة - بل وفلسفيّة وروحيّة - متعدّدة. للعامل الأميركيّ في عالمنا اسهاماتٌ حضاريّة، عالميّة الطّابع، سابقة وحاليّة، وفي أكثر المجالات الانسانيّة واقعاً: من التّكنولوجيا البشريّة ومن الذّكاء الاصطناعيّ، مروراً بالعلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة.. وصولاً حتّى إلى فهم وتأويل بعض الظّواهر الرّوحانيّة واثبات وجود "الإله" من خلال أدوات العلوم الحديثة كما رأينا في مقالات سابقة. ليس نفيُ وجود الاسهام الحضاريّ الأميركيّ بالذّات، هو الحلّ المناسب لشعوبنا المقهورة من قبل السّياسات الخارجيّة للإدارات الأميركيّة المتعاقبة.

jamous-bombed-28-march.jpg

يتصرّف البعض في لبنان وكأنّ قضيّة سلاح المقاومة هي قضيّة حزبٍ بِعَينه أو منظّمةٍ بِعَينها، مع الاحترام كلّه لتضحيات كلّ أحزاب المقاومَتَين اللّبنانيّة والفلسطينيّة طبعاً، أو يتصّرف هذا البعض وكأنّ قضيّة السّلاح هذه هي قضيّة دولة اقليميّة؛ أو قضيّة رجل سياسيّ أو مَوقع سياسيّ معيّن؛ أو قضيّة قائد حزبيّ بذاته، أو قضيّة طائفة تُريد بعض نخبها "التّشبيح" على الآخرين، وتلك مقاربات بعيدة عن جوهر القضيّة يقيناً. لماذا؟

55.jpg

لنبتعدْ قليلاً عن بعض الخطاب الدّيماغوجيّ الخاصّ ببعض قوى وشخصيّات الإسلام الحركيّ (أو السّياسيّ) المعاصر. ولنبتعدْ أيضاً عن بعض الخطاب السّطحيّ و/أو الاستهزائيّ لبعض القوى والشّخصيّات المناوئة للإسلام الحركيّ بشكل عامّ. ولنسألْ بجدّيّة وبموضوعيّة وبأمانة فكريّة صارمة: هل يُمكن استقراء وبناء مفهوم جدّيّ لـ"اقتصاد اسلاميّ" (أو "اقتصاد ماليّ اسلاميّ").. من خلال كُتُب وقواعد وأحكام وآراء التّراث النّقليّ الاسلاميّ، وعلى رأسه، التّراث الفقهيّ الاسلاميّ؟

10.jpg

بعد حرب الإبادة المستمرة على غزّة، وبعد عدوان الـ٦٦ يوماً المتجدّد على لبنان، وبعد الانقلاب التّركيّ-السّلفيّ-الاخوانيّ المسنود أميركيّاً في سوريّا (في سياق غير منفصل عن الطّوفان الفلسطينيّ، أغضبنا ذلك أم لم يُغضبنا، أحزننا أم لم يُحزنّا).. بعد هذه الأحداث، يَعتبر البعض ويُعبّر، اليوم، أنّ وقت "تسليم" أو "نزع سلاح" الجماعات المُقاوِمة بالتّحديد قد حان.. في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً.

naji-ali.jpg

أمام المتغيّرات المتسارعة في لبنان وفي المنطقة، لم يعد من الجائز، في اعتقادي، رفض الحوار الهادئ والموضوعيّ والبراغماتيّ (بمعنى: العمليّ، ذي الفائدة)، وان كان حول مواضيع قد يعتبرها الكثير منّا اليوم من المسلّمات و/أو من المحرّمات وبشكل عميق وراسخ ربّما.. وبالرّغم من كلّ الصّعاب التي تمرّ حاليّاً بلبنان وبالمنطقة ككلّ.

slider-1.jpg

من الواضح أنّ على المُسلم بشكل عامّ، وعلى المثقّف المسلم بشكل خاصّ أن يكونا مُستعدَّين ومُهيّأَين للاطّلاع ثمّ للإجابة على من يُقدّمون أنفسهم على أنّهم ناقدون للسّرديّة التّاريخيّة الاسلاميّة التّقليديّة بشكل عامّ.. وللسّرديّة التّاريخيّة المحمّديّة التّقليديّة - ان صحّ التّعبير - بشكل خاصّ.

slider.jpg

صحراء.. أو شبه صحراء: من المعلومات والأدلّة "المقبولة علميّاً". بهذا، أو بما يشبهه، يصف أصدقاء وزملاء باتريسيا كرون، وغيرهم من أهل المدارس التّصحيحيّة الحديثة إذن.. هكذا يصفون المعلومات والأدلّة التّاريخيّة "العلميّة" المتوفّرة عن حياةِ "مُحمّدٍ النّبيّ العربيّ"؛ خصوصاً عن أوّل هذه الحياة. فهل يُبالغون واقعاً؟

mohamadjpg.jpg

يلاحظ اليوم، بسهولة، تنامي تيّارات علميّة-أكاديميّة، أو شبه علميّة-أكاديميّة أحياناً، حول العالم.. تُشكّك "بتاريخيّة" جوانب كثيرة من السّرديّة الاسلاميّة لا سيّما حول "السّيرة"، وصولاً إلى تشكيك بعضهم بتاريخيّة شخصيّة "محمّد نبيّ العرب" أو "محمّد رسول الله" أو "محمّد بن عبد الله الهاشميّ القُريشيّ التّهاميّ العدنانيّ" (كما نقول بالطّريقة العربيّة القديمة.. والجميلة).

abil.jpg

بعدَ الذي حلّ بهذا البلد، أقلّه منذ نهاية الصّيف الماضي، وبعد مشاهد التّشييع المهيب والتّاريخيّ وغير المسبوق لبنانيّاً للشّهيد الوطنيّ والإسلاميّ والأمميّ الكبير، سماحة السّيد حسن نصرالله ورفيقه الهاشميّ العامليّ؛ بعدَ هذا كلّه، ألم يحِنَ الوقتُ الذي يَنزلُ فيه الأفرقاء الرّئيسيّون في لبنان عن الشّجرة، لا سيّما منهم من حمل خطاباً عاليَ السّقف والتّطرّف في المرحلة الأخيرة؟

malek.jpg

يُبيّن لنا تراثنا العربيّ والإسلاميّ كيف حاول أعداء الإمام عليّ بن أبي طالب تشويه صورته والمساس بسمعته، على مرّ السّنين والعصور.. وما يُجمع عليه الأكثرون ربّما من العارفين بهذا التّراث التّاريخيّ والنّقليّ: أنّ أقصى ما استطاع هؤلاء تصويره حول عليّ بن أبي طالب لا يتعدي الأمور السطحيّة. ومن مثل ذلك: شكله الجسديّ أو اكثاره من الاختلاء بنفسه في المقابر أو ما يحاولون تقديمه على أنّه "طيبة قلب" زائدة في مواضع أخرى أيضاً.