تجديد روتيني لـ”اليونيفيل” خلال ساعات.. ولستة أشهر!
Soldiers form the Italian contingent in the UNIFIL patrol the blue line in Lebanon's southern border town of Naqura on the border with Israel, south of Beirut, on February 24, 2018. The UN peacekeeping force in southern Lebanon has made efforts to prevent tension between Lebanon and Israel from escalating into a conflict, warning of continued escalation on the backdrop of oil exploration and construction of a barrier on the border. / AFP PHOTO / JOSEPH EID (Photo credit should read JOSEPH EID/AFP via Getty Images)

Avatarخاص 18026/08/2020
أن لا يُقدم حزب الله روايته لما حصل عند خط الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء الماضي، فهذا الأمر يترك الباب مفتوحاً أمام إحتمالات كثيرة، أبرزها أن رد الحزب على إستهداف أحد مقاتليه على الأرض السورية الشهر الماضي، ما زال مؤجلاً "حتى إشعار آخر".

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال كلمة متلفزة له في مناسبة الليلة السابعة من ليالي عاشوراء، إن ما حصل في جنوب لبنان أمس (الثلاثاء) “هو أمر مهم وحساس لدينا لكن لن أعلق عليه الآن وسأترك ذلك إلى وقت لاحق”.

يعني كلام نصرالله أن رواية حزب الله مؤجلة، فيما أعلن الجيش اللبناني أن “مروحيات تابعة للعدو الإسرائيلي إستهدفت بعد منتصف ليل 25 ـ 26 آب/أغسطس 2020 مراكز تابعة لجمعية “أخضر بلا حدود” البيئية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عبر إطلاق ثلاثة صواريخ في خراج بلدة راميا وثمانية صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب”.

أما رواية الجيش الإسرائيلي فقد أشارت إلى أن طائرات سلاح الجو “شنت فجر اليوم (الأربعاء) غارات ضد عدة مواقع مراقبة تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني، وذلك رداً على إطلاق النار على موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود مع لبنان”، وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي “يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يحدث على أراضيها، وينظر ببالغ الخطورة إلى ما حدث، ويؤكد أن أي محاولة لانتهاك سيادة دولة إسرائيل هي حادث خطر”.

جاءت هذه التطورات قبيل 48 ساعة على موعد الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك في ساعة متـأخرة من مساء يوم الجمعة المقبل، وذلك من أجل التصويت على قرار تجديد التفويض المعطى لقوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان. وعلم موقع 180 أن الإتصالات التي أجراها الفرنسيون في الساعات الأخيرة أفضت إلى تمرير معظم بنود المسودة الفرنسية، فيما تمكن الأميركيون من تمرير نقطة واحدة وهي التجديد لستة أشهر بدلا من سنة واحدة.

وحظيت المسودة الفرنسية بـتأييد الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى لبنان. ومن المقرر أن يتم التصويت بالإجماع على التمديد لقوات “اليونيفيل” لمدة ستة أشهر، أي حتى نهاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل.

وقد فشل الأميركيون في تمرير مجموعة من التعديلات وأبرزها تلك المتعلقة بضمان حرية حركة قوات “اليونيفيل”، بما يتيح لها الدخول إلى مواقع محددة، لم تكن تعطى الإذن بدخولها ومنها بعض المحميات التي أقيمت في عدد من البلدات الجنوبية بإسم جمعية “أخضر بلا حدود”. كما سقط الإقتراح الأميركي القاضي بخفض عديد “اليونيفيل” من 15 ألف ضابط وجندي إلى 11 ألفاً.

الجدير ذكره أن “الإعلام الحربي” في حزب الله أحصى سقوط حوالي 150 قذيفة إسرائيلية (فوسفورية ومضيئة ومدفعية) في محيط القرى الجنوبية المستهدفة وفي منطقة مزارع شبعا المحتلة، فضلا عن إستهداف المروحيات الإسرائيلية محيط بلدتي رامية وعيتا الشعب.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، إلى أن “تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن خلية قناصين تابعة لحزب الله، أطلقت النار من مسافة 200 متر تقريباً، لكن الرصاص كان بعيداً جداً عن إصابة جنود إسرائيليين كانوا ينفذون مهمة موضعية، وتحت مفهوم وجود تهديد وتم وصف طريقة عملهم بأنها جيدة”.

في الخلاصة، قال ليف رام إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشي بأن حزب الله سيستمر في محاولة استهداف جنود على طول الحدود”، فيما اعتبر المحلل العسكري في موقع “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي أن “إطلاق النار باتجاه قواتنا كانت خطوة متعمدة بادر إليها حزب الله، الذي قنص نشطاؤه قوة للجيش الإسرائيلي كان تنفذ نشاطاً عملانياً عند الحدود، وعلى ما يبدو أن هذا كان كميناً بالقرب من موقع موجود عند محور تسلل محتمل من لبنان”.

ووصف بن يشاي القصف الإسرائيلي بأنه “بطاقة حمراء ساطعة لحزب الله، الذي يبدو كمن استوعب الوضع الناشئ: هذه محاولة فاشلة أخرى من جانبه لشن هجوم، وفي المرة القادمة سيكون رد إسرائيل أشد وبموجب درجات التصعيد. فعلى التسلل إلى مزارع شبعا، رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار بهدف دفع خلية حزب الله إلى الهروب من الأراضي الإسرائيلية من دون التسبب بخسائر بشرية. والليلة الماضية، كان رد الجيش الإسرائيلي مدمراً، وللمرة الأولى منذ سنوات استهدفت مواقع مراقبة لحزب الله، ولأنه لم يتواجد فيها أحد، دُمرت المواقع من دون تسجيل إصابات”!

وشرح بن يشاي ما جاء في بيان الناطق العسكري الإسرائيلي، صباح اليوم (الأربعاء)، بأن “أي محاولة لخرق سيادة دولة إسرائيل هو حدث خطير”، بأنه يدل على أن الجيش الإسرائيلي “يعرف بشكل مؤكد أن حزب الله بادر إلى عملية القنص، وأنه في المرة القادمة بإمكان إسرائيل الرد ليس فقط باتجاه مواقع المراقبة لحزب الله عند خط الحدود، وإنما استهداف أهداف أخرى وبوسائل متنوعة أيضا، وليس فقط بواسطة مروحيات قتالية وطائرات أخرى. وفي المرة المقبلة، إذا أصر حزب الله على تجاهل الرسالة، قد تكون النتيجة أخطر، برغم أن كلا الجانبين لا يريدان التصعيد”.

إقرأ على موقع 180  مركز دايان: فتح وحماس مُهدّدان.. وأسئلة ما بعد عباس

وختم بن يشاي بالقول “يوجد أكثر من 100 ألف مستجم ومتنزه في الشمال، من ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته في صفد، وبرغم ذلك لا يمكن لإسرائيل السكوت على خرق ثان خطير للهدوء عند الحدود غايته استهداف الجيش الإسرائيلي. وهذا هو سبب مهاجمة الجيش الإسرائيلي لمواقع مراقبة لحزب الله، لأول مرة منذ سنوات”.

وأشار المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط، إلى أنه “تواجدت خلية (حزب الله) في المنطقة والقوات (الإسرائيلية) لا تعلم إذا نجحت بالفرار، أو أنها تنتظر تطورات. ووفقا للتاريخ عند الحدود، فإن حزب الله قادر على تنفيذ عملية تضليل ومماطلة بحيث الهجوم النوعي يكمن للجيش الإسرائيلي في نقطة ضعف (موقع) أخرى تماما”.

ورأى بوحبوط أن “إطلاق القذائف استمر لساعات وبدا كأنه بدون فائدة. وخاصة عندما سقطت قطع من القذائف المدفعية داخل قرى لبنانية. وتصاعدت الدراما عندما استيقظ مئات آلاف المتنزهين في الشمال، وقسم منهم في خيام وقسم آخر في غرف فندقية، على أصوات الانفجارات، ولكنهم بقوا في إجازاتهم ولم يسارعوا إلى الهروب”.

واعتبر بوحبوط أن “الجيش الإسرائيلي قرر أمس أيضا احتواء الحدث وعدم التدهور إلى أيام قتالية أو حرب، وإنما الاكتفاء بإطلاق نار باتجاه مواقع حزب الله. وإطلاق النار هذا يشكل إهانة لحزب الله، ولكن بشكل تناسبي جدا. وهذه الأحداث تدل على عدة أمور بالنسبة للجيش الإسرائيلي: ينبغي تعزيز الردع مقابل حزب الله، وليس في سوريا فقط وإنما في لبنان أيضا؛ وتحسين نقاط الضعف التي سمحت بإطلاق النار باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي بمحاذاة (مستوطنة) المنارة” (قبالة بلدتي ميس الجبل وحولا).

وقال مراسل القناة 12 العبرية نير دفوري إن الجيش الإسرائيلي “يعتقد أن حزب الله سيواصل تنفيذ هجمات في المنطقة الحدودية الشمالية في المستقبل القريب” (الوكالات، خاص 180).

Print Friendly, PDF & Email
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  لم تولد المرأة اللبنانية في 17 تشرين