الإنتخابات النقابية.. وإنحسار أحزاب السلطة

أعطت الانتخابات الطلابية في الجامعات اللبنانية الخاصة، إشارات سلبية لكل من احزاب السلطة والمعارضة، مثلها مثل انتخابات نقابة المحامين ومندوبي رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، وفرضت ضرورة اعادة نظر في البرامج والأطر والخطاب، بعدما باتت طروحات معظم هذه الأحزاب بضاعة بائرة لا تجد من يشتريها.

سارعت احزاب السلطة في لبنان بعد انتخابات نقابة المحامين التي كانت تتويجا للحراك الشعبي الذي انطلق في ١٧ تشرين الاول/ أكتوبر ٢٠١٩، الى اعادة النظر في ممارساتها النقابية والسياسية، بعدما وجدت نفسها في حالة انفصام بين جمهورها الذي كان قلبه مع شعارات التغيير والاصلاح السياسي، وبين المصالح والمنافع الخاصة التي تؤمنها هذه الاحزاب لمحازبيها وازلامها.

في حلقة ضيقة جمعت حزبيين سابقين ونشطاء حاليين في الحراك الشعبي، في نهاية العام ٢٠٢٠، جرت مراجعة نقدية لتجربة الحراك  الشعبي، مضافا اليها ما تركته جائحة الكورونا بقديمها والمستجد منها، وحكايات اللبنانيين مع المصارف، واساليب النظام في انتزاع اللقمة من فم المواطن، ومشاركته في ما تبقى من رصيده في المصرف، باساليب احتيالية مقوننة، لا يسع المواطن المغلوب على امره سوى ابداء علامات استنكار وتعجب مقرونة بهمهمة غير مفهومة وصولاً إلى الرضوخ لقرارات “الحاكم بامر الله والليرة”.

وبما ان قرارات الحاكم “مبرمة” ولا يمكن مناقشتها في ردهات المصارف الواسعة، كما في الحلقات الحوارية الضيقة، لانها غير ذات فعالية، نحا اللقاء نحو تقييم تجربة الحراك الشعبي: مصيرها، وسائلها برنامجها، قيادتها، خطابها والمدى الذي يمكن أن تبلغه ساحات الحراك.

أصر البعض على ان “الثورة” ستعاود انطلاقتها، ولكن بعد حين. يستند اصحاب هذا الرأي إلى تجارب تاريخية، وخاصة الثورة الفرنسية التي لم تعط ثمارها الا بعد حين.

ما ينقص الحراك هو غياب القيادة المسؤولة التي تحمل برنامجا تغييريا واضحا، وليس قيادات “غب الطلب” تأتمر باوامر من “تحت الطاولة”، من بعض احزاب السلطة، او بعض الجهات والمنظمات التي تتحين الفرص للتخريب والإستثمار، فضلا عن بعض الشخصيات والاحزاب التي ركبت موجة الثورة، مع انها ربيبة النظام القائم منذ ما قبل الحرب الاهلية اللبنانية، او انها انبثقت عن احزاب كان لها الدور الرئيسي في تلك الحرب.

خلص المشاركون في الحلقة الى ضرورة فرز قيادة مركزية للحراك، متسلحة ببرنامج سياسي واقتصادي اصلاحي يضع حدا للانهيار الحاصل، من دون اللجوء الى استخدام العنف سبيلا إلى ذلك.

غمز البعض من قناة بعض الاحزاب الجذرية بممالأة حزب الله، من خلال اختراقه بعض اجنحة تلك الاحزاب وتحريك بعض قطاعاتها لصالحه، ومع ذلك، لا يزال البعض يراهن على تلك الاحزاب لقيادة الحراك او اقل ما يمكن، توجيه بوصلته الى الوجهة الصحيحة.

ولم يغب تفجير مرفأ بيروت عن الحلقة الحوارية، باعتبار ما حصل في الرابع من آب/ أغسطس الماضي كان القشة التي قصمت ظهر الحراك، وأرجأت حصاد نتائجه  الى اجل قد يطول.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  لكل لبناني قاتله.. ولبنان هو القتيل الأول
صبحي زعيتر

صحافي وكاتب لبناني

Premium WordPress Themes Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  حكومة "القرصة الأخيرة".. والوجع الاكبر