جميل مطر, Author at 180Post

resource_135054_46397_1713888979.jpg

من التاريخ نتعلم. تعلمنا في الجامعات ومن وقائع التاريخ وسجلاته، أن انحسار القوى الاستعمارية التقليدية وصعود كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لاحتلال مواقع القيادة الدولية، كلاهما الانحسار والصعود، استلزما ليكتملا فترة طويلة تخللها عنف الحروب الدولية وقسوة إجراءات تدمير بنى ومؤسسات وإقامة هياكل جديدة.

ed1a26762528db40050a83cc0472a73f.jpg

كان يُقال إنني ولدت على يد جد الزميل والصديق وزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر، طبيب العائلة الممتدة وعيادته في شارع فاروق، على المسافة الواقعة بين باب الشعرية والعباسية، وُلدت ومعي مرض حساسية قوية. كان بين من اكتشفوا هذا الأمر مبكراً الطبيب الأشهر الدكتور الظواهري في عيادته الكائنة وقتئذ قرب المبنى القديم لجريدة "الأهرام" وبقي معنا يُراقب حالتي ويُشخّص ويُعالجني على امتداد سنوات طفولتي ومراهقتي.

ram.png

أظن أنني نطقت بهذه الكلمات، أو همست بها لنفسي، في كل مرة ركبنا الترام وأنا جالس في حجر أمي في رحلتنا الأسبوعية إلى بيت العائلة في مرجوش. كان المشوار طويلاً، بل وأطول من حقيقته بالنسبة لطفل لا تهدأ حركته ولا يتوقف فضوله برغم أو بسبب انحباسه في حجر أمه وكلاهما محرومان من رؤية معظم ما يدور خارج صالون الحريم في مركبة الترام.

george_trump.1_0.jpg

أصاب المحلل الذي استخدم تعبير "تسونامي" في وصف توقعاته لحال السياسة في الغرب في الآتي من الأيام؛ أيام ما بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وجدتُ نفسي أتفق معه في اختيار التعبير وإن اختلفنا حول كثير من اختياراتنا لدوافع هذا الاعصار أو لمحركاته.

9998937653.jpg

قبل ثلاثين عاما أو أكثر كانت الآمال ما تزال كبيرة في أن النظام الإقليمي العربي قادر على الصمود في وجه تحديات لم تكن قليلة ولا بسيطة. كان النظام العربي في حد ذاته، ناهيك عما يحيط به من كواكب داعمة له أو على الأقل تؤنسه في وحدته، قادرا بالأمل وبحركة الشعوب وقومية دافعة ومدافعة على التصدي لقضايا جاهزة لإضعافه لصالح مشروع نظام إقليمي آخر.

3.jpg

أبدأ بأمي وأبي ليس لأنها عادة كل من يكتبون سيرهم ولكن لأنني عشت بالفعل أذكر لهما الفضل كلما دخل غريب إلى بيتي أو أجلسوني إلى جانب من يكبرني أو اجتمع قوم على مائدة طعام فلا أجلس قبل أن يكتمل جلوس الجميع. أذكر لهما الفضل حتى يومي هذا كلما اشتركت أو أشركوني في مناقشة فكاد صوتي يعلو درجة أو درجتين فوق درجة ما بعد الهمس، أو كلما كلفت نفسي أو كلفوني بنقل حرفي لرسالة. أشهد، بمبالغة بسيطة، أنني لم أتفاجأ بمعظم النصوص من كتاب السيدة ويست بعنوان الإتيكيت ونحن على وشك الالتحاق بالدبلوماسية المصرية.

29.10.2024-cartoon-copy.jpg

غريبٌ أمر الكتابة في هذه الأيام في موضوع الانتقال من نظام عالمي إلى نظام عالمي آخر. ففي كل مرة حاولت الاقتراب من الكتابة فيه قابلتني ضرورة أن أحصّن نفسي وما أنوي كتابته بعدد من الملاحظات، سمها تحذيرات أو احتياطات أو تحفظات. لتوضيح ما أقول أستأذن في طرح تدقيق في العنوان المتصدر لهذه الصفحة؛ آمل أيضاً في أن يمتد الإذن فيسمح لي بنشر تمهيد مرغوب.