جميل مطر, Author at 180Post

700-3.jpg

اكتشفت مؤخراً، بل ومؤخراً جداً، أنه بعد عقود عديدة قضيت بعضها أدرس علوم السياسة وقضيت أكثرها أعمل في جانب أو أكثر من جوانبها وأعيش في دهاليزها ما زالت تحدث أمور وتغيب، أو تحدث وتستقر، ويبقى فهمي لها متعثراً.

800-16.jpg

جرت العادة في بيوتنا، بيتنا وبيوت خالاتي، أن تقضي الخالات مع أطفالهن نهاية الأسبوع مع جدتنا في البيت الكبير الكائن بشارع أمير الجيوش الجواني (مرجوش بالعامية المصرية)، وهو شارع رئيس متفرع من المعز لدين الله الفاطمي من جهة ومن فاروق من الجهة الأخرى. كنت كطفل أتطلع بشغف لنهاية أسبوع أقضيها مع أطفال العائلة، وكلهن بنات باستثناء خالة واحدة كان لها إلى جانب البنات صبيان في مثل عمري ولكنهما كانا يفضلان قضاء نهاية الأسبوع في بيت كبير آخر، بيت يسكنه كل الأشقاء في عائلة الدهان، وهؤلاء كانوا ينجبون عديد الذكور.

Trump-Xi-trade-truce.jpg

المتابع للرئيس دونالد ترامب لا يضجر ولا يمل. أتصور أنه بدون شك ساهم في تسهيل عملية مراقبة انتقال العالم إلى طور جديد ومختلف. صحيح أنه ليس اللاعب الأفضل في هذه المرحلة من لعبة تدوير النظام الدولي ولكنه بالتأكيد اللاعب أو الطرف الأكثر تشويقا وإمتاعا. هو النموذج الأمثل للسياسي الملتزم عقيدة ونظرية القوة في السياسة الدولية والرافض تماما بل والكاره كرها مقيتا للنظرية الأخلاقية.

750-14.jpg

مثلُ كثيرين أحنُ إلى بعض، وليس كل، الماضي. أخشى إن تمنيت عودتي إليه وتحقق التمني أن أجد فيه تفاصيل لم أحبها. أخشى أيضا أن أعود وأنا في هذا العمر وهذا الشكل فينفر من لقائي أصحاب وصاحبات الزمن الذي عدت إليه. أو أعود فلا أجد شجرة الجميز التي غفوت كثيراً من "قيلولاتي" في ظلها، ولا أجد على حافة النهر النخلتين اللتين شدني إليهما عناقهما الصريح والمكشوف، ولا أجد الشاب بائع المثلجات ليحمل لي النبأ السعيد "لقد غيروا العسكري الذي كان يزعج عشاق وعاشقات النخلتين المنحنتين قليلاً في خشوع وجمال". سعيد الصبي البائع بغياب السلطة الجائرة وعودة الخشوع والهدوء الممتع والعشاق إلى المكان.

800-42.jpg

قبل أسابيع كنا شهوداً على سعي الرئيس الأمريكي ليحتفظ بأسبقيته في المشي أمام الحرس الملكي. تساءلنا هل تعمد الرئيس أن يسبق جلالة الملك عند التفتيش على الحرس الملكي المصطف لاستقباله أم أن الملك وقد بلغ من العمر ما بلغ، لم يعد قادراً وربما غير راغب في أن يسابق ضيفه الذي بدا للجميع مصراً على أن يتقدم على الملك أمام ملايين المشاهدين في كافة أرجاء العالم.

4f5f611742cc75b746f5b73a98ab2794.jpg

دائماً ومنذ سنوات مراهقتي ثم شبابي، عشت مغرماً بالمستقبل. أسرني غموضه وغموض كل ما يتعلق به. كم من مرة وقفت وأنا صغير وراء جارة أو قريبة من قريباتي وهي تقرأ الفنجان لأمي أو خالتي. أسمع صفات عن رجل أو سيدة وطفل وصور لقطار أو طائرة لتخلص قارئة الفنجان في النهاية إلى قصة محبوكة وقابلة للتصديق الفوري. صارت إحدى هواياتي متابعة حكايات قارئة الفنجان أو ورق الكوتشينة أو الودع، أستمع بشغف بالغ إلى عمل يدل على براعة في تأليف روايات استناداً إلى "تهيؤات" هي أولاً وآخراً من صنع خيالات خصبة.

war-is-over_.jpg

نفرٌ من الشباب استأذنوا لقضاء الجزء الأخير من يوم الإثنين الماضي عندي نشاهد معاً ونناقش تطورات حكاية صنع السلام في الشرق الأوسط. المناسبة هي زيارة الرئيس دونالد ترامب، صاحب مشروع العشرين نقطة، إلى القدس وشرم الشيخ للحصول على توقيعات عدد مختار من قادة الدول على ما تسمى "خطة ترامب".

57f67a7dbfaf500e3398a9395207821c.jpg

بحكم تنقلي بين عديد الوظائف والمهام تعدد من ساقني الحظ للعمل تحت رئاستهم. منهم الصالح ومنهم الطالح ومنهم جميعًا استفدت. قليل من خلف جروحًا لم تندمل، ولعله من حسن حظي، وحظوظ مرؤوسين عملوا معي من بعدهم، أنها لم تندمل. أعترف هنا، وربما للمرة الأولى، أنني بذلت من الجهد والمثابرة ما يكفي لمنعي من أن أقع ذات يوم في نفس الخطأ أو أرتكب نفس الجرم. أعترف أيضًا، وبالتأكيد ليس للمرة الأولى، أنني مدين بكل حسنة التزمتها ونصر حققته لوالد قام بواجبه وأساتذة في الجامعة اهتموا بإرشادي ورؤساء عمل أخلصوا في عملهم خلقًا وعلمًا وكفاءة ووطنية فكانوا نعم النموذج والمثال.

Here-come-the-clowns-in-Gaza.-BECS.-ARGENTINA..jpg

أيام تاريخية تلك التي نعيشها، كل يوم يمر علينا يترك وراءه علامة جديدة على أن "النظام" العالمي كما "النظام" الإقليمي العربي، انتقل خلال اليوم درجة أو درجات نحو هاوية وفي أحسن الأحوال نحو فوضى أشمل وأوسع مجالاً وأكثر تنوعاً.