الفضل شلق, Author at 180Post - Page 23 of 26

gettyimag-.jpg

جاءهم رجل من أقصى المدينة، من المقلب الآخر من المجتمع. قتلوه. لم يكن منهم. لم يقبلوه كي يكون بينهم. هم قتلة وسارقون ونهابون وطائفيون ومذهبيون. هم أرادوا بلداً ينتج من أجلهم. أرادوا بلداً ينهبونه. أرادوا البلد كما يريد صاحب الشاة أن تسمن فيغتني بلحمها وسمنها وحليبها.

FB_IMG_1597059075102-1280x853.jpg

الفساد مسألة سياسية، وكل ما هو سياسي يتعلّق بالدولة. يتوسع بضمورها، يضمر بتوسعها عمودياً وأفقياً. عندما يسيء أحدهم التصرف في مال صديق له أو شركة يشتغل فيها، تعتبر المسألة أخلاقية وتخضع للقضاء ويلاقي المذنب جزاءه.

capitalism__cartoonist_ibraheem_alawamleh.jpg

أنشأت النيوليبرالية أمميتها. فشلت الطبقة العاملة وأخواتها في إقامة أمميتها. النيوليبرالية تمارس مهامها التي رسمتها لنفسها وهي مراكمة الثروة على حساب الفقراء وعلى حساب من يعملون. الطبقة العاملة والفقراء جرّدوا من كل وسائل النضال تقريباً.

shhhhh_dont_mess_with_the_big_boss___swaha.jpg

التعمية من أهم قواعد النظام اللبناني. على الناس أن لا يروا كي لا يفهموا ما يحصل. سرية المصارف تتطابق تماماً مع سرية تعامل الطبقة السياسية مع شعبها. العِلم، أن تعَلم، معرفة وسلطة. عندما صرت تعرف، صرت تساوي الزعيم في كل شيء. عليك أن تبقى دونه في المعرفة، وأن لا ترى الأشياء كما هي، أو لا تفهمها. كبش الطائفة أفهم من غيره بما يتعلّق بأكباش الطوائف الأخرى. هذه المعرفة، المعلومات، العلاقات العامة، هي صفات تجعل منه زعيماً، والزعامة تكفل له ثروة محترمة.

gettyimages-1183377678-2048x2048-1-1280x906.jpg

تنقسم الطبقة السياسية أحياناً الى موالاة (للحكومة) ومعارضة (للحكومة). هم طبقة واحدة لا تشير انقساماتهم الى تعارض أو تناقض في المصالح بل الى خلل في اقتسام الحصص. الخلل يؤدي الى الدعوة ضد الحكومة لكن ليس لإسقاطها؛ ناهيك بإسقاط النظام ورأسه. حصصهم المعطاة من الحكومة الحاكمة أقل من المطلوب، لكنها حصص نادراً ما تكون خارج حدود اللياقة. هما طرفان لحزب واحد هو حزب السلطة، بالأحرى الطبقة الحاكمة.

gettyimages-1203669541-2048x2048-1-1280x853.jpg

لم تنجح ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر في إسقاط النظام في لبنان (سوى مناورة سعد الحريري الذي استقال هو وحكومته). عاد النظام علينا بحكومة سموها غير سياسية. حكومة إختصاصيين، تقنيين، حياديين. فكان ذلك كذبة كبرى. هي حكومة موظفين. الذين ألّفوها لم يقرأوا التاريخ، لا القديم منه ولا الحديث. ربما لم يسمعوا عن الثورة. لا يعرفون شيئاً عن أسباب الثورة ومؤدياتها. واضح أنهم لا يدركون عبء المرحلة.