لكل منا، نحن محترفي وهواة الكتابة في السياسة الدولية، طريقته الخاصة في التحليل ونقل الرسائل وإخفاء مصادرنا وأهدافنا أو الإعلان عنها.
لكل منا، نحن محترفي وهواة الكتابة في السياسة الدولية، طريقته الخاصة في التحليل ونقل الرسائل وإخفاء مصادرنا وأهدافنا أو الإعلان عنها.
أتجاهل الرنين. أستيقظ وأنام عليه. يعيبون ترددي حيال الأخذ بالنصيحة المغرية، أقطع عن هاتفي الطاقة أو أعزل نفسي عنه أو أعزله عن مدى كل الأسماع. ينصحون أن أذهب إلى حيث يكون وقتما أريد أنا وما أقصره، وليس في الأوقات التى يختارها، وما أكثرها عددا وأطولها أمدا. أمظلوم الهاتف، ومن الظالم؟ نحن أم الأيام؟
أعيش لحظات حساب قريب الشبه بما قرأنا عنه أو اعتنقناه تحت عنوان حساب الملكين. أعترف بأن فى التشبيه تجاوزا أراه محمودا وأن بينهما، الحقيقة والخيال، فجوات واختلافات واسعة ولكن لم تخل واحدة منها أو كلها مجتمعة بجدوى أو متعة الاستغراق فى إجراء حساب على هذا المستوى قبل وقته المقدس.
سمعت وقرأت ما يكاد يلامس مرتبة الشعر في وصف مزايا وخبرات المستر أنتوني بلينكن المرشح لتولي منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.
تمر بنا، الكتابة وأنا، أيام صعبة. اجمع بين الاثنين لأنني وبالحق ورغم جهود فشلت في الفصل بينهما، فشلت على الأقل في المرحلة الراهنة.
قضيت نصيبا معتبراً من حياتي العملية أتابع بشغف تصرفات الولايات المتحدة. عشت سنوات عديدة أسجل توقعات تمس مستقبل دولنا ومجتمعاتنا العربية ضمن توقعات تمس مجمل سياسات ومصالح أمريكا الخارجية. الآن أعيش بعض الوقت أناقش مع متخصصين ومتخصصات مخضرمين ومخضرمات تحليلات ومعلومات تتعلق بمجموعة شواهد تلخص ما يصح أن نطلق عليه عبارة "المسألة الأمريكية".
عشت الأيام الأخيرة من حكم الرئيس دونالد ترامب أحلم بالراحة وأحن إليها. اليوم فقط اكتشفت أنني واحد من كثيرين جداً أنهكهم هذا الرجل. أغلب الذين اتصلوا بي أو اتصلت بهم خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة أعلنوا أنهم قاطعوا بالفعل منذ الصباح الباكر نشرات الأخبار وكل من له صلة بها. أفصح بعضهم وهو يعلن مقاطعة الأخبار عن نيته الامتناع لفترة قد تطول عن حضور الاجتماعات الافتراضية التي بدأت تنهمر علينا الدعوات للمشاركة فيها، كنا قد عشنا أياما عديدة لا نفعل سوى أن نناقش نتائج الانتخابات والتصرفات المتوقعة من الرئيس "المحبط" والخطط التي أعدها لحكم البلاد الرئيس المنتخب وزميلته، وبصددها لا أنكر أن الحديث عن السيدة كاميلا هاريس وماضيها ومستقبلها كان بمثابة فرص نستغلها لنسري عن أنفسنا ونهدئ انفعالاتنا.
قرأت خطاب الرئيس شي الذي ألقاه قبل أسبوعين في إحدى لجان قيادة الحزب الشيوعي الصيني. يومها، إزدادت قناعتي بأن الصين اتخذت قرارها بأن تقابل التصعيد الأمريكي في المنافسة بينهما بتصعيد ليس أقل حزماً. ثم تابعت بالتركيز على السلوك الرسمي للدولتين تجاه بعضهما البعض. رحت أتحسس مواقع التصعيد في التعامل والتغيير في مستوى الخطاب السياسي.
عام جديد يقترب بسرعة مذهلة، السرعة نفسها التي تحركت بها وفاجأتنا كل أحداث عام 2020. لن يختلف عن هذه الأحداث وصول عام 2021. هو حدث من هذه الأحداث، هو صنيعتها بامتياز. أكاد أقرر من الآن أنه سوف يدخل التاريخ باعتباره أحد أهم "التواريخ" في حياة مصر المعاصرة. إنه الموعد الذي سوف يشهد اجتماع أهم وأخطر مكونات ما سوف يؤرخ له تحت عنوان المعضلة المصرية. هذه المعضلة التي شهدت خلال مسيرتها المعقدة على طريق الصعود عديد الإنجازات الحقة والإخفاقات الرهيبة.
عشت ما يقارب القرن، وما زلت أسمع من يردد السؤال الاسخف بين كل ما تردد من أسئلة خلال القرن الماضي. هذه المرة كان السائل واحد من أشهر السخفاء، وأزعم أن لدي من الأسباب ما يجعلني أصنفه بين من يستحقون صفة مجرمي الحرب، إنه بول فولفوفيتز Paul Wolfowitz، الرجل الذي خطط، وحده ثم مع آخرين صرنا نعرفهم، لشن حرب على العراق لغير ما دافع شرعي أو حقيقي، هذه الحرب التي يكاد يجمع كل من أشعلها أنها كانت كيدية وعنصرية ومدمرة.