تدل تجربة الإنتخابات النيابية الأخيرة (أيار/مايو 2022) على أن إلتزام النص الدستوري يتطلب اعادة النظر بتوزيع المقاعد في ضوء الاحصاءات الديموغرافية الجديدة للناخبين وتوزيعهم الطائفي والمناطقي.
تدل تجربة الإنتخابات النيابية الأخيرة (أيار/مايو 2022) على أن إلتزام النص الدستوري يتطلب اعادة النظر بتوزيع المقاعد في ضوء الاحصاءات الديموغرافية الجديدة للناخبين وتوزيعهم الطائفي والمناطقي.
في انتخابات العام 2022 النيابية في لبنان، أثّر تصويت غير المقيمين بصورة كبيرة في مجرى الإنتخابات، وتحديداً على ثمانية مقاعد في سبع دوائر علمًا أن تأثير اقتراع غير المقيمين كان معدومًا في انتخابات العام 2018.
تكتسب المعركة الإنتخابية في دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني) هذه السنة بعداً سياسياً إستثنائياً، لا سيما على صعيد التصويت الشيعي، سواء بسبب تبلور مناخ الإعتراض من خلال اللوائح المعلنة حتى الآن، فضلاً عن التحدي الأبرز المتمثل بقدرة المتنافسين على التحشيد الإنتخابي لرفع نسبة المشاركة، ولا سيما على صعيد قوى 8 آذار. ماذا تقول أرقام العام 2018 في الزهراني؟
تضم دائرة الجنوب الأولى الكبرى دائرتين صغيرتين هما صيدا وجزين. في الحلقة السابقة، عرضنا لمعطيات وأرقام دائرة جزين، وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على أرقام دائرة صيدا التي ستتميز سياسياً في العام 2022 بإنكفاء تيار المستقبل من جهة وقرار اسامة سعد بالترشح ضد لائحة "الثنائي الشيعي" (أمل وحزب الله) من جهة ثانية، الأمر الذي يفتح الباب أمام فرصة وصول مرشح جديد عن المقعد السني في صيدا، فمن سيحالفه الحظ في 15 ايار/ مايو المقبل؟.
تكتسب معركة جزين ـ صيدا في إنتخابات 2022 أهمية خاصة لعوامل عدة، أبرزها غياب النائبة بهية الحريري عن المشهد الإنتخابي للمرة الأولى منذ العام 1992؛ قرار النائب أسامة سعد بالترشح من خارج لائحة الثنائي الشيعي؛ إستمرار حالة الإنقسام في التيار الوطني الحر على صعيد الترشيحات؛ إستمرار تبني الثنائي الشيعي للمرشح الماروني إبراهيم عازار؛ وجود فرصة للتحالف المدني لإحداث خرق في أكثر من مقعد (أسامة سعد ومعه مرشح مسيحي)؛ فضلاً عن عوامل أخرى تتصل بأوزان قوى أخرى كالقوات اللبنانية والكتائب والجماعة الإسلامية إلخ..
تكتسب معركة دائرة بيروت الثانية أهمية إستثنائية في أي معركة إنتخابية، لكنها تكتسي هذه المرة أهمية أكثر إستثنائية في ضوء قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الإنسحاب من معركة الإنتخابات النيابية المقررة في منتصف شهر أيار/مايو المقبل. لماذا؟
في الحلقة الأولى من هذه السلسلة، قدمت مقاربة عامة للمشهد الإنتخابي اللبناني عام 2018. حينذاك، جرت الإنتخابات النيابية للمرة الأولى وفق القانون النسبي بصوت تفضيلي واحد. في الحلقة الثانية هذه، أعرض لأبرز خلاصات نتائج إنتخابات دائرة بيروت الأولى ذات الطابع المسيحي.
شكّلت الانتخابات النيابية عام 2018 منعطفًا في السيّاسة اللبنانيّة إذ إنها اجريت، لأول مرة في لبنان، بموجب قانون معدل اعتمد النسبية كما تصويت غير المقيمين.