
منذ زمن غير بعيد، دخل لبنان نفق اللا حلول. إنه يجتّر تجاربه السابقة، ويراهن على السقوط.. ولقد سقط نهائياً. ولا مرة كان الحل مقنعاً، علماً أن الكلام يصف العجز ويسميه. إلا أن الساحات اللبنانية الطائفية المتعددة، اختارت الحل المستحيل.
منذ زمن غير بعيد، دخل لبنان نفق اللا حلول. إنه يجتّر تجاربه السابقة، ويراهن على السقوط.. ولقد سقط نهائياً. ولا مرة كان الحل مقنعاً، علماً أن الكلام يصف العجز ويسميه. إلا أن الساحات اللبنانية الطائفية المتعددة، اختارت الحل المستحيل.
أيها اللبناني كن واقعياً. ليكن طموحك الكبير، لقمة فقط، لا تطالب بوليمة. تواضع في ما تريده. كن واقعياً جداً. تأقلم مع الفقر. اندمج مع أشباهك الجائعين. لا أحد يحسد أحداً. الجياع جداً يتآخون. لا تعوّل أبداً على أحد، ممن تعرفهم ولا يعرفونك. من تظنهم قادة، يكرهونك. إياك أن تتوسل أحداً منهم. خير لك أن تتسول من أن تتوسل. التوسل مَذَلة.
عادة، نموت ببطء. لماذا أسرعت يا سماح؟ كيف هجرتنا إلى الأبد؟ كنا بحاجة إليك لم تكن شخصاً عابراً. كنت متجذراً وعنيداً ومغامراً. كنت المستحيل الصعب، وتحديته. كنتَ قوياً جداً. لا بل كنت متهورِّاً وجارحاً.
أيهما أهم. حليب الأطفال أم إنعقاد مجلس الوزراء؟ حبة الدواء أم قانون الإنتخاب، الإستشفاء أم اللجوء إلى المجلس الدستوري؟.
قراءة الواقع، الفباء السياسة. الواقع مولود ومولَّد. هو ابن تاريخ متصل ووقائع متناسلة. وهو اساس في تكوين الحاضر بكل تشعباته، ومُولّد للمستقبل بكل احتمالاته. السياسي الذي يطلق الواقع، يرتكب حماقات قد تقوده، ومن معه، إلى محنة، ودم غالباً.
هل نهار الأربعاء أسوأ من يوم الخميس؟ مجنون أنت؟ غداً يوم أسود وأسوأ. لقد خسرنا كل شيء. دمّروا الطبقة الوسطى. سحقوا الفقراء. شرّدوا العائلات. أبادوا الأمل.. ومع ذلك، مطلوب من اللبناني أن يخسر بعد.
إرتكب جورج قرداحي، قولاً سياسياً عادياً، في زمن الغلط. ما قاله، لا جديد فيه ولا هو من إختصاصه ابداً. كان يمكن نسيانه بعد لحظات، لأنه عادي ومكرر ومتداول وتتبناه شرائح مناوئة للسعودية، سواء هنا في لبنان أم في غيره من كيانات الصمت والقمع، حيث اللجام في فم الشعوب العربية، وحيث الكلام ممنوع والتفكير خطر والفعل جريمة والسخرية كارثة والكاريكاتور حرام سياسي.
فلنتأمل أحوالنا في لبنان. ولنتأمل أحوال الاقليم. دولاً وانظمة وشعوباً. إننا في مدار السقوط. الكلمات والكتابات تتحدث عن القيادات والامراء والملوك والرؤساء. قلما نجد كلاماً صريحاً عن الشعوب.
هل هو سوء فهم أو سوء تفاهم؟ الإثنان معاً. اللبنانيون ضحية سوء فهم لمن هم، وسوء التفاهم لما هم. لا بد من الكلام بجرأة. الخوف من الكلام، ظلام وظلم للمجتمع والناس.
هذا هو لبنان الحقيقي، إنه يشبهكم. لبنان الخائف والمخيف مثلكم تماماً. لا أحد يتبرأ منه. إنه بلد مفخخ تماماً، مستعد للدم. في لحظة خلاف، والخلافات ميسورة ومزمنة ولها مستقبل قاتم ودامٍ.