
عادة، نموت ببطء. لماذا أسرعت يا سماح؟ كيف هجرتنا إلى الأبد؟ كنا بحاجة إليك لم تكن شخصاً عابراً. كنت متجذراً وعنيداً ومغامراً. كنت المستحيل الصعب، وتحديته. كنتَ قوياً جداً. لا بل كنت متهورِّاً وجارحاً.
عادة، نموت ببطء. لماذا أسرعت يا سماح؟ كيف هجرتنا إلى الأبد؟ كنا بحاجة إليك لم تكن شخصاً عابراً. كنت متجذراً وعنيداً ومغامراً. كنت المستحيل الصعب، وتحديته. كنتَ قوياً جداً. لا بل كنت متهورِّاً وجارحاً.
أيهما أهم. حليب الأطفال أم إنعقاد مجلس الوزراء؟ حبة الدواء أم قانون الإنتخاب، الإستشفاء أم اللجوء إلى المجلس الدستوري؟.
قراءة الواقع، الفباء السياسة. الواقع مولود ومولَّد. هو ابن تاريخ متصل ووقائع متناسلة. وهو اساس في تكوين الحاضر بكل تشعباته، ومُولّد للمستقبل بكل احتمالاته. السياسي الذي يطلق الواقع، يرتكب حماقات قد تقوده، ومن معه، إلى محنة، ودم غالباً.
هل نهار الأربعاء أسوأ من يوم الخميس؟ مجنون أنت؟ غداً يوم أسود وأسوأ. لقد خسرنا كل شيء. دمّروا الطبقة الوسطى. سحقوا الفقراء. شرّدوا العائلات. أبادوا الأمل.. ومع ذلك، مطلوب من اللبناني أن يخسر بعد.
إرتكب جورج قرداحي، قولاً سياسياً عادياً، في زمن الغلط. ما قاله، لا جديد فيه ولا هو من إختصاصه ابداً. كان يمكن نسيانه بعد لحظات، لأنه عادي ومكرر ومتداول وتتبناه شرائح مناوئة للسعودية، سواء هنا في لبنان أم في غيره من كيانات الصمت والقمع، حيث اللجام في فم الشعوب العربية، وحيث الكلام ممنوع والتفكير خطر والفعل جريمة والسخرية كارثة والكاريكاتور حرام سياسي.
فلنتأمل أحوالنا في لبنان. ولنتأمل أحوال الاقليم. دولاً وانظمة وشعوباً. إننا في مدار السقوط. الكلمات والكتابات تتحدث عن القيادات والامراء والملوك والرؤساء. قلما نجد كلاماً صريحاً عن الشعوب.
هل هو سوء فهم أو سوء تفاهم؟ الإثنان معاً. اللبنانيون ضحية سوء فهم لمن هم، وسوء التفاهم لما هم. لا بد من الكلام بجرأة. الخوف من الكلام، ظلام وظلم للمجتمع والناس.
هذا هو لبنان الحقيقي، إنه يشبهكم. لبنان الخائف والمخيف مثلكم تماماً. لا أحد يتبرأ منه. إنه بلد مفخخ تماماً، مستعد للدم. في لحظة خلاف، والخلافات ميسورة ومزمنة ولها مستقبل قاتم ودامٍ.
هل أنت جائع؟ هل فقدت مدخراتك؟ هل تقزم راتبك ونحل؟ هل شعرت بالذل على عتبات محطات الوقود؟ هل سفكت عرقاً وألماً لتجد دواء وما استطعت شراءه؟.. هل تبتسم احياناً. أزارك الإحباط، أراودك اليأس؟ اين وضعت قبضة يدك؟ من أنت لتتحمل ما لا يُحتمل؟
الحكومة محكومة. وزراؤها محكومون. يعوّل عليها قليلاً جداً. مرجعياتها حاكمة، كلمة واحدة أو موقف واحد، كافٍ لزرع الشقاق بين أعضائها، وهذا ليس جديداً. السلطة الفعلية في مكان، والحكومة في مكان آخر. أوصياؤها يقظون جداً. ممنوع المس بمكانة ومصالح هؤلاء. لذا، لن نتوقع كثيراً كالعادة.