
أبحث عن المؤامرة ولا أجدها. بالمؤامرة نتنصل من المسؤولية. ما يحدث في لبنان ليس نتاج مؤامرة أو مؤامرات. ما يحدث هو سياسات معلنة، مزمنة، وفاتكة.
أبحث عن المؤامرة ولا أجدها. بالمؤامرة نتنصل من المسؤولية. ما يحدث في لبنان ليس نتاج مؤامرة أو مؤامرات. ما يحدث هو سياسات معلنة، مزمنة، وفاتكة.
لندخل في صلب الموضوع. لنعد الى ذاكرتنا. لم تثقب بعد. ما زلنا نسكن في القرن العشرين وما بعده من عقود. لكل قرن رصيف، والرصيف الثاني يبدو معتماً أكثر من القرن العشرين. فلنحمل أجسادنا معنا. أجسادنا المنهكة والمتعبة. علينا ألا نخجل من اخفاقاتنا. ولنتوقف عن التبرير، وكله كاذب وفاشل.
قرنٌ مضى، والعرب مقيمون في المستحيل. أعظم انجازاتهم مراكمة الفشل. بعد مائة عام، صارت القارة العربية، مقيمة في الشتات والعبث. لبنان برهن أنّه وفيّ لأصوله الانحطاطية. هذا الكلام، ليس تعسفياً. فاز الانحطاط ونُحرت الحداثة وقُتل روادها، وذهبت النضالات هباءً.
يبدو أن الأفق مغلق. لن نستعيد لبنان الذي مضى، ولا إرهاصات تفصح عن بصيص أمل. بات معروفاً أن لبنان مات مراراً ثم عاد، لكن بصورة أكثر تشوهاً وبؤساً. دائماً، كان ماضيه البائس أفضل من حاضره التاعس ومستقبله الأعمى.
هذه ليست مبادرة. انها إنذار خليجي اميركي. الرغبة "اسرائيلية". اليد كويتية، والحبر خليجي، والنص مترجم في بعض فقراته، من أدبيات سياسية دولية.
قيل لي: مقالاتك جنازة كلامية، كـأن لا ينقصنا عذاب أو تعذيب. توقف عن اليأس. اشفق على البؤساء ولا تزدهم بؤساً. اترك في هذه العتمة بصيص أمل. لماذا تريد أن نموت قهراً. ما نعيشه من بؤس وفاقة كاف.
ماذا بقي للبنانيين؟ لا تسأل. إنسَ. الناس جدران متحركة. البلاد كانت موعودة. أضحت موؤودة. اختصر الكلام. لا لغة تعبر عن الموت الناشط.. إنسَ. نحن أموات نحث الخطى نحو اللاشيء.. إنسَ.
لم نصل بعد الى نهاية الأسئلة، ولا تجرأنا على طرح أسئلة جديدة. الظن الغالب أن الاسئلة السياسية كافية وفائضة. السياسة هي الأب المريض للجسد اللبناني المفتت. وإذا ما طرح سؤال، أُجيب عليه بالسياسة، وكأنه بقي بلا جواب. لا إضافة على ما قيل وما يقال وما سيقال. الاعلام يجتر المشهد المعاد والمأزوم والكارثي. السياسيون رابضون في مواقعهم. يستأسدون. يناوشون ولا يتجرأون بعد على العنف.
تجرأ اللبنانيون على المستحيل. ما كان أحد يظن أن تصل العداوة، إلى طلب الطلاق أو الهجر.