قيل لي: مقالاتك جنازة كلامية، كـأن لا ينقصنا عذاب أو تعذيب. توقف عن اليأس. اشفق على البؤساء ولا تزدهم بؤساً. اترك في هذه العتمة بصيص أمل. لماذا تريد أن نموت قهراً. ما نعيشه من بؤس وفاقة كاف.
قيل لي: مقالاتك جنازة كلامية، كـأن لا ينقصنا عذاب أو تعذيب. توقف عن اليأس. اشفق على البؤساء ولا تزدهم بؤساً. اترك في هذه العتمة بصيص أمل. لماذا تريد أن نموت قهراً. ما نعيشه من بؤس وفاقة كاف.
ماذا بقي للبنانيين؟ لا تسأل. إنسَ. الناس جدران متحركة. البلاد كانت موعودة. أضحت موؤودة. اختصر الكلام. لا لغة تعبر عن الموت الناشط.. إنسَ. نحن أموات نحث الخطى نحو اللاشيء.. إنسَ.
لم نصل بعد الى نهاية الأسئلة، ولا تجرأنا على طرح أسئلة جديدة. الظن الغالب أن الاسئلة السياسية كافية وفائضة. السياسة هي الأب المريض للجسد اللبناني المفتت. وإذا ما طرح سؤال، أُجيب عليه بالسياسة، وكأنه بقي بلا جواب. لا إضافة على ما قيل وما يقال وما سيقال. الاعلام يجتر المشهد المعاد والمأزوم والكارثي. السياسيون رابضون في مواقعهم. يستأسدون. يناوشون ولا يتجرأون بعد على العنف.
تجرأ اللبنانيون على المستحيل. ما كان أحد يظن أن تصل العداوة، إلى طلب الطلاق أو الهجر.
منذ زمن غير بعيد، دخل لبنان نفق اللا حلول. إنه يجتّر تجاربه السابقة، ويراهن على السقوط.. ولقد سقط نهائياً. ولا مرة كان الحل مقنعاً، علماً أن الكلام يصف العجز ويسميه. إلا أن الساحات اللبنانية الطائفية المتعددة، اختارت الحل المستحيل.
أيها اللبناني كن واقعياً. ليكن طموحك الكبير، لقمة فقط، لا تطالب بوليمة. تواضع في ما تريده. كن واقعياً جداً. تأقلم مع الفقر. اندمج مع أشباهك الجائعين. لا أحد يحسد أحداً. الجياع جداً يتآخون. لا تعوّل أبداً على أحد، ممن تعرفهم ولا يعرفونك. من تظنهم قادة، يكرهونك. إياك أن تتوسل أحداً منهم. خير لك أن تتسول من أن تتوسل. التوسل مَذَلة.
عادة، نموت ببطء. لماذا أسرعت يا سماح؟ كيف هجرتنا إلى الأبد؟ كنا بحاجة إليك لم تكن شخصاً عابراً. كنت متجذراً وعنيداً ومغامراً. كنت المستحيل الصعب، وتحديته. كنتَ قوياً جداً. لا بل كنت متهورِّاً وجارحاً.
أيهما أهم. حليب الأطفال أم إنعقاد مجلس الوزراء؟ حبة الدواء أم قانون الإنتخاب، الإستشفاء أم اللجوء إلى المجلس الدستوري؟.
قراءة الواقع، الفباء السياسة. الواقع مولود ومولَّد. هو ابن تاريخ متصل ووقائع متناسلة. وهو اساس في تكوين الحاضر بكل تشعباته، ومُولّد للمستقبل بكل احتمالاته. السياسي الذي يطلق الواقع، يرتكب حماقات قد تقوده، ومن معه، إلى محنة، ودم غالباً.