لا يتلخص الانقسام الأمريكى الفادح فى الكراهيات المتبادلة، التى أفلتت عن كل قيد، بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، أو بين رئيسين حالى وسابق يطمح كلاهما للمقعد نفسه فى الانتخابات المقبلة. ما هو تحت السطح أخطر وأفدح.
لا يتلخص الانقسام الأمريكى الفادح فى الكراهيات المتبادلة، التى أفلتت عن كل قيد، بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، أو بين رئيسين حالى وسابق يطمح كلاهما للمقعد نفسه فى الانتخابات المقبلة. ما هو تحت السطح أخطر وأفدح.
لسنوات طويلة اختزلت حرب أكتوبر (1973) فى رجلين: «أنور السادات بطل الحرب والسلام»، ثم «حسنى مبارك بطل الضربة الجوية الأولى». كان ذلك إجحافا بالقادة العسكريين الذين خططوا ودربوا وقاتلوا، وبعضهم لامست سيرته الأساطير، كما كان إجحافًا ببطولات الجنود الذين قدموا من قلب الحياة المصرية وضحوا بحياتهم حتى يرفع البلد رأسه مجدداً.
"راض بما أديت من دور فى خدمة المهنة، وفى خدمة الوطن، وفى خدمة الأمة. ثم أننى سعيد أن الظروف أتاحت أن أشارك وأعيش سنوات الإشراق فى المشروع القومى العربى، الذى قاده ذلك الصديق الحبيب إلى قلبى، والأثير عندى.. جمال عبدالناصر".
بعد خمسين سنة من حرب أكتوبر (1973)، يُطرح سؤال الوثائق نفسه مجدداً: لماذا يحجب حتى الآن أرشيف الحرب؟
كأننا أمام عصر كامل من الانقلابات العسكرية فى القارة الأفريقية؛ ففى زهاء ثلاث سنوات تتابعت ثمانية انقلابات بغرب القارة ووسطها واحدا إثر الآخر في ما يشبه ألعاب الدومينو، كان آخرها انقلابات مالى وبوركينا فاسو والنيجر وأخيرا الجابون.
في بلد متصدع، مأزوم ومحاصر، يوشك على الانهيار تحت ضغط تحدياته، واحتقاناته الاستراتيجية والاقتصادية والطائفية، تأكدت مسئولية الصحافة، وضروراتها حتى لا يفقد بوصلته وقدرته على البقاء حيا.
بتوقيته ورسالته لم يكن «أوبنهايمر» مجرد شريط سينمائى متقن فنيا حاز إقبالا جماهيريا حيثما عرض. إنه رسالة من الماضى المروع بقنبلتى «هيروشيما» و«نجازاكى» الذريتين إلى الحاضر المهدد بحرب نووية مدمرة على خلفية احتدام الأزمة الأوكرانية دون أفق سياسى يوقف تصعيدها.
كأنه مشهد مقتطع من التراجيديات الإغريقية بدت فيه السيدة التسعينية «حورية درويش» مستغرقة فى أحزانها، الألم يعصف بها على فقد ابنها «الغالى» كما كانت تصفه دائما، وتوأمه الشعرى «سميح القاسم» يتقدم نحوها ليعزيها ويعزى نفسه.
إنه التنازع الدولى على القوة والنفوذ فى القارة الإفريقية. لا يوجد سبب جوهرى آخر يستدعى كل هذه التعبئة السياسية والإعلامية والتوسع فى فرض العقوبات الاقتصادية المشددة والتلويح بتدخل عسكرى من دول الجوار إثر انقلاب فى النيجر.
فى توقيتها وظروفها اكتسبت القمة الروسية الأفريقية الثانية، التى انعقدت فى سان بطرسبورج، طابع المواجهة الدولية المفتوحة على القوة والنفوذ.