أنس الشريف Archives - 180Post

2166106485.jpeg

كان أنس الشريف يبلغ من العمر 28 عامًا. متزوج وأب لطفلين؛ طفلة صغيرة تدعى شام، يعرفها كل من يتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي لحبه الشديد لها، وطفله الأصغر صلاح. أَنَس مات. كان قد أصبح المراسل الرئيسي لقناة الجزيرة في غزة بعد إجلاء وائل الدحدوح. وقد قُتل عنوة على يد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد 10 أغسطس/آب 2025 مع أربعة من زملائه (محمد قريقع، ابراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، ومحمد نوفل) إضافة إلى صحفي مستقل آخر، هو محمد الخالدي. ذهب جميعهم ضحية قصف إسرائيلي لخيمة للصحفيين بجوار مستشفى الشفاء.

750-10.jpg

تفرض تغطية الحرب الاسرائيلية على غزّة إعادة النظر في مفهوم "المراسل الحربي"، وحتى في تعريف القواعد المهنية التي أرستها المدارس الغربية للعمل الصحافي. الدروس النظرية عن الحياد تعني في غزّة شراكة في الجريمة، وأهمية المحافظة على الحياة تسقط أمام حرب إبادة لا يشكل فيها الانسحاب من التغطية خيارًا. في غزّة، الصحافيون لا يملكون ترفًا مماثلًا. هذا ما عبّر عنه الصحافي الشهيد أنس الشريف، في نصّين يستحقان التوقف عندهما

Israel-killling-of-journalists-in-Gaza-1280x853.jpg

فى صباح لم يبدأ بعد، برغم أن الصباحات والمساءات فى غزة متشابهة حد الوجع المُزمن، فلا شىء سوى مزيد من القتل والتجويع والمرض والصواريخ ورصاص القناصة يصطاد الأطفال كما الكبار وهم يقفون طوابير طلباً لمساعدات قد لا تصل، بل هى مصيدة أخرى ضمن خدع حرب الإبادة.

Anas-Shareef1.jpeg

كنت قد حلمتُ به قبل يومين في حلمٍ غامض، دار بيننا سلامٌ وأسئلة، وقد أوصيته بنفسه. وجدتني لهذا السبب أيضاً، ولرهبة وبرجفة الغموض المُحرّك، معنيةً أكثر بالكتابة. أنس الشريف، لم يُغتل في زمن الإبادة وحسب، بل قُتل- ومن معه- عمداً في زمن انكشاف الإبادة، وهنا كلّ المعضلة.