ملاك عبدالله, Author at 180Post

566566565656556565.jpg

كلُ ما سأكتبه الآن، أكتبه للغد. أكتبه بالدرجة الأولى لفلذات كبدي، سارة وكيندة وعلي، لو قُدّر لهم البقاء، إذ مرّ حين من الوقت - بعد أن سجّلت موقفي من الأحداث - قلّ فيه اقتناعي بجدوى الكتابة في ظلّ ما يقرّره أهل الميدان والقرار، وما يكتبون مشهده ويتركون أثره في عقول ونفوس المراقبين. لكن، للزّمن حقّه، وللنّاس سرديّاتهم الذّاتية، ولي واجب استكمال موقفي ورؤيتي، وحقّ على الأولاد أن يعرفونها تمام المعرفة، تماماً كما حقّهم بالمغايرة في الرأي بعد سعيٍ منهم للمزيد من المعرفة والاطلاع والتّحقّق.

94131e168785c2781cd869923f4ecad9.jpg

هل أهملنا المساعي نحو بناء الدّولة في العالم العربي؟ هل ارتدّينا إلى أفكار شبيهة بالأفكار الشّموليّة المؤّسسة للكثير من الاستلابات والمظالم؟ هل نحن نعيش ارتكاسةً حقيقيّة في الوعي العام بعد الأحداث التي وقعت في غزّة، أم أنّ الحدث الغزّاويّ أعاد تشكيل الأولويّات وفحص السّرديّات بالشّكل الذي زعزع البنى "الحداثويّة"، ويكاد يعيد للبنى التّقليديّة دورها وفعاليّتها، أم أنّ مبنىً ثالثاً أخذ يشقّ طريقه؟

سلايدر-6.jpg

يطوي إبهامه وسبابته على شكل دائرة، يقترب من الكاميرا: "هلقدي، هيك دائرة، العالم كلو مش قادرلها، عشانا أبطال.. حماك الله يا غزة. علمتي كل العالم الرجولة". كانت هذه كلمات فتى غزاوي، خرج من تحت الأنقاض ناعياً أمه وإخوته.

IMG_7691.png

هي مدرسة وائل الدحدوح وأكثر. وقف مؤمن الشرافي، مراسل تلفزيون "الجزيرة"، ينعي واحداً وعشرين من أهله على الهواء مباشرة. نعاهم، وأكمل عمله. زميله في القناة نفسها، أنس الشريف، نعى بالأمس والده الذي استشهد في مخيم جباليا وهو يؤدي الصلاة.. على الدرب نفسه، نعى مراسل تلفزيون "فلسطين" في غزة سلمان البشير زميله محمد أبو حطب وكل أفراد أسرته. صحافيون يقولون أنظروا هنا دماء أهلنا، ويتابعون الطريق بإصرار لفضح همجية الصهيوني وعدوانيته.

4dee74552f853d9b75883427.jpg

يُفترض أن تُتوج هدنة حرب غزة بتحرير حوالي 150 طفلاً وامرأة فلسطينيين من سجون الاحتلال. تبادلٌ للأسرى كرَّس النّدّية في صراع الفلسطينيين ضد المحتل الإسرائيلي، وفضح أمام المشاهد الغربي المستجد همجية احتلالٍ سجن أطفالاً ونساءً بتهم بخسة: الرمي بالحجارة!

Screen-Shot-2023-11-08-at-1.11.02-PM.png

يوم وقع الطفل المغربي ريان في البئر، فاضت المشاعر الإنسانية من كل بقاع الأرض لأجله، حُبست الأنفاس انتظاراً، ثم انقضت الأيام، ومات. اليوم، يئنّ أطفال كثر في غزة تحت الرّكام طالبين النجدة، ثمّ تنقضي الأيام.. ويموتون. 

000_Nic6423155-e1425201790318-635x357-1.jpg

قلّما يعير الداعون للسلام أهمية للأيديوجيا الصهيونية.. هم طيّبون جداً ولا يحبون الدّم ومشاهد الأطفال الخائفة. دعاةُ سكينة واطمئنان، إلى درجة أنهم يُسقطون، سهواً وبراءة، الأيديولوجيا الصهيونية من قاموسهم، على عكس ما يفعلون مع حركات المقاومة، وجُلّ من لا يسهو طبعاً!