
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي عراق العام 2022 سياسياً كما انتهى إليه، بخروج السيد مقتدى الصدر من لعبة السلطة السياسية نسبياً وأن يهدي مقاعده النيابية إلى خصومه في السياسة بالمجان تقريباً.
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي عراق العام 2022 سياسياً كما انتهى إليه، بخروج السيد مقتدى الصدر من لعبة السلطة السياسية نسبياً وأن يهدي مقاعده النيابية إلى خصومه في السياسة بالمجان تقريباً.
الأحداث التي تجري في العالم، القريب منه كما البعيد، تعيدنا بالضّرورة إلى خلفيتنا الفكريّة، لا لنقيس على أساسها مواقفنا وآرائنا وحسب، بل لنبش المفاهيم الأساسيّة التي ننطلق منها.
لم يُكتب للعراق الاستقرار منذ أول حكومة عراقيّة تشكّلت بعد الاحتلال الأميركي عام 2005، ولن يُكتب له ما دامت السياسة العراقية رهينة إرادة غلبة وانقسامات طائفية وتجاذبات اقليمية، وما دام العراق دولة شبه منقسمة على ذاتها، دون أن يُبتَدع مخرجٌ ما للشرذمة غير ما يعرف ببروتوكولات التّعايش والتّوافق والوحدة الوطنية و"الثلث المعطل"!
يقول وزير المال اللبناني الأسبق الياس سابا إنه في فترة الحرب الأهليّة، عندما فُقدت المواد الغذائيّة، واضطرّ النّاس إلى الاكتفاء بأكل كسرات الخبز، أبلغ زوجته بأنه توصّل حينها إلى خلاصةٍ واقعيّة مفادها أن لا حدّ لقدرة الإنسان على التّكيّف.
لم تكن إنتخابات 2021 في العراق مفصلية كما سيق لها من شعاراتٍ وآمال. لن تؤسس لواقع جديد بقدر ما تُعبّر عن واقع بلد مأزوم، وما نسبة الاقتراع المخيبة للتوقعات إلا إعلاناً بأن البديل الجدي عن الواقع السياسي الحالي لم ينضج بعد.
يدلي المواطنون العراقيّون اليوم (الأحد) بأصواتهم في خامس انتخابات تجرى في تاريخ عراق ما بعد غزوه أميركياً عام 2003، في ظلّ مناخٍ فرضه الحراك التشريني الاحتجاجي الشعبي الذي اندلع قبل عامين، وكان عاملاً ضاغطاً في تقريب موعد الانتخابات عن موعدها الطّبيعي في العام 2022.
سواء أفرزت الانتخابات العراقية المقررة الأحد المقبل واقعاً سياسياً جديداً أم لم تفرز، فإنّ المرتجى منها أن تكون انتخابات مغايرة عما سبقها. الدلالات على ذلك كثيرة، وليس الحرص البالغ على ضمان نزاهتها إلا أحدها.. وأوضحها.
تفتح الإنتخابات العراقية العين على مروحة واسعةً من القضايا، لا سيما وأن الساحة العراقية تعكس بامتياز تناقضات المنطقة وتقاطعاتها مثلما تنسحب معطياتها على غيرها من الساحات المجاورة.
عشرة أيامٍ تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي العراقي.. يكاد العراق راهناً أن يكون "بيضة القبان" في الإقليم. إليه تُوجّه الأسئلة الصّعبة، ومنه ترسم ملامح لأجوبة محتملة.
أياً كانت المواقف والملاحظات التي قد يسجلها البعض على سياسات حزب الله، فإنه ومن باب توصيف المشهد، لا يمكن القول إلاّ أنّ خطوة استجلاب البواخر الإيرانية أدّت وظيفتها السياسية بامتياز، عدا عن وظيفتها الخدماتية.