الاحتلال Archives - 180Post

750-10.jpg

أشرت مراراً إلى أنّ مشروع "بناء الدّولة"، أي دولة المواطَنة العصريّة وذات السّيادة، بات أمراً ضروريّاً في هذا الزّمان، خصوصاً بعد تمدّد وتمكّن - وربّما تجذّر - بعض المفاهيم اللّيبراليّة المعاصرة الكبرى، وعلى رأسها "الشّعور الفرديّ" كما فصّلنا الشّرح وبرّرنا التّسمية في ما سبق. ولكن، وخصوصاً في لبنان وفي مشرقنا العربيّ حاليّاً، نحن أمام خطر استخدام القوى الاستعماريّة الكبرى - المتجدِّدة - لهذا المفهوم، أي "بناء الدّولة" (مع التّبسيط)، كما جرت العادة منذ بداية العصور الأوروبيّة الحديثة تقريباً.. استخدامه، إذن، لمجرّد تحقيق المصالح والأهداف الاستغلاليّة والاحتلاليّة والاستعماريّة.

walid-dakka.jpg

درج أدباء في العديد من الثقافات العالمية على اعتماد الكتابة المتوسلة بلسان الحيوان لتمرير رسالة ما ضد حاكم فاجر أو مجتمع ظالم، فيحكي القط والكلب والأرنب والعصفور والحمار مع الإنسان والشجر. الإنسان الذي بات في ظل القهر والاستبداد والاحتلال حيواناً غافلاً وصامتاً عن حقوقه، حتى عن المُطالبة بلقمة عيش بسيطة لا تتعدى رغيف خبز يابس وكمشة طحين حاصرهما محتل غاصب.. وجار صامت.