
كم صعب أن أكتب عنك؛ كم من طاقة أحتاجها حتى أشحن ذاتي لأصدّق أنك لست هناك في ذاك الزاروب الذي كنّا نمرّ على رصيفه المتواضع كلّ يوم، زرافات ووحدانَا. ولو أشهرَ هذا الزاروب إسم قاطنه لبتنا كالعاشق الذي لا يُغادر أسفل شرفة معشوقته.
كم صعب أن أكتب عنك؛ كم من طاقة أحتاجها حتى أشحن ذاتي لأصدّق أنك لست هناك في ذاك الزاروب الذي كنّا نمرّ على رصيفه المتواضع كلّ يوم، زرافات ووحدانَا. ولو أشهرَ هذا الزاروب إسم قاطنه لبتنا كالعاشق الذي لا يُغادر أسفل شرفة معشوقته.
خريطة لبنان يتوسطها العلم اللبناني ويُزنّر جنوبها صورة المدينة الرياضيّة خلال تشييع جثمان السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 شباط/فبراير 2025؛ غلافٌ لرسّام مجهول الإسم، يحمل بين دفتيه كتاب مصطفى بيرم (297 صفحة من القطع الوسط)، الصادر عن دار المحجة ببيروت، تحت عنوان "حزب الله 2025-الولادة الثانية-مرحلة جهاد التبيّين".
تسلّم الشيخ أكرم بركات، إبن بلدة رب ثلاثين الجنوبيّة، قيادة مجمّع القائم في الضاحية الجنوبيّة لبيروت لمدة عشرين عامًا، وهي مسؤوليّة مرتبطة مباشرة بحزب الله، من هنا جاء كتابه "شيعة لبنان: الاجتماع الثقافي الديني 1900-2022" الذي يقع في 636 صفحة والصادر عن بيت السراج للثقافة والنشر عام 2025.
في العام 2000؛ عام تحرير الجنوب اللبناني، صار السيد حسن نصرالله رمزًا عربيًّا وأمميًّا وإسلاميًّا للمقاومة، وباتت صورته في كلّ منزل، بل مطبوعة، إضافة إلى القلوب، على تذكارات وأشياء وبات حبه وعشقه طبيعيًا في بلد لا في عالم لم يذق طعم الانتصارات منذ عقود طويلة.
بعد خروج ياسر عرفات من بيروت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ظنّ كثيرون أننا دخلنا العصر الإسرائيلي وأن فلسطين صارت مجرد أغنية وشال وقصائد شعرية لا أكثر ولا أقل، لكن لم تمضِ أسابيع وأشهر قليلة حتى أطلّت ثلة لبنانية أعادت الرونق والحياة والحضور لقضيّة المقاومة.
بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و27 تشرين الأول/أكتوبر 2024، مسافات ومشاعر وأيام وكثيرٌ من الكلام بدأته بانحياز واضح لـ"طوفان الأقصى"، وامتلأت أملًا بقرب موعد تحرير الأسرى في السجون الإسرائيلية، لكن تبين أننا لم نكن نعلم أنّ الغرب المسيحي المُتصهيّن يُمكن أن يُغطي حرب إبادة إسرائيلية مفتوحة من هذا النوع.
يكفيّ أن تكون قامة عاملية متخصصة إسمها مُنذر جابر تحت أيّ عنوان يتصل بجبل عامل ليُشكّل عنوان ثقةً للقارئ المُهتم بأحوال الجنوب اللبناني، فهو الباحث والأكاديميّ والمُنقّب والمُؤرخ منذ ما قبل "هبّة" التأريخ لجبل عامل ما بعد نهاية سبعينيات القرن الماضي، التاريخ الذي جعل الجنوب اللبناني محطَ أنظار الإعلامَين المحليّ والعالميّ.
في آخر منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عمدت شركة "كوكا كولا" إلى الترويج لصورة الأسيرة الصهيونية نوا أرغاماني مع والدها، وزجاجة "الكوكا كولا" بين أيديهما في أول لقطة لها بعد إفلاتها من الأسر، بهدف الترويج لـ"كوكا كولا" في مواجهة من يدعون إلى مقاطعتها.. وبرغم ذلك ما يزال هناك من يقول أن لا علاقة لـ"كوكا" بدعم حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني!
كرّس الدكتور عباس رضا جل اهتمامه بالتاريخ الشيعي اللبناني. من أطروحة الدكتوراه التي نال عليها درجة جيد جداً بعنوان "تطوُّر المؤسسات الشيعية في لبنان من البنية العائلية إلى البنية الطائفية"، إلى سلسلة كتب تتناول الإمتداد الجغرافي والعائلات والأصول التاريخية والعقيدية وحسينية النبطية، فضلًا عن كتاب بعنوان "علم الاجتماع السياسي" (دراسة في المفاهيم والاتجاهات والمكونات).
درج أدباء في العديد من الثقافات العالمية على اعتماد الكتابة المتوسلة بلسان الحيوان لتمرير رسالة ما ضد حاكم فاجر أو مجتمع ظالم، فيحكي القط والكلب والأرنب والعصفور والحمار مع الإنسان والشجر. الإنسان الذي بات في ظل القهر والاستبداد والاحتلال حيواناً غافلاً وصامتاً عن حقوقه، حتى عن المُطالبة بلقمة عيش بسيطة لا تتعدى رغيف خبز يابس وكمشة طحين حاصرهما محتل غاصب.. وجار صامت.