انطباعات Archives - 180Post

800-22.jpg

إنها والله لنقلة كبرى. سنوات وأنا أكتب في هذا الباب من صفحة الرأي بالشروق يوميات عن تطورات أو أحداث في حيواتي الماضية، حياة الطفولة وحياة المراهقة وحياة الشباب وحياة تنقلت فيها بين الدبلوماسية والعودة للدراسة والصحافة والعمل السياسي العربي، عن هذه وتلك نقلت بعض ثمار تنقلي بينها وبين ثقافات لا اتفاق أو توافق بينها إلا ما ندر.

1.jpg

التقيت وأصدقاء قدامى وتشعَّب الحديثُ في أكثر من اتجاه، ثم راحت الأغلبية تتبادل الآراء بشأن المَهْرَب المناسب؛ ما وقع انفجارٌ نوويٌّ وانبعثت الإشعاعات. جاء اللقاءُ قبل توقُّف الحرب بين إيران والكيان المُحتل، وقد اتخذ الكلامُ طابعَ الهذر والتنكيت وتعالت القهقهاتُ بما جاوزَ حجمَ المَخاوف التي انتشرت في الأجواء؛ فما كان من أحد الرِّفاق أصحاب الحِسِّ السَّاخر سوى أن أعلن عن لا مبالاته؛ دافعًا بالمثل الشعبيّ الشهير: "ضربوا الأعوَر على عينه"؛ فهتف الباقون في صوت واحد: "قال خسرانه خسرانه".

111.jpg

حكايتى مع تونس طويلة وناعمة وصافية صفاء سماء الربيع التونسى، تخللتها أيام عاصفة ومطيرة ولكنها أيام الاستثناء الذى يثبت القاعدة. حكايتى كانت من جزءين الأول منهما قصير ومثير والثانى طويل وممتع ومثمر.

cairo.jpg

تصغرني بعامين. اتصلت بها في السابعة صباحا لتوثيق معلومة تقع ضمن ذكريات طفولتنا. ردت على اعتذاري عن الاتصال المبكر بأنها، كما حال من في سنها، تستيقظ قبل بزوغ الشمس. سألتها، ثم سألت خالتها، وهي في مثل عمرها، عن مناسبات في طفولتنا تتذكرها أكثر من غيرها.

boat.jpg

ركبت الحمار في إحدى زيارتي المبكرة لريف مصر وأنا بين الطفولة والمراهقة، ركبته لينقلني من عزبة إلى عزبة أخرى. كنت أزامل في مدرستي الإبتدائية كما في الثانوية أطفالا ثم مراهقين من عائلات مالكة لأراضي في وسط وشمال الدلتا. دعيت مرارا من جانب هؤلاء الأهل لقضاء بعض العطلات في عُزَب يملكونها.

22222222.jpg

أوراقي مشكلتي بل لعلها أعقد مشكلاتي. أبحث عن ورقة بعينها بين أوراقي وفي غالب الأحوال أو المرات لا أجدها. يحدث في مرات غير قليلة أن أجد أمامي ودون بحث مسبق ورقة أو وثيقة كنت نسيت أمرها أو يئست من العثور عليها أو انحسر اهتمامي بقضيتها؛ أجدها فأفرح بها وفي الوقت نفسه أشفق على نفسي وعلى كتاباتي من غيبة مصادر كانت في واقع الأمر حاضرة.

famine-in-gaza-beg-.jpg

قرّرتُ أن أكتب شيئاً من يومياتي في غزة. يومياتٌ يختلط فيها الموت بالحياة. موتٌ صار وجبة يومية.. وحياةٌ نكابد المستحيل حتى نبقى واقفين على أقدامنا لكن ليس بأي ثمن. وسط هذه المشهدية السوريالية تصبح الكتابة سلاحنا للبقاء.. سلاحنا لكي يصل صوتنا إلى العالم بأسره.

1090708690_0_0_3085_1736_600x0_80_0_0_7ba5ee1e0c1593ddb6d6704851e606c4.jpg

تهف صور أشياء مع كل نسمة تحمل ذكرى من ذكريات الماضي. تهف فأسارع بالاتصال برفيقة من رفيقات هذا الماضي الغني بأشخاصه وأشيائه وحكاياته، أتحرى عندهن، وبخاصة عند نبيلة وأميرة، صدق وتوابع ما هف من ذكريات هذا الصباح. أتحرى أيضاً قدر تعاستهن أو سعادتهن بالتعامل في حينها مع تلك الأشياء.

smoking_to_death__alfredo_martirena.jpg

قضيت سنوات طفولتي وفجر مراهقتي في بيت يُدخّن فيه الأب فيه بحرص وحسب توقيتات لا تتبدل؛ أما الأم فتكره رائحة الدخان. الوالد يدخن في مواعيد تكاد لا تتغير. سيجارة مع قهوة الصباح وأخرى بعد استراحة القيلولة، ولا تدخين بينهما. سنوات قضيتها أيضا رفقة "شلة" لا أحد فيها يدخن. إن حدث وشوهد واحد منها يدخن على ناصية من نواصي اللقاء تردد الخبر لدى الأمهات في كل البيوت وانهالت على المدخن ويلات الأمهات كافة.