في قلب رواية حسّان الزين عن طانيوس شاهين، لا يعود الأمر إلى استعادة شخصيّةٍ "تاريخيّةٍ" خرجت من الكتب المدرسيّة لتطلّ علينا في صيغةٍ روائيّةٍ جذّابةٍ فحسب، بل إلى إجراء "تشريحٍ أنثروبولوجيٍّ" للّبنانيّ المقهور، عبر نموذج فلّاحٍ من كسروان في منتصف القرن التّاسع عشر، حمله الناس على أكتافهم ثم أنزلته الهزيمة إلى عزلةٍ قاسيةٍ وسؤالٍ وجوديٍّ معلَّقٍ في الهواء: "ماذا فعلتُ لأستحقّ هذا"؟ والسّؤال، كما يوضح الزّين، لا يخصّ طانيوس وحده؛ إنه سؤال لبنان بأسره، سؤال شعبٍ وجد نفسه في قدرٍ لا يشبه أحلامه.