
تؤثّر السّياسات الحمائيّة التي تفرضها الدّول الكبرى بشكلٍ كبيرٍ على قدرة دول الجنوب على المنافسة، حيث تخلق حواجز تجاريّة تعرقل صادراتها وتقلّل من فرصها في الأسواق العالميّة. هذه السّياسات، التي غالبًا ما تُبَرّرُ بحماية الصّناعات المحلّيّة أو بدواعي التخوّف من فقدان السّبق التكنولوجيّ، تضع دول الجنوب في مواجهة تحدّياتٍ كبرى في تجارتها الدّوليّة وتحدّ من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبيّة. في ظل التحوّلات الجيوسياسيّة الحاليّة وتصاعد نزعة الدّولة القوميّة في الغرب، أصبحت هذه الإجراءات أكثر تشدّدًا وتعقيدًا، مما يهدّد بإعادة تشكيل خريطة التّجارة العالميّة لصالح الدّول المتقدّمة على حساب اقتصادات الجنوب النّاشئة.