هادي راشد23/11/2020
نشر الكاتب ستيفن هودجسون، مقالة في الصيف الفائت ردا على المنزعجين من كوارث العام 2020، أراد من خلالها سرد حقائق (كوارث) تاريخية حصلت في القرن العشرين من موقع من ولد في العام 1900 لعله يخفّف بعض هلع الخائفين من إنتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.
ردا على ما يقوله السيد ستيفن هودجسون حول من ولد في العام ١٩٠٠ والاحداث التي تلت على مستوى العالم اجمع، بحيث يقول اننا في حال افضل من اولئك! يمكنني ان اقول بكل موضوعية على مستوى لبناني محلي متواضع الآتي:
ولدت في لبنان في العام ١٩٦٦.
في ربيع العام ١٩٧٥ وكنت في سن الـ ٩ سقطت قذيفة هاون فلسطينية على بعد عشرة امتار مني، فبترت رجل الشخص الذي كان إلى جانبي.. ونجوت بأعجوبة.
في سن الـ ١٦، اجتاحت اسرائيل لبنان ثم تم اغتيال بشير الجميل وكانت مجازر صبرا وشاتيلا مع كل ما رافق ذلك من ضغط نفسي ومعنوي وحياتي، على من عايش تلك المرحلة.
في سن الـ ١٨، انهارت علي قذائف حرب الجبل فكنت في الملجأ ليلا وفي المدرسة ومن ثم الجامعة نهارا؟ ربما اعجوبة الحرب اللبنانية.
ثم شاهدت اقتتال الاحزاب في ما بينها ومن اللون والمذهب الواحد ايضا.
في سن الـ٢٣ حاصر الجيش السوري منطقة سكني في الحدث على تلة القصر الجمهوري وسقطت قذيفة ٢٤٠ ملم مباشرة على سقف الشقة حيث كنت، وخرجت مضرجا بالغبار والشظايا، باعجوبة ايضا.
في سن الـ ٢٤، شنت طائرات حربية سورية غارة على قصر بعبدا، ومنزلي لا يبعد سوى ١٥٠٠ متر عن القصر الجمهوري، وهل تعقل كمية الاعاجيب؟
ومن سن الـ ٢٤ لغاية الـ ٣٩ قبعت تحت عسكر الجيش السوري في لبنان، مع حلمي بممارسة مهنة الحريات بامتياز.
وفي سن الـ ٣٩ انفجر موكب رفيق الحريري قرب فندق السان جورج، وكنت قرب ساحة النجمة في وسط بيروت.
وفي سنة ٢٠٢٠ المشكو منها، سطت المصارف على كل مدخر غير مدعوم فاخذت جنى عمره، ثم شاهدت بام العين اقوى انفجار غير نووي بتاريخ البشرية فاصبت مباشرة وانفتحت رجلي على قطب كثيرة، فكانت نصف عجيبة باعتبار انني استنفذت سابقا العجائب المتاحة لي.
قبلها، وبعدها، انتشر وباء كورونا ولم يترك احداً من شره.
كفى نقل آراء لاشخاص انصفتهم الدنيا ولم يعيشوا ما عشناه، مع عدم التمني لاحد ان يعيشه، و”منيح يللي بعدنا.. طيبين قولوا الله”.