أبو الويس.. لنسخر من الديناصورات في السماء

شو إستاذ؟ كل شي تمام. محمود عمل جردة تمام، وكل الشباب خلصوا المواد. اختاروا موسيقى كمان، وشافوا الصور. لا ينقصنا إلا الوجبة إياها. شو بدنا ناكل؟

علينا الآن يا وسام أن نصوّب على لحظة بين بكائين لنكتب في وداعك. تمام. على صعوبة اللحظة، لكنّك، كعادتك أهديتنا بعض الدورس، والكثير والكثير من الضحك لنستحضره، ونوقف البكاء قليلًا ولنقم للعمل. حتى أنك يا برنس تركت قلبك ينبض وحده في أيام أخيرة لتترك لنا فسحة تحضير.

عرفتك من عمر ثورتنا. تلك التي ألفناها سوياً دون تفكير، وصرنا دون استئذان.. لا أعلم، ربما أخوة، أو أصدقاء أو رفاق.. احتار في الأمر.. لا أعلم تحديداً لكننا بدأنا صداقة من منتصفها. لم نتعرّف كثيراً. أوصلتنا سحر مندور ببعض، وتعانقنا في لقائنا الأول على مشارف ميدان التحرير.. أكملنا نصف صداقتنا من البداية. بالسخرية، والذهاب للآخر في الخيارات، والعَنَد الاختياري، والكثير من الموائد.

“كلها أيام وتعدي» يا عمنا، وسنلتقي مرة أخرى.. إلى حينها، لا تقسو على ديناصورات السماء في السخرية.. سنحاربهم سوياً يوماً ما

برغم رهانك على قلبك يا وسام، إلا أنك أخليت بنا. لم تأتِ اللحظة يا مُعلمي لأحكي معك في دروسك. لم يكن لدينا وقت إلا للسخرية من كل شيء وفي كل لحظة. ربما لو كان لدينا الوقت لخطف لحظات مع محمود مروّة فنتحدث قليلاً عن الديناصورات.. وعن خطف أي ابتسامة وسط كل هذا التعب والغرق في الجمود. عن المستبصر الذي رأى شعبًا يغلي، فكتب، بمؤامرة مهنية، عنواناً عريضاً ليلة 28 كانون الثاني/يناير 2011 «فرعون مصر يترنح». راهنت بكل أوراقك على ثورة لم تخرج بعد، لكنها بادلتك الحب والإيمان وأسقطت الفرعون. كان سهلاً أن تترك الأمر للديناصورات العارفة ببواطن الأمور وترى أن مصر ليست تونس، لكن قلبك يرى ويعرف كل شيء.

عزيزي وسام. لا تحمل همنا. مقهورون نعم، لكن سنفيق ونكمل سيرتنا. «وكلها أيام وتعدي» يا عمنا، وسنلتقي مرة أخرى.. إلى حينها، لا تقسو على ديناصورات السماء في السخرية.. سنحاربهم سوياً يوماً ما.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  من شمال إفريقيا إلى الإقليم.. هل يشعل سد النهضة الحرب؟
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  هل يريد حزب الله حكومة أم لا يريد؟