علي قاسم مقداد24/01/2025الإنتماء يُحدّد هويتك الزمانية والمكانية والعقائدية والمستقبلية، المتجذرة في مكان جغرافي محددة له كل هذه العناوين والموروثات الوجودية، الرافضة للاحتلال والهيمنة والاستعمار.
من هنا ندخل الى موضوع احتلال الجنوب وردة الفعل تجاهه من قبل كافة المكونات اللبنانية.
إن أهل الجنوب لا يمكنهم أن يتعاطوا مع موضوع احتلال الجنوب من باب البازار السياسي أو المزايدة السياسية أو السمسرة على حساب أرضهم وبيوتهم وشرفهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
هنا يكمن الفرق في النظرة لإسرائيل بين جنوبي مهدد ومحتلة أرضه وبين ابن منطقة لبنانية أخرى يعيش الأمن والأمان والرخاء على حساب تعاسة الجنوبيين.
إنَّ معظم الساسة في لبنان هم سماسرة سياسة وتُبَّع لدول خارجية تجد بعدها الإقليمي والدولي في لبنان عبر هؤلاء السماسرة، الذين لا يتوانون عن المتاجرة، ليس فقط بالجنوب بل بكل البلد، من أجل مصالحهم وملياراتهم المكتسبة من خلال تأمين مصالح تلك الدول، بآليات وأساليب شيطانية، تختزن ما تختزن من قذارة فكرية عبر قلب الحقائق وتشويه المصاديق الفلسفية لأُسس الوجود الممهورة ببصمة ربانية، عمادها العدل والصدق وإحترام إنسانية الإنسان المتأصلة في التعاليم الإلهية، والتي عملت أدوات الشر الغربية على تشويهها وتحطيمها بإغراءات مادية، حاكت بها النوازع والغرائز البشرية، بطريقة حرفية استطاعت عبرها قلب المفاهيم والقيم بأفكار تقترب من الحقيقة في بعدها الدنيوي، ولكن في أصلها تحاكي المشروع الشيطاني، في مزاوجة شهوانية بين العقل والغريزة الضعيفة أمام الشهوات والملذات.
هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى انتصار الغريزة على العقل في الأداء والسلوك البشري؛ لذلك أصبحنا في عالم الغريزة المتوحشة، ومصاديق ذلك، ما حصل في غزة وجنوب لبنان، من همجية صهيو-أمريكية، تُدمّر كل شيء وتستبيح كل شيء، تحت مسميات الأنسنة والديموقراطية وسواها من الألفاظ والتعابير والكلمات الأنيقة في ظاهرها والشيطانية في مضمونها وباطنها.
