بسّام ضو, Author at 180Post

capitalism.jpg

الكرةُ الأرضيةُ باتت كرةَ نار. تستعِرُ في كلِّ الجوانب. الحربُ العالميّةُ ليستْ مقبلة. إنَّها قائمةٌ فعلياً ولو بالتقسيطِ الإستراتيجي. الجبهاتُ ثلاثيّة الأبعاد: عسكرياً واقتصادياً وثقافيَّاً. لا ميدانَ خارجَ هذا الصراع ِمهما يكنْ بسيطاً. الرأسماليّةُ الإمبراطوريةُ أوْدَتْ بالعالم إلى هذا الاحتراق.

Palestina_1.jpg

دخلَ العربُ في حالةِ مَواتٍ. تلك هي حقيقتُهم في عصرِنا. المَوَاتُ والموتُ مُتقاطِعانِ تشابُهِيّاً لكنْ متمايزانِ. كلٌّ منهما يتضمَّنُ شيئاً من معنى التلاشي حتى الانحلالِ التاريخي. الثاني (الموت) أقلُّ خُطورةً منَ الأوَّلِ كونُه عند وُقوعِهِ يرسمُ خطاً حاسماً مرَّةً واحدةً. أمَّا الأوَّلُ (الموات) فهو موتٌ مُتعدِّدٌ مُتكرِّرٌ يَستعيدُ المآسي بصورةِ مهازلَ. لا يُفْرَضُ على أصحابِهِ بل هم يختارُونَه ويُسمُّونَهُ حياةً.

5656565656566565656.jpg

عرَّابُ "أوسلو" في لبنان. وَصْفُ "أبو مازن" بالعرَّاب لا يعفي الآخرين في قيادة منظمة التحرير. هؤلاء مسؤولون عن الانزياح الكارثي المتدرِّج والعلني عن خطِّ الثورة الفلسطينية منذ أربعةِ عقودٍ ونيِف. أمَّا الخفيّ في هذا المسار، فله حديثٌ آخر. ليس من العادي مُطلقاً أنْ تتصرَّفَ أيُّ ثورةٍ تحرُّريةٍ في العالـم بمنطـق الأنظمة السلطويّة السياسية والأمنيّة، أو أنْ تختار تكتيكاتٍ التوائيّةً تضرِبُ مسيرةَ الهدفِ الإستراتيجي. المسألة هنا في منتهى الخطورة، كونها تتعلَّقُ برأس قضايا عصرنا: قضية فلسطين.

air-horse-one.jpg

جولةُ جمْعِِ الجِزيةِ والإتاوة. تلك هي حقيقةُ ما سُمِّيَ بـِ"القمةِ الخليجيةِ الأميركية". أيُّ قِمَّةٍ؟ هذه اللفظةُ مُصابةٌ بمرضِ الانفصامِ البِنيويّ والمعنويّ والدَلاليّ. اِسمٌ بغير مُسمَّى، ووصْفٌ بِلا موصوفٍ. القِمة تكونُ بين أندادٍ لا بين سيِّدٍ وعبيد. يستدعي السيّدُ عبيدَهُ، فيأتونَ لِيدفعُوا الجِزَى والإتاواتِ والضرائب عن بقائهم في خَراجِ المُلْكِ والعرش. المَلِكُ الأميركيُّ ترامب تحصَّل على تريليون دولار. طَأطَأ حكَّامُ الخليجِ رؤوسَهم ودفعُوا.

moscow.jpg

الرئيسُ الأميركيُّ دونالد ترامب مُصابٌ بعُقدةِ الأباطرة. يظنُّ نفسَهُ إمبراطوراً رومانيّاً جديداً. يحلَمُ بأنَّ تكون دولتُهُ الاستيطانيّة إمبراطوريّةً تتسيَّدُ العالم. يصطدِمُ بأحلامِهِ التي تتهاوى، فيَكُرُّ حيناً ويفُرُّ أحياناً. ولا يعترِفٌ بل يكرِّرُ المُحاولات. لا نتحدَّثُ هنا في السيكولوجيا المجرَّدة، بل في عمقِ السوسيولوجيا الاقتصاديّة.

gettyimages-51426326-2048x2048-1.jpg

مصر الحضارة، ومصر الدولة، كِلتاهما هدف تُركِّزُ عليه العينُ الصهيونية. كان ذلك في صلب تفكير الصهاينة منذ بداياتهم. مَن يراجعْ ولو بعضاً من وثائق المؤتمرات الصهيونية يتأكدْ مِنَ الأمر. ومن يُعِدْ دراسةَ مقرَّراتِ مؤتمر " كامبل بنرمان" [عام 1907] يبلغ ِاليقينَ.

cartoon-1111.jpg

مسارٌ هائلٌ من التحولات. هذا ما يشهده العالم حالياً. الأرجحيّة قويَّةٌ بأنْ لا تمضي السنوات الخمسُ المقبلة من دون أن تظهرَ تداعياتُها النوعيّة. حركةُ التاريخ تنتقلُ من الغرب الأقصى إلى الشرق الأقصى. البوصلة تتجهُ نحو الصين في قيادة العالم. لن تبقى الولايات المتحدة في عرش التفرُّد متحكِّمةً بالعلاقات الدولية.

4-.jpg

لبنان وسوريا يعيشان إشكاليّةَ الانفصالِ والاتصالِ منذ قرنٍ ونيِّف. لم تنشأ بينهما علاقات سويّةٌ ونديّة ووديّة. تلك هي الحقيقة التي يقِلُّ المعترفونَ بها. الأوَّل ظلَّ يتوجَّسُ من سوريا حتى لو تمَّ إعلانُه كبيراً عام 1920 على أيدي المستعمر الفرنسي تطبيقاً لاتفاق سايكس - بيكو مع البريطانيين. والثانية لم تبْتلِعْ أنَّ جُزءاً منها قد سُلِخَ عنها.

f2.jpg

مسألةُ السلاح قديمةٌ في لبنان. لا مجال هنا للعودة بعيداً إلى الوراء. نكتفي بالمحطةِ الفارقةِ عند اتفاق الطائف في العام 1989. نصَّ الاتفاقُ المذكور على أنْ تمتلكَ الدولةُ وحدَها السلاح. جاء النصُّ ضمن سياقٍ تسوويّ ٍ. لم يتبنَّ نظريةَ النزْعِ بالقوةِ التي تلوِّحُ بها بعضُ القُوى في لبنان، ولا سيّما في الوقت الراهن.