ينتظر العالم، بحذر وترقب شديدين، ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية الإيرانية التي ستعقد في سلطنة عمان غداً (السبت) ويتمثل فيها الجانب الإيراني بوزير الخارجية عباس عراقجي والجانب الأميركي بالمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف..
فجأة إنتقلت إيران من الموقع الأميركي إلى الموقع النقيض. حصل ذلك في الحادي عشر من شباط/فبراير 1979. أسقط الثوار الإيرانيون الشاه محمد رضا بهلوي وأمسكوا بزمام السلطة لكن بلا خبرات في إدارة الحكم، داخلياً وخارجياً، ولا في كيفية الحفاظ على مصالح إيران الوطنية.
بدا مشهد الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، وهو يستعرض فى حديقة البيت الأبيض أمرا تنفيذيا يفرض بموجبه رسوما جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من دول العالم موحيا بنهاية عصر كامل تجاريا واستراتيجيا فى العلاقات الدولية.
كثيراً ما يكونُ المُفْترِسُ فريسةَ نفسِه. هذا في الغابات. الأمرُ عينُهُ في حياةِ الأباطرةِ والإمبراطوريّاتِ الكبرى في التاريخ. على مَن ينطبق ذلك اليوم؟
برغم كلّ الاتفاقيات والوساطات، عادت إسرائيل إلى وتيرة إبادتها الجماعيّة للفلسطينيين في غزّة وتدمير مخيمات ومدن الضفّة الغربيّة. كما أغارت طائراتها على الضاحية الجنوبيّة في بيروت، بحجّة حادثة مشبوهة، لتُعكّر أجواء زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى باريس واللقاء الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين الرئيسين اللبناني والسوري أحمد الشرع.
يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتيرة الحملة الجوية على الحوثيين في اليمن، ويدرس فريقَهُ مضمون الرسالة الجوابية التي أرسلتها طهران عبر سلطنة عُمان رداً على الرسالة التي بعث بها إلى القيادة الإيرانية واضعاً إياها أمام خيارين: التفاوض أو استخدام القوة للحؤول دون اجتيازها العتبة النووية.
أمامنا خارطة الوطن العربي. كتلة جغرافية غير تاريخية. الجغرافيا نفسُها تفكَّكتْ وباتت مجمَّعات تشبهُ العقارات المتلاصقة. ربَّما هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تعيش حالة انفصام بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السياسية.
صرنا، كلنا أو أكثرنا، نُحمّل الرئيس دونالد ترامب مسئولية تدهور الأوضاع الدولية والإقليمية. ننسى أو لعلنا نتناسى أو لا نعرف بالقدر الكافي حقيقة أن هذا الرجل ليس أكثر من متغير بين عديد المتغيرات التي نتعرف بواسطتها على نوع النظام الدولي الذي نعيش في كنفه، أو أننا ننسى أو نتناسى أنه برغم كونه رئيس دولة هي القطب الأعظم في هذا النظام، هو ليس أكثر من نتيجة لنظام دولي ينحدر متسبباً بتحولات هائلة أعرض لبعضها في الآتي:
الشرق الأوسط منطقة زلزالية بامتياز. فيها تلتقي الفوالق الصراعية. الأميركية الصينية. الأميركية الروسية. الأميركية الإيرانية. الإيرانية العربية. العربية الإسرائيلية. الإيرانية الإسرائيلية إلخ.. تعالوا نتأمل في أحوال منطقتنا والعالم.