حالُ بعضِ المعارضةِ السوريةِ.. على نَسَق مقامات هذا العصر والأوان!    

حدّثنا ابنُ الكرامِ، قال: «طلع علينا بعض المعارضة الفكرية السياسية، وأخصّ منها الخارجية، وأفرادها، هم على معظم الصُعُد، بسَكينة شخصية واطمئنان من نوائب الزمان الداخلية: الكهربائية والمائية والطاقيّة والغذائية والتعليمية.. فهم في منأى عن معاناة الشعب اليومية، التي يتحايل الكادحون عليها بزنودهم، بما حضر"!.. وهذا حال الشعب بالمُختَصَر.

أقول.. إنهم طلعوا علينا بتجمّع، هو ديموقراطي اسميّاً، لكنهم في واقع الحال، جعلوه بعد فترة وجيزة، دكتاتورياً، فكرياً وفعلياً!

ولمَ لا؟ فهم قابعون براحتهم، لا يُعيرون اهتماماً لواقع صعب يعيشه أهلهم وإخوتهم السوريون، فيخطّون بيانات، وعليها يوقّعون، ثم ينشرون، وهم يعتقدون أنهم يقومون بما يستطيعون، وضمائرهم يُريحون..

لكنهم، في الوقت ذاته، والحالُ هذه، “يَردَحون” ويتهاترون ويكذبون بحقّ الصادقين، فيجدون من يطبّلون لهم ويزمّرون؛ فكثرٌ، للأسف، على التطبيل يعتاشون، والمذكورون، لسماعه يطربون!

فما العمل، والناس الحقّ، هم في وضعٍ عليه لا يُحسَدون: إنهم مُنهَكون، مُفقَرون، مستَضعفون، ومَنْ هم في الخارج وللتطبيل يطربون، في حقيقة الأمر، هم لأوجاع الناس لا يأبهون، بل بالتافه من الصراعات السياسية يهتمّون، بحثاً عن “برستيج” شخصي وأناني، في إثرِه يركضون!

إذن، لا بُدّ من تجاوز بعض مَنْ في الخارج، لأنهم لا للنصح ولا لصوت العقل ولا لصوت الصالح العام يُنصتون؛ أما الصدقُ، فهم عنه بعيدون!

ومشكلة هؤلاء، أنهم حين ينقدهم الناس، فيقرأون، يستقوون بالكذب، وبه يلوذون، ويظنّون أنّ صورتهم، تكاذباً ونفاقاً، يحمون!

يُقال في العاميّة: “تبقى النصيحة بجمل”!

ونصيحتي الصادقة لهؤلاء، إنْ كانوا يُنصتون، أنْ أوقفوا طغيانكم وافتراءكم، فقد مَلَّ الناس مما تقولون ومما تفترون، وكرهوا واشمأزّوا من التخريبَ الذي ترتكبون. والناس الحقيقيون يرون أنّ معنى الآية الكريمة تنطبق على حال المذكورين، لكنّ هؤلاء لا يعلمون: “الله يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمَهون” (سورة البقرة، الآية 15). فهم للناس يسمعون ولكنهم، في حقيقة الأمر، لا يُصغون، فيعِدون ولا يَفون، وفي قولهم لا يفقهون!

تُرى؛ هل يأتي يوم نراهم فيه يَعقِلون، ومصلحة البلاد والعباد يُفضّلون على مصالحهم الشخصية التي ما فتئوا خلفها يلهثون؟

وأقول أخيراً، رحم الله الشاعر إذ قال:

قبيحٌ من الإنسان ينسى عيوبَهُ / ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى

ولو كان ذا عقلٍ لما عابَ غيرَهُ / وفيه عيوبٌ، لو رآها به اكتفى

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  ملاحظات استباقية على قمة بغداد: أين سوريا ولبنان؟
ريم منصور سلطان الأطرش

كاتبة عربية، دمشق

Download Premium WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  الصحافة الإسرائيلية تقرأ زيارة الشرع الأميركية.. مليئة بالألغام