كويّا، تلك القرية الوادعة في حوض اليرموك الخصب والغنيّ بالمياه، والتابعة لمحافظة درعا، أبى شبابها على أنفسهم الكريمة والعزيزة مشاهدة استباحة أرضهم، فواجهوا العدو الصهيوني المتوغّل بالنار من بنادقهم البسيطة، التي رفضوا تسليمها برغم تهديدات العدو لهم: السلاح هو الذي يدافع عن الأرض والحياة في جنوبنا الغالي، في حال التهديد الاحتلالي والإحلالي!
تحية طيبة لكم ولمن زرتموهم من أهلنا الفلسطينيين، في الجليل الأعلى، ومن أهلنا في الجولان العربي السوري المحتلّ، من سورية الأم.. أم فلسطين والجولان.
إلى كلّ من تسلّق السارية لإنزال علم العدو الذي تمّ رفعه خلسةً عليها عند مدخل محافظة السويداء الشمالي في الجمهورية العربية السورية، في ظلمة ليلة البارحة، فأحرقوه وداسوه.
قبل الكلّ، عاد الجنوبيون، برغم جراح الفَقْد والتضحيات الغالية للشهداء المقاومين الأشاوس، إلى جنوبهم الصامد قبل حتى إعلان بدء تطبيق إيقاف إطلاق النار في الرابعة فجراً!
أجدني، اليوم، وبعد مرور 13 شهراً ونيف على الحرب الإسرائيلية على غزة، معنية بوضع النقاط على الحروف، كمواطنة عربية مؤمنة بحرب الإرادات، وهي حرب مفتوحة ولكنها محكومة بأفق رسمته لنا وللجيل الآتي من بعدنا، دماء الشهداء المقاومين.
برغم أن والدي، رحمه الله، كان من مؤسسي حزب البعث العربي، ومن مؤسسي المؤتمر القومي العربي، وبرغم أنه ربّاني على حب العروبة والإيمان بها، وبرغم أني عضو في المؤتمر القومي العربي، وكنت عضواً في أمانته العامة سابقاً، إلا أني، بعد 7 أكتوبر 2023، وبعد كل ما جرى ويجري، في فلسطين ولبنان، أجدني كفرت بالعروبة!