ننام على إستقرار.. نستيقظ على إنهيار!

لعبة تتسع لكثر كادت ان تكون مسلية لولا انها تهدر دم عديدين وتندثر معها حيوات واحلام لكبار وصغار ويطاح بصورة بلد كاد ان يجدد دمه بإيجاد مساحة وصل بين شرق وغرب.

المسافة هي الأصل. المسافة بين البشر التي فرضتها كورونا هي نفسها المسافة التي ابعدت كثيرين عن سخونة الساحات، فإختاروا مراقبتها عبر الشاشات. الرؤية عن بُعد اتاحت ما كان لاكتظاظ الشارع أن يتيحه وما كان التصاق الصحافيين بالمنابر لا يتيحه من التباس تلفظ المسؤولين بأحكام مبرمة. يقولون اقوالا تبدو قطعية لكنها ومهما بلغت جذريتها تبقى مجرد رسائل كلامية لا قيمة لها.

إعادة الأموال المنهوبة مطلب كل لبناني صادق. قد نسمع ارقاماً كبيرة وحركة تدوير بإتجاهات متعددة، لكنها لن تُدخل فلساً الى جيب فقير ولن تعيد رصيداً لصاحب وديعة هي جنى العمر.. أرقامٌ من ورق لن تعيد بريقاً مفقوداً لعملة وطنية تتهاوى على رفوف المحال الخاوية من بضائع بمتناول يد متوسطي الدخل قبل ان ينفضح سترهم وينضموا لطبقة معدومة لا تملك سوى الشارع طريقاً وإن كابدت حناجرهم المبحوحة فوضى التخريب لتظاهرات ما زالت تفتقد البرنامج والقيادة.

وكل ساحة مقابلها ساحات. في خارطة المساحات، خطوط تحدد المسافات وفي بلادنا تكثر الخطوط الحمر لكل متبؤ لمركز او مقام ومن خلف مسرح الصخب الحاشد بالخُلّص في نية التغيير ـ بعدما اوصلهم الفقر والقهر الى اليأس ـ من يمسك القرار ومتى تعلو الوتيرة او تهبط؟ من يمسك جماح الغضب ويكتمه؟ من يمتلك قدرة ان لا يترك للغضب فعل التشظي في كل اتجاه بمزج الوان هي فورة دم إن لم تكن ثورة.

خلف الساحة وخلف مسرح القيادة، سفارات عادت تمد الأيدي وتريد للحكومة طول العمر وتريد لشعلة الشارع ان لا تنطفىء. تريد وتريد السفارات ولا تبيح السؤال عما تريد لكن متى كان للبنانيين ما يريدون خارج ارادة القناصل؟

الثورة قدرة على تغيير بنية مهترئة أدمنت إختراق القانون علناً وبسرقات مالية موصوفة وبصفقات باتت نهجاً متوارثاً.. سرقات مصرفية موصوفة بحساب مفتوح طال كل مدخر لقرش في مصرف.

ليس من محرك للثورات في العالم أفضل من الأمعاء الخاوية. ليس ادهى من العصبيات والغرائز على انواعها في إخمادها.

نحن بلاد المسافات المحصنة. كل لون يُطْبِقُ أسواره تجاه الآخر حتى المصائب قلما جمعتنا.

الأحلام مكنون الأنفس المكبوتة، لكن الصحوة لا تشبه الحلم إلا بإغماضة رمش قبل صفقة الإستيقاظ. هل نحلم ام نحن في دوامة تنويم مغناطيسي ندور؟ ننام على إستقرار ونستيقظ على انهيار!

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180   عن كورونا ونظرية المؤامرة: غيتس ضحية أم مجرم؟
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  لا يتقاسم صندوق النقد والجيش المصري نفس الأحلام والأرقام