كورونا والتضحية بالإقصاد العالمي لمصلحة من؟

لا يمكن مقاربة البعد الصحي والطبي والعلمي لكورونا من دون مقاربة البعد الإقتصادي.

ترافق انتشار نوع جديد من فايروس الانفلونزا، عرّفوه بـ”كوفيد ـ ١٩” نسبة للسنة التي ظهر فيها، مع حملة إعلامية عالمية حثت فيها منظمة الصحة العالمية على سياسة التباعد الاجتماعي والاغلاق التام للكثير من قطاعات الاقتصاد في دول العالم قاطبة، ما أدى إلى انكماش اقتصادي عالمي غير مسبوق، وبطالة عالمية أخطر بمرات من رقم الوفيات العالمي المسجل حتى اليوم والبالغ حوالي ٣٥٠ الف حالة.

اللافت للإنتباه هو تقرير منظمة الصحة العالمية في ١٣ كانون الأول/ديسمبر عام ٢٠١٧ والمنشور على صفحتها الرسمية وجاء فيه الآتي:”وفقاً للتقديرات الجديدة الصادرة عن مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها وعن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) وشركائها العالميين في مجال الصحة، يصل عدد وفيات الأمراض التنفسية الناجمة عن الأنفلونزا الموسمية إلى 000 650 وفاة سنوياً”.

ويشير ذلك إلى زيادة عددهم عن العدد المحدد في التقدير العالمي السابق الذي يتراوح بين 000 250- 000 500 وفاة منذ حوالي عشر سنوات، ويشمل جميع الوفيات المتصلة بالأنفلونزا، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية أو داء السكري. أما الأرقام الجديدة المتراوحة بين 000 290-000 650 وفاة، فتستند إلى بيانات أحدث استُمدّت من طائفة أكبر وأكتر تنوعاً من البلدان، بما فيها تلك المنخفضة الدخل، وتستثني الأمراض الأخرى غير أمراض الجهاز التنفسي.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية الخاص بالمنظمة، الدكتور بيتر سلامة، بهذا الخصوص “إن هذه الأرقام تشير إلى مدى ثقل عبء مرض الأنفلونزا ومدى بهظ تكلفته التي يتكبّدها العالم اجتماعياً واقتصادياً. كما تسلّط الضوء على أهمية الوقاية من الأنفلونزا لدرء أوبئة الأنفلونزا الموسمية، وكذلك عند التأهب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة”.

إذاً، لماذا هذا الهلع والتخويف ولماذا هذه التضحية بالاقتصاد العالمي؟ من المستفيد؟ بالتالي من المحرك؟

انهم المسرفون يديرون المال وللأسف الاقتصاد، بدل العكس،

يدفعون باتجاه كساد عالمي حتى تتهاوى أسهم الشركات العالمية لاعادة شرائها بابخس الاثمان، والتخلص من دونالد ترامب الثائر على سياسات العولمة، الذي تباهى بالنهوض الاقتصادي الذي حققه في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سجلت البورصات الأميركية أرقاما خيالية تاريخية غير مسبوقة وأصبحت المنافسة الرئاسية القادمة في ٣ تشرين الثاني/نوفمبر، محسومة لصالحه.

وأخيراً وليس آخراً، الدفع باتجاه صدام دولي يضطر الحكومات المعنية به للاستدانة أيضا وأيضا من هذه البيوتات المالية العالمية فتصبح اكثر تبعية، كما كانت تفعل هذه البيوتات منذ مئات السنين، بتمويلها أطراف النزاعات الدولية والهدف استعباد العالم. في هذا الإطار يأتي تصريح وانغ بي وزير الخارجية الصيني بقوله إن الصين والولايات المتحدة الأمريكية “على حافة حرب باردة”.

من بين لائحة المستفيدين يختبئ عادة الفاعل من الناس.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  توماس فريدمان: كنا سنغرق في حرب أهلية!
Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  في طريقي إلى المستشفى.. قصر اللايقين