هل سنفاجأ بإنتحار أكثر من علي وسامر وناجي وجورج؟ لن نُفاجأ، لكن السؤال، كيف سنتفاعل مع موتهم المدوي؟
هل سنفاجأ بإنتحار أكثر من علي وسامر وناجي وجورج؟ لن نُفاجأ، لكن السؤال، كيف سنتفاعل مع موتهم المدوي؟
تأتينا ذكرى التحرير كل سنة، فننظر إلى عظمة ما أنجزته أيدي شعبنا ومقاومينا. إنجاز يكاد يفوق قدرة هذا البلد الطائفي على تحمله، والدليل ما نشهده في هذه الأيام.
قلق اللبنانيين، في زمن الكورونا، يتجاوز يومياتهم. الصورة قاتمة جداً. برغم الأزمات التي مررنا بها في العقود الماضية، كان يسجل للبنان قدرته على النهوض من كبواته، بعد كل حرب وتدمير، خصوصا على جبهة الجنوب. كان صمودنا مدهشاً ومضرب مثال للعالم، فهل كنا واهمين ام ان سحر ودهشة الخروج من الحرب الأهلية سالمين قد أعمى بصيرتنا عن كل الإرتكابات التي حصلت، وكنا كلنا شهوداً عليها؟
لعبة تتسع لكثر كادت ان تكون مسلية لولا انها تهدر دم عديدين وتندثر معها حيوات واحلام لكبار وصغار ويطاح بصورة بلد كاد ان يجدد دمه بإيجاد مساحة وصل بين شرق وغرب.
لم يعط كورونا إجازة للقتل والقتلة. ربما أرادوا أن يستفيدوا من طقوس الموت الفيروسي. لا تشييع للموتى. لا رثاء. لا ورقة نعوة. لا شيء إلا القبور والحزن الكبير.
يخرج العالم من حروبه منهكاً بلا منتصر أو خاسر، أمام قوافل الموتى والمصابين. يعيد النظر بأنظمته بعد أن داهمه وباء يكاد يحطم كل حي يقف قبالته ويهشم صورة دول قوية استمرت قرونا من الزمن تتنازع على تداول التسلط على دول اقل قدرات منها، فبات انقسام العالم حتميا بين فقير وغني.
ليس الإسم جديداً. الآن نهجس فيه ليل نهار، ليس في الأخبار فقط ومقتضيات العمل بل في ذرة الهواء التي نتنفسها من خلف الأقنعة. تلك الأقنعة تسبب لي دموعاً، لكنني أرتديها مجبرةً بهدف تعميم نموذج انضباطي في كيفية منع نقل الوباء أو استقباله من مصاب به خلال احتكاكي اليومي بالآخرين، في قاعات العمل أو خارجها.