“هآرتس”: الترسيم البحري غير مضمون قبل الإنتخابات الإسرائيلية

Avatar18010/10/2022
لم يستبعد المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل أن يُوقع الجانب الإسرائيلي إتفاق ترسيم الحدود مع لبنان، بعد الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ماذا تضمنت مقالة هرئيل التي ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية من العبرية إلى العربية؟

“اعترف كلٌّ من إسرائيل ولبنان هذا الصباح (الثلاثاء) بحدوث اختراق في المحادثات لترسيم الحدود البحرية بينهما، وباحتمال توقيع الاتفاق في الأيام المقبلة. وكان المكلّف بالمفاوضات عن الجانب اللبناني الياس بو صعب قال هذه الليلة “إذا سار كل شيء على ما يرام، فإن جهود عاموس هوكشتاين يمكن أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي في الأيام المقبلة”، وأشار إلى أن “كل المطالب اللبنانية جرت الموافقة عليها، ونعتقد أن الطرف الثاني يشعر بالمثل”. وفي ساعات الصباح الأولى، صرّح رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولتا بأنه جرت الاستجابة إلى كل المطالب الإسرائيلية بشأن الاتفاق و”التغيرات التي طلبناها اعتُمدت”. وأضاف حولتا: “حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية، ونحن في الطريق نحو اتفاق تاريخي”.

وبحسب التقارير من بيروت، والتي تطابقت مع تقارير الجانب الإسرائيلي، عرض الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين اقتراح تسوية جديدة على الجانبين اعتُبرت نهائية. ويبدو أن الولايات المتحدة تقترح طريقة للالتفاف على إحدى العقبات الأساسية – ترسيم خط العوامات “الطفافات”، على مسافة خمسة كيلومترات غربي الشاطىء (اللبناني).

وبحسب الاقتراح الأميركي السابق، فإن خط العوامات “الطفافات” سيظل هو الخط الذي تدور على طوله عمليات الأمن التي تقوم بها سفن سلاح البحر الإسرائيلي، ويبقى قريباً من الخط 1 (المطلب الإسرائيلي الأصلي لترسيم الحدود). الهدف من الاقتراح التفريق بين الجانب الأمني المتعلق بالدفاع عن الساحل، والذي يعتبره الجيش الإسرائيلي موضوعاً أساسياً، وبين النقاش بشأن تقسيم حقل الغاز البعيد عن الساحل، حيث يعبر خط الحدود البحري إلى الجنوب منه على طول الخط 23. اعترض اللبنانيون على هذه النقطة، والأميركيون يبحثون عن آلية للالتفاف على ذلك، تسمح للسفن الإسرائيلية بالاستمرار في القيام بدورياتها على طول الحدود، من دون عرقلة توقيع الاتفاق.

لكن لا يزال هناك علامات استفهام تتعلق بالتداعيات السياسية والقانونية في الجانب الإسرائيلي. وفي ظل الالتماس الذي قُدّم إلى المحكمة العليا ضد الاتفاق والحملة التي تشنها المعارضة ضده، ليس واضحاً متى ستقرّه الحكومة وتحوّله إلى الكنيست، وما إذا كانت هذه العملية ستنتهي قبل الانتخابات. وكان زعيم الليكود بنيامين نتنياهو صرّح مؤخراً بأنه إذا عاد إلى الحكم، فلن يلتزم بالاتفاق.

على الرغم من تصاعُد التوتر في الأيام الأخيرة، فإن حزب الله حافظ على ضبط النفس، نسبياً، ولم يُكثر من تهديد إسرائيل. كما أن صمت إيران مثير للانتباه، والتي على الرغم من تأييدها لحزب الله وتدخُّلها الكبير فيما يحدث في لبنان، فإنها امتنعت، عموماً، من التطرق إلى المفاوضات. قد يكون للصمت الإيراني علاقة بالأزمة الداخلية في إيران. فالاحتجاج ضد النظام الذي بدأ بعد مقتل الشابة همسا أميني على يد “شرطة الأخلاق”، استمر في شتى أنحاء البلد للأسبوع الرابع. صحيح أن عدد المشاركين في التظاهرات، على ما يبدو، ليس كبيراً، لكن الاحتجاج يمسّ عصباً مركزياً للنظام – التشدد في فرض القيود الدينية التي يعارضها جزء كبير من الجمهور الإيراني.

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع، عن كثب، التطورات في الساحة الداخلية في إيران، لكنها تحذر من التنبؤات بشأن سقوط النظام الذي نجح أكثر من مرة في التغلب، بوحشية، على الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود، وأيضاً على “الثورة الخضراء” في سنة 2009.

لا يزال هناك علامات استفهام تتعلق بالتداعيات السياسية والقانونية في الجانب الإسرائيلي. وفي ظل الالتماس الذي قُدّم إلى المحكمة العليا ضد الاتفاق والحملة التي تشنها المعارضة ضده، ليس واضحاً متى ستقرّه الحكومة وتحوّله إلى الكنيست، وما إذا كانت هذه العملية ستنتهي قبل الانتخابات. وكان زعيم الليكود بنيامين نتنياهو صرّح بأنه إذا عاد إلى الحكم، فلن يلتزم بالاتفاق

في إسرائيل، يشيرون إلى النجاح النسبي الذي سُجّل في كبح تقدُّم مساعي النفوذ الإيراني في سوريا. في العقد الأخير، قاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني الجهود الإيرانية في إقامة قواعد، ونشر منظومات سلاح متقدمة، واستخدام عناصر ميليشيات شيعية مدعومة من النظام الإيراني في سوريا والعراق. قُتل سليماني في عملية اغتيال أميركية في العراق في مطلع كانون الثاني/يناير 2020. وحالياً، يزعم الجيش الإسرائيلي أن “رؤية سليماني” جرى كبحها، فقد تراجعت عمليات تهريب السلاح، عبر سوريا، إلى لبنان، وجزء كبير من أفراد الميليشيات غادروا، وتعرقلت مساعي حزب الله من أجل فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل على طول الحدود في هضبة الجولان.

كما يبدو أن حماسة الرئيس السوري بشار الأسد في الاستجابة للمطالب الإيرانية قد خفّت. وبحسب تقرير نشرته “هآرتس”، منع الأسد الحرس الثوري من إطلاق صواريخ على إسرائيل من الأراضي السورية، وتحفّظ عن إقامة قواعد ميليشيات موالية لإيران في سوريا.

إقرأ على موقع 180  زيارة بايدن.. الرابحون والخاسرون

في المقابل، تتوطد العلاقة بين إيران وروسيا. الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ادّعى مؤخراً أن الروس استخدموا مسيّرات إيرانية من طراز “شاهد”، بالإضافة إلى صواريخ باليستية، في الهجوم المكثف الذي شنّوه صباح أمس (الإثنين) على عدد من المدن في أوكرانيا. وتتخوف إسرائيل من أن تعوّض روسيا على إيران لقاء المسيّرات التي حصلت عليها، بتزويدها بمنظومات دفاع جوية متقدمة من إنتاجها”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  شيفرة زيارة ظريف لسوريا... بين غارة اسرائيل وهجوم "داعش"