كارولينا الشمالية ـ فرزدق حيدر19/09/2020
وفاة روث بادر غينسبرغ عضوة المحكمة العليا للولايات المتحدة الأكبر سناً والأكثر ليبرالية، ستفتح الباب أمام أم المعارك بين الديموقراطيين والجمهوريين أكان إبَّان معركة الرئاسة أم بعدها!
بعد ثلاث عشرة دقيقة من إعلان وفاة روث بادر غينسبرغ، أعلن رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونال أن المجلس سينعقد بمجرد أن يعلن الرئيس دونالد ترامب عن إختياره المرشَّح للمركز الشاغر وبأسرع وقت ممكن!
يحق للرئيس الأميركي دستورياً أن يعيِّن من يشاء حتى ولو بعد الإنتخابات الرئاسية وقبل إنتقال السلطة للرئيس الفائز في الإنتخابات المقبلة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، كما يحق له أن يمارس سلطاته حتى يوم خروجه من القصر الرئاسي.
إضافة للدستور الأميركي، هنالك أعراف وعادات مارسها مجلسا النواب والشيوخ على مدى عقود تقضي باحترام الآخر، بالرغم من أن تلك المرحلة تغيرت مع مجيء ترامب الى سدة الرئاسة ووصول ميتش ماكونال إلى رئاسة مجلس الشيوخ الأمر الذي أدى إلى تعقيد عمل المؤسسات الدستورية الأميركية بشكل غير مسبوق. فالأخير وبعد وفاة أنتوني سكاليا المفاجئة في العام 2016، أي قبل عشرة أشهر من إنتهاء ولاية باراك أوباما، رفض حتى فكرة إجتماع مجلس الشيوخ لمناقشة إختيار رئيس المحكمة العليا، وقال أن الوقت غير كافٍ لاختيار مرشح ليبرالي مكان سكاليا، أكبر منظِّر أيديولوجي محافظ في المحكمة العليا على مدى عقود. وهكذا كان، فقد أذعن الرئيس أوباما لقرار ماكونال واكتفى بتسمية ميريك غارلاندر للمحكمة وانتهت القضية عند ذاك الحد ولم يستطع أوباما تعيين غارلاندر للمحكمة.
كل هذا يضعنا أمام أسئلة مهمة عمن هي روث بادر غينسبرغ؟
هي من مواليد البرونكس في نيويورك عام 1933 وقد عُيِّنت في المحكمة العليا في آب/أغسطس 1993 من قِبَل الرئيس الأسبق بيل كلينتون. من أهم صفاتها أنها امرأة قوية جداً في رجحان عقلها ومواقفها في مجال حقوق المرأة، ولطالما كانت مدافعة شرسة عن تلك الحقوق خاصة في المحكمة العليا وعلى مدى 27 عاماً، وهي مدة خدمتها في تلك المحكمة. وقد أُطلق عليها لقب RBG تحبُباً واعترافاً بقوة شخصيتها.
الآن وقد توفيت روث بادر غينسبرغ المدافعة عن الحقوق المدنية وخاصة المرأة وحقوق الأقليات في الإنتخابات العامة، بدأ القلق ينتاب الرأي العام من أن يعيِّن ترامب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر رجعية مثل تيد كروز من تكساس أو توم كوتون من أركنساس بدل أحد القضاة الكبار من المحاكم الفيدرالية. هكذا تعيين بعد موافقة مجلس الشيوخ الذي من الممكن أن ينعقد حتى بعد الإنتخابات في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بصرف النظر عن الفائز في الإنتخابات، هو بحد ذاته تحدٍ للديموقراطيين والديموقراطية في الولايات المتحدة الأميركية. هكذا تحدٍ سيضع البلاد والديموقراطية الأميركية أمام منعطف تاريخي وتحديات كبرى لعقود قادمة!