مهدي عقيل, Author at 180Post

4-2.jpg

لا يخلو نقاش بين معارض للمقاومة وآخر مؤيد لها، من تبنّي الأول لنظرية حصرية السلاح بيد الجيش وقرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للدفاع عن لبنان، فيما يعتبر الثاني أن التجربة بيّنت أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحقيق الردع مع إسرائيل.

71.jpg

أربعة أشهر مضت على اتفاق وقف إطلاق النار، منها فترة الـ 60 يوماً، والتي مُدّدت لثلاثة أسابيع قبل الانسحاب المنقوص، حيث ظلّت قوات الاحتلال في أكثر من خمس نقاط ومنطقة عازلة متقطعة على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وما زالت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على جنوب نهر الليطاني وشماله، وزاد عدد الشهداء عن المئة وعشرة والجرحى بالمئات، و"حزب الله" ما زال متسلحاً بخطاب الدولة ومسؤولياتها.

11111-1.jpg

منذ اعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن غزة "ستكون لنا"، وبالتالي يتوجب إخراج كل الغزيين منها ونقلهم إلى مكان "أجمل"، تنشغل الصحافة العبرية في تناول خطة ترامب وفرص تنفيذها وتداعياتها على الدول المنوي تهجير الفلسطينيين إليها، أي الأردن ومصر، إضافة إلى طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من السعودية، استقبال الغزيين "على أراضيها الشاسعة".

GAZA-2.jpg

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ فجر الأحد 19 كانون الأول/يناير، أي عشية تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة، الذي وصل البيت الأبيض اليوم. وتوقف حربٌ لم يشهد التاريخ ما يماثلها، لا بالشكل ولا بالمضمون. حربٌ استمرت أكثر من 15 شهراً فوق بقعة جغرافية يصعب رؤيتها بالعين المجردة على خريطة الكرة الأرضية. ومع ذلك شغلت العالم بأسره، وكادت أن تذهب به إلى حرب إقليمية، وربما عالمية أيضاً!

4.jpg

إذا ما قُيّضَ لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أن ينجح، ويلتزم الطرفان بمندرجاته طبقاً لقرار مجلس الامن 1701، بصورة تُحقّق الحد الأدنى من الهدوء على جانبي الحدود، هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد. كيف؟ ولماذا؟

army.jpg

حتى الأمس القريب، كانت الأجواء تشي بأن الاتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مؤجل إلى حين قدوم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، فيُبادر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الطامح إلى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة إلى تقديم ما ينبغي تقديمه إلى ترامب وليس إلى إدارة جو بايدن!.

Sinwar.jpg

على مدار عام كامل، شنَّت إسرائيل عشرات آلاف الغارات والهجمات البرّية، وحرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، أدت إلى قتل وجرح ما يزيد عن 200 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 80% من مباني ومنشآت قطاع غزة. ومع ذلك لم تتمكن إسرائيل من النيل من مهندس عملية "طوفان الأقصى"، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، يحيى السنوار، حتى قضى في مواجهة بطولية في رفح، ليدحض باستشهاده الروايات التي حُيكت عنه بأنه "مختبئ في الأنفاق ويتخذ من الأسرى الإسرائيليين دروعاً بشرية".

Hesbullah_Israel3.jpg

إنتشى الإسرائيليون كثيراً بما قالوا إنها "إنجازات" حققها جيشهم في النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وإنها أصابت حزب الله وباقي قوى محور المقاومة "في مقتلٍ". لكن هذا لا يعني أن هذا "الإنتشاء" سوف يستمر. ولا يعني أيضاً أن تلك "الإنجازات" ستُستَثمر في السياسة لاحقاً، لاسيما مع تعثر الهجوم البرّي الإسرائيلي على الحدود مع لبنان وعدم حسم العمليات العسكرية في غزَّة.

Arma-BECS..jpg

ماذا بعد الهجوم الإسرائيلي السيبراني ضد "حزب الله" العسكري والمدني، في اليومين الماضيين، وكيف يمكن "تقريش" هذا الإنجاز سياسياً وعسكرياً وأمنياً وهل من شأنه أن يؤدي إلى تسوية مع الحزب (وقف جبهة الإسناد) وإعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى مستوطناتهم، أم سيدفع طرفي المواجهة إلى حرب مفتوحة؟ هذا التقرير يُسلّط الضوء على الصحافة العبرية.

477dbaa10d48058e527af5a8479313bd.jpg

شمال الضفة عاد إلى سيرته الأولى، و"عرين الأسود" لم يقتصر على نابلس هذه المرة، بل تعداه إلى مختلف مدن ومخيمات شمال الضفة، وربما قد تجد الأسود طريقها إلى جنوبها، وتبيت في عرائن جديدة، ساعتئذٍ، سوف تحتاج إسرائيل إلى عمليات من "البيوت والحدائق" بدلاً من عملية "بيت وحديقة"، على طول الضفة الغربية وعرضها!